تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عكو]:

صفحة 691 - الجزء 19

  وأَصْفَرُ بَعْضِه، وقيلَ: أَسْودُ لَزِجٌ كالغِراءِ؛ وقد عَقَى، كرَمَى، عَقْياً، بالفَتْح: إذا أَحْدَثَ أَوّلَ ما يُحْدِثُ وبعدَ ذلكَ ما دامَ صَغِيراً.

  وفي المَثَلِ: أَحْرَصُ مِن كَلْبٍ على عِقْيِ صَبِيِّ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وفي حديثِ ابنِ عبَّاس، رضيَ اللهُ تعالى عنهما: وسُئِلَ عن المرأَةِ تُرْضِع الصَّبِيَّ الرَّضْعَة فقالَ: «إذا عَقَى حَرُمَتْ عليه المَرأةُ وما وَلَدَتْ»، وإنَّما ذَكَر العَقْيَ ليُعْلَم أنَّ اللَّبَنَ قد صارَ في جَوْفِه لأنَّه لا يَعْقي من ذلك اللَّبنِ حتى يَصِير في جوْفِه.

  وعَقَّاهُ تَعْقِيَةً: سَقاهُ ما يُسْقِطُ عِقْيَهُ. يقالُ: هل عَقَّيْتُم صبيَّكُم: أَي هل سَقَيْتُموه عَسلاً ليَسْقُط عِقْيُه.

  والعِقْيانُ، بالكسْرِ، من الذَّهَبِ الخالِص، أَو ذَهَبٌ يَنْبُتُ نَباتاً، وليسَ ممَّا يُحَصَّل من الحجارَةِ؛ كما في الصِّحاح.

  وفي المُحْكم والأساسِ: وليسَ ممَّا يُسْتَذابُ من الحِجارَةِ، والألِفُ والنونُ زائِدَتانِ.

  وأَعْقَى: صارَ مُرًّا، أَو اشْتَدَّتْ مَرَارتُهُ؛ ومنه المَثَلُ: لا تَكُنْ حُلواً فتُشْتَرط ولا مُرًّا فتُعْقِيَ، يُرْوَى بكسْرِ القافِ وبفَتْحها، فبالكَسْر مَعْناه فتَشْتَدّ مَرارَتُك، وبالفَتْح فتُلْفَظ لمرارَتِكَ.

  * قُلْت: وفي هذا المَعْنى قالَ بعضُهم:

  لا تَكُنْ سُكّراً فيَأْكُلك النا ... سُ ولا حَنْظَلاً تُذاقُ فتُرْمَى

  وأَعْقَى الشَّيءَ: أَزالَهُ من فيه لمرَارَتِه، والهَمْزةُ للسَّلْبِ والإزَالةِ كما تقولُ: أَشْكَيْت الرَّجُل، إذا أَزَلْته عمَّا يَشْكُوه، كما في الصحاح.

  وعَقَّى بسَهْمِه تَعْقِيَةً: رَمَى به في الهواءِ، لُغَةٌ في عَقَّه؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للمُتَنَخِّل:

  عَقُّوْا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ ... ثم اسْتَفاؤُوا وقالوا حَبَّذَا الوَضَحُ⁣(⁣١)

  * قُلْت: ويُرْوى بفَتْح القافِ المشدَّدَةِ، فموْضِعُه هنا، ويُرْوَى بضمَّها فموْضِعُه في القافِ وقد مَرَّ هناك.

  وعَقَّى الطَّائِرُ: ارْتَفَعَ في طَيَرانِه، ومنه المُعَقِّ للعُقابِ الحائِمِ، وقد ذَكَرَه في الذي يَلِيه.

  ويقالُ: ما أَدْرى من أَيْنَ عُقِّيتَ، بالضَّمِّ، ومن أَيْنَ طُّبِيت، وأَيْنَ اعْتُقِيتَ، ومِن أَيْنَ اطُّبِيتَ: أَيْ مِن أَيْنَ أُتِيْتَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المعقى⁣(⁣٢)، بالكسْر: الطفْلُ؛ ومنه قولُ الزَّمخشري: فلانٌ له عِقْيانٌ وليسَ عنْدَه عِقْيان، أَي له طِفْلان وليسَ عنْدَه ذَهَب⁣(⁣٣).

  وبَنُو العِقْيِ، بالكسْر: قَبيلَةٌ، وهمُ العُقاةُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  [عكو]: والعُكْوَةُ، بالضَّمِّ وتُفْتَحُ⁣(⁣٤): كذا ضَبَطَه ابنُ سِيدَه معاً، ونقلَ شيْخُنا فيه التَّثِليثَ؛ النُّونَةُ وهي الثقبةُ في ذقنِ الصَّبيِّ الصَّغيرِ.

  والعُكْوَةُ، بالضمِّ فقط: الوَسَطُ لغلَظِه.

  وبالضمِّ والفَتْح: أَصْلُ اللّسانِ، والأَكْثَر العَكَدَةُ؛ وبهما معاً: أَصْلُ الذَّنَبِ حيثُ عَرِيَ مِن الشَّعَرِ من المَغْرِزِ؛ واقْتَصَر الجوهريُّ على الضمِّ فقط، والفَتْح نقلَهُ الأَزْهري.

  وبهما معاً: عَقَبٌ يُشَقُّ فيُجْعَلُ⁣(⁣٥) فَتْلَتَيْنِ كالمِخْراقِ، أَي كما يُفْتَلُ المِخْراقُ وأَيْضاً: الحُجْزَةُ الغَليظَةُ؛ ضَبَطه ابنُ سِيدَه بالضمِّ فقط.

  وبالضَّمِّ فقط: غِلَظُ كلِّ شيءٍ ومُعْظَمُه، ج عُكاً، مَقْصورٌ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجوهريُّ وأَنْشَدَ:


(١) ديوان الهذليين ٢/ ٣١ واللسان والصحاح.

(٢) كذا بالأصل، والصواب: «العقي» ويؤيده عبارة الزمخشري التالية.

(٣) في الأساس: «وهو فقير» بدلاً من قوله: وليس عنده ذهب.

(٤) في القاموس: ويُفْتَحُ.

(٥) في القاموس: فيُفتَلُ.