تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلى]:

صفحة 99 - الجزء 20

  وكلُّ شَديدِ السَّوقِ: قِلْوٌ، بالكَسْر.

  واقْلَوْلَتِ الدابَّةُ: تَقدَّمَتْ بصاحِبِها.

  وجاءَ يَقْلُو به حِمارُه.

  واقْلَوْلَتِ الحُمُر في سُرْعَتِها.

  واقْلَوْلَى عليها: نَزَا؛ وأَنْشَدَ الأحْمر للفَرَزْدَق يَهْجُو جريراً وقوْمَه كُلَيْباً يَرْمِيهم بأَنَّهم يَأْتُونَ الأُتُنَ واقْلِيلاؤُه نُزوُّه عليها، وإقْرادُها سُكُونُها؛ وقَبْله:

  وليسَ كليبى إذا جنَّ لَيْلُه ... إذا لم يَجِدْ رِيحَ الأَتانِ بنائِمِ

  يقُولُ إذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ ... ألا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بِدَائِمِ؟⁣(⁣١)

  وقالَ ابنُ الأعْرابي: هذا كانَ يَزْني بها فانْقَضَتْ شَهْوتُه قبْلَ انْقِضاءِ شَهْوَتِها، وأَقْرَدَتْ: ذَلَّت.

  واقْلَوْلَى: ذَهَبَ؛ وبه فَسَّر أَبو عَمْرٍو قولَ الطِّرمَّاح:

  حَوائم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً ... إذا اقْلَوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ⁣(⁣٢)

  أَذَهَبْنَ.

  والقِلْوُ: الذي يَسْتَعْملُه الصبَّاغُ في العُصْفُر؛ واوِيُّ يائيٌّ.

  [قلى]: ي قَلاهُ، كرَماهُ، وهي اللُّغَةُ المَشْهورَةُ؛ وحَكَى ابنُ جنِّي: قَلِيَه مِثْل رَضِيَهُ؛ قالَ: وأُرَى يَقْلَى إنَّما هو على قَلِيَ؛ قِلًى، مكْسُورٌ مَقْصورٌ يُكْتَب بالياءِ، وقَلاءً، بالفَتْحِ والمدِّ.

  قالَ ابنُ برِّي: وشاهِدُ يَقْلِيه قولُ أبي محمدٍ الفَقْعَسي:

  يَقْلِي الغَوانِي والغَوانِي تَقْلِيه

  وشاهِدُ القَلاء، بالفَتْح مَمْدوداً، قولُ نُصَيْب:

  عَلَيكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً ... وما لكِ عِنْدِي إنْ نَأَيْتِ قَلاءُ

  وشاهِدُ المَقْصورِ قولُ ابنِ الدّمينة أَنْشَدَه أَبو عليِّ القالِي:

  حذار القِلَى والصَّرْم منك وإنَّني ... على العَهْدِ ما دَاوَمْتنِي لطَبيبُ

  ومَقْلِيَةً، مَصْدَرٌ كمَحْمَدَةٍ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والمطرز: أَبْغَضَهُ وكَرِهَهُ غايَةَ الكراهَةِ فَتَرَكَهُ، أَوْ قَلاهُ في الهَجْرِ قِلًى، مَكْسورٌ مَقْصورٌ، وقلِيَهُ: في البُغْضِ كرَضِيَه يَقْلاهُ على القِياسِ؛ حَكَاهُ ابنُ الأعْرابي؛ وكَذلكَ رواهُ عنه ثَعْلَب.

  وفي الصِّحاح: يَقْلاهُ لُغَةُ طيِّئٍ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  أَيامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلاها⁣(⁣٣)

  وقالَ ابنُ هَرْمَةَ:

  فأَصْبَحْتُ لا أَقْلى الحَياةَ وَطُولَها⁣(⁣٤)

  وقولُه تعالى: {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى}⁣(⁣٥)، أي لم يَقْطَع الوَحْي عنْكَ ولا أَبْغَضَك، فاكْتَفَى بِالكافِ الأُولى عن إعادَةِ الأُخْرى.

  وفي الحديثِ: «وَجَدْتُ الناسَ أَخْبُرْ تَقْلِهْ»، الهاءُ في تَقْلِهْ هاءُ السَّكْت ولَفْظُهُ لَفْظُ الأَمْرِ، ومَعْناه الخَبرُ: أَي من خَبَرَهم أَبْغَضَهم وتَرَكَهُم، ومَعْنى نظم الحديث وجَدْتُ الناسَ مَقْولاً فيهم هذا القَوْلَ.

  وقَلاهُ: أَنْضَجَهُ في المِقْلَى، فهو مَقْلِيٌّ؛ واوِيٌّ يائِيٌّ.

  والمِقْلَى: الذي يُقْلَى عليه، وهُما مِقْلَيانِ، والجَمْعُ المَقالِي.

  والقَلَّاءُ، كشَدَّادٍ: صانِعُه.

  وفي المُحْكم: الذي حِرْفَتُه ذلكَ.


(١) ديوان الفرزدق ص ٨٦٣ والثاني في اللسان والتهذيب والمقاييس ٥/ ١٦ والصحاح والتكملة.

(٢) ديوانه ص ١٧٨ واللسان والتهذيب.

(٣) الصحاح واللسان وبعده:

ولو تشاء قبّلت عيناها

(٤) اللسان وعجزه:

أخيرا، وقد كانت إليّ تقلّتِ

(٥) الضحى، الآية ٣.