تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلو]:

صفحة 97 - الجزء 20

  وقيلَ: هو الحِمارُ الفَتِيُّ.

  وفي الصِّحاح: الحِمارُ الخفيفُ؛ زادَ ابنُ سِيدَه: وقيل: هو الجَحْشُ الفَتِيُّ؛ زادَ الأزْهرِي: الذي قد أَركَبَ وحَمَل.

  والقِلْوَةُ، بهاءٍ: الدَّابَّةُ تَتَقَدَّمُ بصاحِبِها، وقد قَلَتْ به قَلْواً. وهو تَقَدِّيها في السَّيْر في سُرْعةٍ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.

  والقُلَةُ، بالضمِّ مُخَفَّفَةً: أَصْلُها قَلْوٌ، والهاءُ عِوَضٌ.

  قالَ الفرَّاء: وإنَّما ضم أوَّلها ليدلَّ على الواوِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  والقِلَى* والمِقْلَى، مكْسُورَتَيْنِ؛ هكذا في سائِرِ النُّسخِ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ والمِقْلَى والمِقْلاءُ مكْسُورَتَيْنِ أَي على مِفْعَل ومِفْعَال، والأخيرَتانِ نقلَهُما ابنُ سِيدَه وضَبَطَهما كما ذَكَرْت.

  وقالَ الجَوْهرِي: المِقْلاءُ على مِفْعالٍ عن أَبي عَمْرٍو، وليسَ في أَصْلٍ من الأُصُولِ القِلَى على ما في النسخ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: والقُلَةُ والمِقْلى والمِقْلاءُ، على مِفْعال، عُودانِ يَلْعَبُ بهما الصِّبْيانُ؛ فالمِقْلَى: العُودُ الكَبيرُ الذي يضربُ به؛ والقُلَةُ: الخَشَبَةُ الصَّغِيرَةُ التي تُنصبُ وهي قَدْر ذِرَاعٍ.

  قالَ ابنُ برِّي: شاهِدُ المِقْلاء قولُ امْرئِ القَيْسِ:

  فأَصْدَرَهَا تَعْلُو النَّجادَ عَشِية ... أقبُّ كمِقْلاءِ الوَليدِ خَمِيصُ⁣(⁣١)

  ج قِلاتٌ، بالكسْرِ؛ وفي الصِّحاح: قُلاةٌ بالضمِّ والهاء⁣(⁣٢) مُدَوَّرَة؛ وقُلُونَ، بالضمِّ، وقِلُونَ، بالكسْرِ⁣(⁣٣) على ما يَكْثُر في أَوَّلِ هذا النَّحْو مِن التَّغَيّرِ؛ وأَنْشَد الفرَّاء:

  مِثْل المَقالي ضُربَتْ قِلِينُها⁣(⁣٤)

  قالَ الأزْهرِي: جَعَلَ النونَ كالأَصْلِيَّة فرَفَعَهَا، وذلكَ على التَّوهُّمِ، ووَجْه الكَلامِ فَتْح النُّون⁣(⁣٥) لأنَّها نونُ الجَمْع.

  وقَلاها قَلْواً؛ كما في الصِّحاح؛ وقَلا بها قَلْواً: رَمَى بها. وقَلاها قَلْياً: لُغَةٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي كما سَيَأْتِي.

  وقالَ الأصْمعي: قَلَوْتُ بالقُلةِ والكُرةِ: ضَرَبْت.

  وقَلا الإِبِلَ قَلْواً: ساقَها سَوْقاً شَديداً.

  وقَلا اللّحْمَ يَقْلُوه قَلْواً: شَواهُ حتى أَنْضَجَهُ في المِقْلَى؛ وكَذلكَ الحَبَّ يُقْلَى على المِقْلَى.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: قَلَيْتُ البُرَّ والبُسْر؛ وبعضُهم يقولُ قَلَوْتُ.

  وقالَ الكِسائي: قَلَيْتُ الحَبَّ على المِقْلَى وقَلَوْتُه.

  قالَ الجَوْهرِي: قَلَيْت السَّويق، واللحْمَ فهو مَقْلِيُّ، وَقَلَوْتُه فهو مَقْلُوٌّ لُغَةٌ.

  وقَلا زَيداً قِلاً، بالكسْرِ مَقْصورٌ؛ عن ابنِ الأعْرابي؛ وقَلاءَ، بالفَتْح مَمْدُودٌ: أَبْغَضَهُ.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: ولا يكونُ في البُغْضِ إلَّا قَلَيْ يَعْني بالياءِ.

  واقْلَوْلَى الرَّجلُ: رَحَلَ؛ وكذلكَ القَوْمُ؛ كِلاهُما عن اللَّحْياني.

  واقْلَوْلَى: قَلِقَ واسْتَوْفَزَ وتَجافَى عن محلِّه.

  وفي الحديثِ: «لو رأَيْتَ ابنَ عُمر ساجِداً لرَأَيْته مُقْلَوْلِيا»، هو المُتَجافِي المُسْتَوْفِزُ؛ وقيلَ: هو مَن يَتَقَلَّى على فِراشِه أَي يَتَمَلْمَل ولا يَسْتَقِرّ.

  قالَ أبو عبيدٍ: وبعضُ المُحدِّثِين كانَ يفسِّرُ مَقْلَوْلِيا كأَنه على مِقْلًى؛ قالَ: وليسَ هذا بشيءٍ إنَّما هو مِن التَّجافِي في السُّجودِ.

  والمُقْلَوْلِي: المُسْتَوْفِزُ المُتَجافِي. وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لذي الرُّمّة:


(*) كذا، وبالقاموس: القِلا.

(١) ديوانه ط بيروت ص ١٢٥ برواية: «شخيص» والمثبت كرواية اللسان.

(٢) في الصحاح: «قُلَاتٌ».

(٣) في الصحاح: بكسر القاف وضمها.

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٥) كذا بالأصل والتهذيب وبهامشه كتب مصححه: فاته أن ينص على أن تمام ذلك أن يكون قبل النون واو لا ياء، لأن الواو علامة الرفع.