تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الواو والياء

صفحة 552 - الجزء 19

  هَلَكَ فيها، ومنه قوله تعالى: {لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ}⁣(⁣١).

  وفَسَّره ثَعْلَب فقالَ: مَعْناه يَصيرُونَ كالتّرابِ.

  وقال الجوهرِيُّ: أَي تَسْتَوِي بهم؛ وقولُ الشاعِرِ:

  طالَ على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ ... وعَفا واسْتَوى به بَلَدُهْ

  فسَّرَه ثَعْلَب فقالَ: صارَ كُلّه⁣(⁣٢) جدياً.

  وأَسُوَى الرَّجُل: كانَ خُلُقُهُ وخُلُقُ والِدِهِ سَواءً، صَوابه: كانَ خُلُقُهُ وخُلُقُ ولدِهِ سَوِيّاً.

  وقال الفرَّاءُ: إذا كانَ خُلُق ولدِهِ سَويّاً وخُلُقُهُ أَيْضاً.

  ونقلَهُ أَبو عُبيدٍ أَيْضاً ولكن في لَفْظِه اضْطِرابٌ.

  وأَسْوى: إذا أَحْدَثَ مِن أُمِّ سويد، وهي الدُّبْرُ؛ قالَهُ أَبو عَمْرو.

  وأَسْوى: إذا خَزِىَ، وهو مِن السَّوْأَةِ.

  وأَسْوى في المَرْأَةِ: إذا أَوْعَبَ؛ أَي أَدْخَلَ ذَكَرَه كُلَّه في الفَرْجِ.

  وأَسْوَى حَرْفاً من القرآنِ: أَسْقَطَ وتَرَكَ وأَغْفَل، مِن أَسْوَيْتُ الشيءَ إذا تَرَكْته وأَغْفَلْته؛ ومنه حديثُ أَبي عبدِ الرحمنِ السُّلمي: «ما رأَيْتُ أَحَداً أَقْرَأَ مِن عليِّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، صلَّيْنا خَلْفَه فأَسْوَى بَرْزخاً ثم رجعَ إليه فقَرَأَه، ثم عادَ إلى المَوْضِع الذي كانَ انْتَهى إليه»؛ والبَرْزَخُ: الحاجِزُ بينَ الشَّيْئَين.

  وقالَ الجوهريُّ: هكذا حَكَاهُ أَبو عبيدٍ، وأَنا أُرَى أنَّ أَصْلَ هذا الحَرْف مَهْموزٌ.

  * قُلْتُ: وذَكَرَ الأزهريُّ ذلكَ أَيْضاً فقالَ: أُراهُ مِن قوْلِهم: أَسْوأ⁣(⁣٣) إذا أَحْدَثَ، وأَصْلُه مِن السَّوْأَةِ، وهي الدُّبُر، فَتَرَكَ الهَمْز في الفَعْل انتَهَى. وقالَ ابنُ الأثير: وكَذلكَ الإسْواءُ في الحِسابِ وفي الرَّمْي، وذلكَ إذا أَسْقَطَ وأَغْفَلَ.

  وقال الهَرَويُّ: يجوزُ أَشْوَى، بالشِّين المعْجمةِ بمعْنَى أَسْقَطَ، ولكنَّ الرِّوايةَ بالسِّين.

  ولَيْلَةُ السَّواءِ: لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ؛ كما في المُحْكَم.

  أَو لَيْلَةُ ثَلاثَ عَشَرَةَ؛ وفيها يَسْتوِي القَمَرُ، وهذا قَوْلُ الأصْمعيّ، نقلَهُ الأزهريُّ والجوهريُّ.

  وهُمْ في هذا الأَمْرِ على سَوِيَّةٍ، كغَنِيَّةٍ، أَي على اسْتِواءٍ واعْتِدالٍ.

  والسَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: شبْهُ البَرْذَعةِ من مَراكِبِ الإِماءِ والمُحْتاجِينَ، أَي ذَوي الحاجَةِ والفَقْرِ، وكَذلِكَ الذي يُجعلُ على ظَهْرِ الإِبِلِ إلَّا أَنَّه كالحَلْقَةِ لأجْلِ السَّنام، وتسمَّى الحَوِيَّة.

  أَو كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُمامٍ أَو ليفٍ أَو نَحْوِهِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لعبدِ اللهِ بنِ عَنَمة الضَّبيّ:

  ازْجُرْ حِمارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ ... إذن يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ⁣(⁣٤)

  والجَمْعُ سَوايَا.

  وأَبو سَوِيَّةَ الأَنْصارِيُّ، ويقالُ الجهنيُّ، صَحَابيٌّ، حدِيثُه في السُّحورِ، رَوَى عنه عبادَةُ بنِ نسي؛ وأَبو سَوِيَّةَ عُبَيْدُ بنُ سَوِيَّةَ بن أَبي سَوِيَّةَ الأَنْصارِيُّ مَوْلاهُمْ، كانَ فاضِلاً رَوَى عنه حيوَةُ بنُ شُرَيْح وعَمْرُو بنُ الحارِثِ وغيرُهُما، قيلَ: إنَّه تُوفي سَنَة ١٣٥، قالَهُ ابنُ ماكولا:

  * قلْت: وهو مِن رِجال أَبي دَاوُد، ووَقَعَ اخْتِلافٌ في كُنْيَتِه وفي اسْمِه، ففي بعضِ الرِّوايات أَبو سَوْدَةَ وهو وَهمٌ؛ وقالَ أَبو حاتِم بنُ حبَّان: أَبو سُوَيْد وغَلِطَ مَنْ قالَ أَبو سَوِيَّةَ، واسْمُه حُمَيْد، ويقالُ: هو المِصْرِيُّ الذي رَوَى عن عبدِ الرحمنِ بنِ حجرَةَ، وقيلَ غيرُ ذلكَ.

  وعبدُ المَلِكِ بنُ أَبي سَويَّةَ سَهْلِ بنِ خَليفَةَ بن عبدَةَ الفُقَميّ، عن أَبيهِ، عن قَيْسِ بنِ عاصِمٍ، وحَفِيده العَلاءُ


(١) سورة النساء، الآية ٤٢.

(٢) في اللسان: «حدباً».

(٣) في التهذيب: أسوى.

(٤) اللسان والصحاح وبرواية: «فازجر».