تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الواو والياء

صفحة 72 - الجزء 20

  والمَقْرَى والمَقْراةُ، صَرِيحُ سِياقِه أَنَّه بفَتْحِهِما والصَّوابُ بالكسْرِ فيهما كما هو نَصُّ الصِّحاح وغيرِهِ، كلُّ ما اجْتَمَعَ فيه الماءُ مِن حَوْضٍ وغيرِهِ، وخَصَّه بعضُهم بالحَوْضِ.

  وفي الصِّحاح: المِقْراةُ المَسِيلُ وهو المَوضِعُ الذي يَجْتَمِعُ فيه ماءُ المَطَرِ من كلِّ جانِبٍ.

  وفي التّهْذيبِ: المِقْرَى الإناءُ العَظِيمُ يُشْرَبُ به الماءُ، والمِقْراةُ: الموضِعُ الذي يُقْرَى فيه الماءُ، وقيلَ: المِقْراةُ: شِبْهُ حَوْضٍ ضَخْمٍ يُقْرَى فيه مِن البِئْرِ ثم يُفْرَغُ في المِقْراةِ، والجَمْعُ المَقارِي.

  وقَرِيُّ الماءِ، كغَنِيٍّ: مَسِيلُه من التِّلاعِ.

  وفي الصِّحاح: مَجْرَى الماءِ في الرَّوْض، وقالَ غيرُهُ: في الحَوْضِ، وفي التّهْذِيبِ: إلى الرِّياضِ.

  أَو مَوْقِعُه، كذا في النسخِ والصَّوابُ مَدْفَعُه، من الرَّبْوِ إلى الرَّوْضَةِ، كما هو نصُّ اللّحْياني، هكذا قالَ الرَّبْو بغيرِ هاءٍ، ج أَقْرِيَةٌ، ومنه قولُ الجعْدِي:

  ومِنْ أَيَّامِنا يَوْمٌ عَجيبٌ ... شَهِدْناهُ بأَقْرِيةِ الرّداعِ⁣(⁣١)

  وأَقْراءٌ، كشَريفٍ وأَشْرافٍ، ومنه قولُ مُعاوِيَةَ بنِ شَكَل يذمُّ حَجْل بنَ نَضْلَةَ بينَ يَدَي النُّعْمان: إنَّه مُقْبَلُ النَّعْلينِ مُنْتَفِخُ الساقَيْنِ قَعْو الأَلْيَينِ مَشَّاءُ بأَقْراءٍ قَتَّالُ ظِباءٍ بَيَّاعُ إماءٍ، فقالَ له النّعْمان: أَرَدْتَ أَن تَذِيمَه فمدحته، وَصَفَه بأنَّه صاحِبُ صَيْدٍ لا صاحِبَ إِبِلٍ.

  وقُرْيانٌ، بالضَّمِّ، وهو الأكْثَرُ، ومنه قولُ ذي الرُّمة:

  تَسْتَنُّ أَعْداءُ قُرْيانٍ تَسَنَّمَها ... غُرُّ الغَمامِ ومُرْتَجَّاتُه السُّودُ⁣(⁣٢)

  واقْتَصَر الجَوْهرِي على الأَوَّل والأخيرِ، والأَخيرُ مَضْبوطٌ في كتابِه بالضمِّ والكَسْر. وفي حديثِ قُسِّ: «ورَوْضَة ذاتُ قُرْيانٍ». وفي حدِيثِ ظبيان: «رَعَوْا قُرْيانه».

  والقَرِيُّ، كغَنِيٍّ أَيْضاً: اللّبَنُ الخاثِرُ الذي لم يُمْخَضْ.

  وقَرِيُّ الخَيْلِ: اسْمُ وادٍ.

  القَرِيَّانِ، مُثَنَّى قَرِيٍّ: ع لبَني سُلَيْم بدِيارِ مُضَرَ بَفْرُقُ بَيْنهما وادٍ عظيمٌ قالَهُ نَصْر.

  واسْتَقْرَى واقْتَرَى وأَقْرَى: طَلَبَ ضِيافَةً، كذا في المُحْكم.

  وهو مِقْرًى للضَّيْفِ، كمِنْبَرٍ ومِقْراءٌ، كمِحْرابٍ، وهي مِقْراةٌ ومِقْراءٌ، كمِسْحاةٍ ومِحْرابٍ، الأخيرَةُ عن اللّحْياني.

  يقالُ: إنَّه لمِقْرًى للضيْفِ ومِقْراءٌ للأضْيافِ.

  والمِقْراةُ أَيْضاً: القَصْعَةُ أَو الجَفْنَةُ يُقْرَى فيها الضَّيْفُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  حتى تَبُولَ عَبُورُ الشِّعْرَ بَيْنِ دَماً ... صَرْداً ويَبْيَضَّ في مِقْراتِه القارُ

  وقالَ اللّحْياني: المِقْرَى، مَقْصورٌ بغير هاءٍ كلُّ ما يُؤْتَى به مِن قِرَى الضَّيْفِ مِن قَصْعَةٍ أَو جَفْنةٍ أَو عُسٍّ، ومنه قولُ الشاعرِ:

  ولا يَضَنُّون بالمِقْرَى وإن ثَمِدُوا⁣(⁣٣)

  والمَقارِي: القُبورُ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ القُدُورُ، كما هو نَصُّ ابنِ الأعْرابي، وهو في المُحْكم هكذا، وأَنْشَدَ:

  تَرَى فُصْلانَهم في الوَرْدِ هَزْلَى ... وتَسْمَنُ في المَقارِي والحِبالِ

  أَي أَنّهم إذا نَحَرُوا لم يَنْحَروا إلَّا سَمِيناً، وإذا وَهَبُوا لم يَهِبُوا إلَّا كَذلكَ، هكذا فسَّرَه ابنُ الأَعرابي.

  والقَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: العَصَا.

  وأَيْضاً: قَرْيَةُ النَّملِ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والتهذيب.