تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نخو]:

صفحة 231 - الجزء 20

  وأَوَّل البَيْت⁣(⁣١):

  إليكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتَ ناقَتِي ... لكَلْكَلِها والقُصْرَيَيْنِ وجيبُ⁣(⁣٢)

  ورِحْلةٌ ورُكُوبٌ هَضْبتانِ.

  قال الأصْمعي: واخْتَصَمَ حيَّانٍ مِن العَرَبِ في موضِع فَقالَ أَحَدُهما: هذا مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرجُ نِسائِنا ومَسْرحُ بَهْمِنا ومُنَدَّى خَيْلِنا، أَي مَوْضِعُ تَنْدِيتِها، وهذا يقوِّي قولَهم إنَّ التَّنْديةَ تكونُ في الخَيْل أيْضاً.

  وإِبِلٌ نَوادٍ: أي شارِدَةٌ، وكأنَّه لغةٌ في نَوادِّ بتَشْديدِ الدالِ.

  ونَوادِي النَّوَى: ما تَطَايَرَ منها تحْتَ المِرْضَخة عنْدَ رَضْخِها.

  والنَّدْوَةُ: الجماعَةُ، مِن القوْمِ.

  ودارُ النَّدْوَةِ: بمكَّةَ م مَعْروفَةٌ، بَناها قصيُّ بنُ كِلابٍ لأنّهم كانوا يَنْدُونَ فيها، أَي يَجْتَمِعُون للمُشاوَرَةِ؛ كما في الصِّحاح.

  وقال ابنُ الكلبي: وهي أَوَّلُ دارٍ بُنِيَتْ بمكَّةَ، بَناها قصيٌّ ليصْلِحَ فيها بينَ قُرَيْش، ثم صارَتْ لمُشاوَرَتِهم وعقْدِ الألْويةِ في حُرُوبِهم.

  قال شيخنا: قالَ الأقشهري في تَذْكرتِه: وهي الآنَ مقامُ الحنفي.

  والنُّدْوَةُ، بالضَّمِّ: مَوْضِعُ شُرْبِ الخَيْلِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ لهِمْيان بن قحافة:

  قرِيبةٍ نُدْوتُه مِنْ مَحْمَضِهْ ... بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِن مَغْرِضِهْ⁣(⁣٣)

  يقولُ: موْضِع شُرْبِه قَرِيبٌ لا يُتْعِبُ في طَلَبِ الماءِ.

  قُلْت: ورَواهُ أَبو عبيدٍ بفَتْح نونِ النَّدْوةِ وضم ميمِ المُحْمض.

  ونادَاهُ مُنادَاةً: جالَسَهُ في النَّادِي؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:

  أُنادِي به آلَ الوَلِيدِ وجَعْفَرا

  أَو نادَاهُ: فاخَرَهُ، قيلَ: ومنه دارُ النَّدْوَةِ؛ وقيلَ للمُفاخَرَةِ: مُنادَاةٌ، كما قيلَ لها مُنافَرَةٌ؛ قالَ الأعْشى:

  فَتًى لو يُنادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها ... أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِدا⁣(⁣٤)

  أَي لو فاخَرَ الشمسَ لَذَلَّتْ، وقِناعُ الشمسِ حُسْنُها.

  ونادَى بِسِرِّه: أَظْهَرَهُ؛ عن ابنِ الأعْرابي؛ قالَ: وبه يُفَسَّر قولَ الشاعرِ:

  إذا ما مَشَتْ نادِى بما في ثيابِها ... ذَكِيُّ الشَّذى والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ

  ومن المجازِ: نادَى له الطَّريقُ ونادَاهُ: ظَهَرَ؛ وهذا الطَّريقُ يُنادِيكَ؛ وبه فَسَّر الأزْهرِي والرَّاغبُ قولَ الشاعرِ:

  كالكَرْمِ إذ نادَى مِن الكافُور⁣(⁣٥)

  قال الأزْهرِي: أَي ظَهَرَ.

  وقال الرَّاغبُ: أَي ظَهَرَ ظُهورَ صَوْتِ المُنادِي.

  ونادَى الشَّيءَ: رَآهُ وعَلِمَهُ؛ عن ابن الأعْرابي.

  والنَّدِيُّ، كغَنِيِّ، والنَّادِي والنَّدْوَةُ والمُنْتَدَى؛ على صيغَةِ المَفْعولِ مِن انْتَدَى، وفي نسخِ الصِّحاح المُتَنَدَّى⁣(⁣٦) مِن تَنَدَّى؛ مَجْلِسُ القَوْمِ ومُتَحَدَّثُهم.

  وقيلَ: النَّدِيُّ مَجْلِسُ القَوْمِ نهاراً؛ عن كُراعٍ.

  أَو النَّدِيُّ: المَجْلسُ ما دامُوا مُجْتَمِعِينَ فيه، وإذا


(١) كذا بالأصل، إن كان يريد أول القصيدة فالبيت التالي ليس مطلع القصيدة وهو رقم ١٣ منها.

(٢) المفضلية ١١٩ البيت ١٣ برواية:

إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي

والمثبت كرواية اللسان نقلاً عن ابن بري.

(٣) اللسان وقبلهما فيه:

وقربوا كل جمالي عضه

والأول في الصحاح والتهذيب وضبط «ندوته» بالفتح.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٤٤ برواية «لألقى المقالدا» والمقاييس ٥/ ٤١٢ والتكملة كرواية الديوان، والمثبت كرواية اللسان.

(٥) اللسان والتهذيب والمفردات للراغب بدون نسبة.

(٦) كذا، وفي الصحاح المطبوع: «والمُنّتَدَى» ولعل نسخة أخرى وقعت بين يديه.