تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الواو والياء

صفحة 570 - الجزء 19

  وأَيْضاً: طَرِيقٌ في جَبَلِ سَلْمَى كثيرَةُ الأُسْدِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  ومنه قوْلُهم للشُّجْعان: ما هُم إلَّا أُسُودُ الشَّرَى؛ ومنه قولُ الشاعِرِ:

  أُسودُ الشَّرَى لاقتْ أُسودَ خَفِيَّةٍ⁣(⁣١)

  وأَيْضاً: جَبَلٌ بنَجْدٍ لطيِّئٍ.

  وأَيْضاً: جَبَلٌ⁣(⁣٢) بتِهامَةَ كثيرُ السِّباعِ؛ نَقَلَهُما نَصْر في مُعْجمه.

  وأَيْضاً: وادٍ بينَ كَبْكَب ونَعْمانَ على لَيْلةٍ من عَرَفَةَ.

  والشَّرَى: النَّاحِيَةُ؛ وخَصَّ بعضُهم به ناحِيَةَ اليَمِين، ومنه شَرَى الفُراتِ ناحِيَتُه؛ قال الشاعِرُ:

  لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني ... بشَرَى الفْراتِ وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ⁣(⁣٣)

  وتُمَدُّ، والقَصْرُ أَعْلى، ج أَشْراءٌ؛ ومنه أَشْراءُ الحَرَمِ.

  قالَ الجوهريُّ: الواحِدُ شَرىً، مَقصور.

  وذُو الشَّرَى: صَنَمٌ لدَوْسٍ بالسَّراةِ، قالَهُ نصْر.

  وأشْراهُ: مَلأَهُ؛ يقالُ: أَشْرَى حَوْضَه: إذا مَلأَهُ.

  وأَشْرَى جِفانَه: مَلأَها للضِّيفانِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عن أَبي عَمْروَ: قالَ الشَّاعرُ:

  ومُشْرِي الجفان ومُقْرِي النَّزِيلا⁣(⁣٤)

  وأَشْراهُ في ناحِيَةِ كذا: أَمالَهُ؛ ومنه قولُ الشَّاعِرِ:

  اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا ... يومَ الفِراقِ إلى أَحْبابِنا صورُ

  وأَنَّني حيثما يَشْرِي الهَوى بَصَرِي ... مِنْ حَوْثُما سَلَكوا أَرْنُوا فأَنْظورُ⁣(⁣٥)

  ويُرْوَى: أَثْني فأَنْظُورُ.

  وأَشْرَى الجَمَلُ: تَفَلَّقَتْ عَقيقَتُهُ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.

  وأَشْرَى بَيْنهم: مِثْلُ أَغْرَى؛ نقلَهُ الأزهري.

  والشَّرْيانُ، بالفتْح ويُكْسَرُ، نقلَهُما الجوهريُّ والكَسْرُ أَشْهَر: شَجَرٌ مِن عِضاهِ الجِبالِ تُعْمَلُ منه القِسِيُّ⁣(⁣٦)، واحِدَتُه شِرْيَانَةٌ، يَنْبتُ نَبات السِّدْر، ويَسْمُو⁣(⁣٧) كسُمُوِّه ويَتَّسِعُ وله نَبِقَةٌ صَفْراءُ حلْوَةٌ؛ قالَهُ أَبو حَنيفَةَ.

  قالَ: وقالَ أَبو زِيادٍ: تُصْنَعُ القياسُ مِن الشّرْيانِ، وقوْسُه جيِّدَةٌ إلَّا أَنَّها سَوْداءُ مُسْتشربَة⁣(⁣٨) حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ، وزَعَمُوا أَنَّ عودَه لا يَكادُ يعوَجُّ.

  وقال المبرِّدُ: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شَجَرٌ واحِدٌ، لكن تَخْتَلفُ أَسْماؤُها وتَكْرُمُ بمنَابِتِها، فما كانَ منها في قُلَّةِ الجَبَلِ فهو النَّبْعُ، وما كانَ منها في سَفْحِهِ فالشِّرْيانُ⁣(⁣٩).

  والشِّرْيان: واحِدُ الشَّرايِينِ للعُروقِ النَّابِضَةِ، ومَنْبتُها من القَلْبِ، نقلَهُ الجوهريُّ.

  والذي صرَّحَ به أَهْلُ التَّشْريحِ: أَنَّ منْبتَ الشَّرايِينِ من الكَبِدِ وتمرُّ على القَلْبِ، كما أَنَّ الوَرِيدَ مَنْبتُه القَلْب ويمرُّ على الكَبِدِ.

  والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الطَّريقَةُ.

  وأَيْضاً: الطَّبيعَةُ.


(١) البيت في المقاييس ٣/ ٢٦٦ بدون نسبة، وبحاشيته نسبة محققة للأشهب بن رميلة، وعجزه:

تساقوا على حرد دماء الأساود

وصدره في اللسان والتهذيب ومعجم البلدان «الشرى».

(٢) في القاموس: «وجُبَيْلٌ» والأصل كياقوت.

(٣) الصحاح ومعجم البلدان «الشرى» والتهذيب، وبالأصل واللسان «وصلتني».

(٤) اللسان وتمامه:

نكب العشار لأذقانها ... ونشري الجفان ونقري النزيلا

وعجزه في التهذيب كرواية اللسان.

(٥) اللسان برواية: «وأنني حوثما ...» لغة في حيثما. وفيه: «... أثني فأنظور»

(٦) في القاموس: للقِسِيِّ.

(٧) في اللسان: ويسنو كسنوه.

(٨) في اللسان: مشربة.

(٩) زيد في التهذيب: وما كان في الحضيض فهو الشوحط.