تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سقي]:

صفحة 531 - الجزء 19

  قال الجوهريُّ عن ابنِ السِّكِّيت: يكونُ للماءِ واللَّبَنِ، والوَطْبُ للَّبَنِ خاصَّةً، والنِّحْيُ للسَّمْنِ، والقِرْبَةُ للماءِ، ا ه.

  وقال ابنُ سِيدَه: لا يكونُ إلَّا للماءِ؛ وأَنْشَدَ:

  يَجُبْن بها عَرْضَ الفَلاةِ وما لنا ... عليهنَّ إلَّا وخْدَهُنَّ سِقاءُ⁣(⁣١)

  لا نَحْتاجُ إلى سِقاءٍ للماءِ لأَنَّهنَّ يَرِدْنَ بنا الماءَ وقْت حاجَتِنا إليه؛ ج في القَلِيلِ أَسْقِيَةٌ وأَسْقِياتٌ؛ وفي الكثيرِ أَساقٍ.

  وفي التَّهذيب: الأساقِي جَمْعُ الجَمْع.

  واسْتَسْقَى منه: طَلَبَ سِقْياً، أَي ما يَشْربُ.

  وأَيْضاً: تَقَيَّأَ، كاسْتَقَى فيهما؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وسَقاهُ اللهُ الغَيْثَ: أَنْزَلَهُ له.

  ومِن المجازِ: سَقَى زَيْدٌ عَمْراً: إذا اغْتَابَهُ غَيْبَةً خَبِيثةً وعابَهُ؛ عن ابن الأعرابيِّ.

  كأَسْقَى فيهما، أَمَّا سَقاهُ اللهُ الغَيْثَ وأَسْقاهُ، فقد نقلَهُ الجوهريُّ قالَ: وقد جَمَعَهما لبيدٌ في قوله:

  سَقَى قومي بَني مَجْدٍ وأَسْقَى ... نُمَيْراً والقَبائِلَ من هِلالِ⁣(⁣٢)

  وأَمَّا أَسْقَى بمعْنَى اغْتابَ، عن ابنِ الأعرابيِّ أَيْضاً، فأَنْشَدَ الجوهريُّ لابن أَحْمر:

  ولا عِلْم لي ما نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ ... ولا أَي من عادَيْتُ أَسْقَى سقائِيا⁣(⁣٣)

  وفي التَّهْذيب: هو قَوْل أَبي عُبيدَةَ⁣(⁣٤).

  وأَنْكَرَه شَمِرٌ وقالَ: لا أَعْرِفه بهذا المَعْنى؛ قالَ: وسَمعْت ابنَ الأعرابي يقولُ مَعْناه لا أَدْرِي مَنْ أَوْعى فيَّ الدَّاءَ.

  والاسْمُ مِن سَقاهُ اللهُ وأَسْقاهُ: السُّقْيا، بالضَّمِّ؛ كما في الصِّحاحِ.

  والسَّقِيُّ، كغَنِيِّ: السَّحابَةُ العَظيمةُ القَطْرِ الشَّديدَةُ الوَقْع، ج أَسقِيَةٌ؛ وبه فَسَّر أَبو عبيد، بيتَ أَبي ذُؤَيْب: صَوْبُ أَسْقِيَةٍ؛ ويُرْوَى: أَرْمِيَّةٍ بمعْناهُ وقد تقدَّمَ.

  والسَّقِيُّ: البَرْدِيُّ النَّاعِمُ، سُمِّي بذلكَ لنَباتِهِ في الماءِ أَو بقُرْبه.

  قال الأَزْهريُّ: وهي لا يفوتُها الماءُ؛ ومنه قولُ امْرئِ القَيْس:

  وكَشْحِ لطِيف كالجَديلِ مُخَصَّر ... وساقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذَلَّلِ⁣(⁣٥)

  والواحِدَةُ: سَقِيَّةٌ؛ قالَ عبدُ اللهِ بنُ عَجْلان النَّهْديّ:

  جديدة سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنَّها ... سَقِيَّةُ بَرْدِيِّ نَمَتْها عُيونُها⁣(⁣٦)

  والسَّقِيُّ أَيْضاً: النَّخْلُ؛ وبه فُسِّر قولُ امْرئِ القَيْسِ أَيْضاً، أَي كأُنْبوبِ النَّخْلِ المُسْقيِّ، أَي كقَصَبِ النَّخْلِ، أَضافَهُ إليه لأنّه نَبت بينَ ظَهْرانِيه.

  وسَقَّاهُ تَسْقِيَةً، وأَسْقاهُ: قال له: سَقاكَ اللهُ، أَو قالَ: سَقْياً له؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لذي الرُّمَّة:

  فما زِلْتُ أُسْقِي رَبْعَها وأُخاطِبُهْ

  ووَجدْتُ في هامِشِ النسخةِ ما نَصّه: هذا الإنْشادُ مُخْتَلّ، والصَّوابُ:

  وَقَفْتُ على رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتِي ... فما زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَه وأُخاطِبُهْ

  والشَّاهِدُ في البيتِ الذي بَعْده:


(١) اللسان.

(٢) ديوانه ص ١٢٨ واللسان والصحاح والتهذيب.

(٣) الصحاح والتهذيب وفي اللسان «فارقت» مكان «عاديت»، وعجزه في المقاييس ٣/ ٨٥.

(٤) في التهذيب: أبي عبيد.

(٥) من معلقته، واللسان وعجزه في الصحاح والتهذيب والمقاييس ٣/ ٨٥.

(٦) اللسان والصحاح برواية «غيولها» بدل «عيونها».