تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نضو]:

صفحة 248 - الجزء 20

  وفي الحديثِ: «رأَيْتُ قُبورَ الشُّهداءِ جُثاً قد نَبَتَ عليها النَّصِيُّ» قالَ ابنُ الأثير: هو نَبْتٌ سَبْطٌ أَبيضُ ناعِمٌ مِن أَفْضَل المَرْعَى.

  وانْتَصاهُ: اخْتارَهُ يقالُ: انْتَصَيْتُ من القَوْمِ رجُلاً؛ والاسْمُ النَّصِيَّةُ؛ ويقالُ: هذه نَصِيَّتي، وهو مجازٌ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي:

  لَعَمْرُكَ ما ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ ... ولا هُوَ ممَّا يُنْتَصى فيُصانُ

  يقولُ: ثَوْبه من العُذْرِ⁣(⁣١) لا يُخْلِقُ.

  وانْتَصَى الجَبَلُ والأرضُ: طَالا وارْتَفَعَا.

  وفي الصِّحاح: انْتَصَى الشَّعَرُ أَي طالَ.

  وتَنَصَّى الشَّيءُ بالشَّيءِ: اتَّصَلَ.

  ومِن المجازِ: تَنَصَّى بَني فلانٍ وتَذَرَّاهُم: إذا تَزَوَّجَ في نَواصِيهِم، والذِّرْوةُ منهم أَي الخِيارُ والأشْرافُ، وكَذلكَ تَفَرَّعهم.

  وفي الأساسِ: تَزَوَّج سِيدَةَ نِسائِهم.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه.

  النَّصِيُّ، كغَنِيٍّ: عَظْمُ العُنُقِ والجَمْعُ أَنْصِيةٌ؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ للَيْلى الأخْيَلِية:

  يُشَبَّهُونَ مُلوكاً في تَجِلَّتِهمْ ... وطولِ أنْصِيةِ الأعْناقِ والأُمَمِ

  ويُرْوَى بالضم وسَيَأْتي.

  والمُنْتَصَى المُختارُ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي لحميدِ بنِ ثَوْرٍ يَصِفُ الظَّبْية:

  وفي كلِّ نَشْزٍ لها مَيْفَعٌ ... وفي كلِّ وَجْهٍ لها مُنْتَصَى

  والأَنْصِيَةُ: الأشْرافُ؛ ومنه حديثُ وَفْد هَمْدان: فقالوا: «نَحْنُ أَنْصِيَة من هَمْدان».

  والأَنْصاءُ: السَّابقُونَ؛ عن الفرَّاء.

  ونَصِيَّةُ المالِ بَقِيَّتُه.

  والنَّصِيَةُ مِن كلِّ شيءٍ: البَقِيَّةُ؛ وأنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت للمرَّار الفَقْعَسي:

  تَجَرَّدَ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ ... كما يَنْجُو من البَقَر الرَّعِيلُ⁣(⁣٢)

  وقال كعْبُ بنُ مالِكِ الأنْصارِي:

  ثلاثَةُ آلافٍ ونحنُ نَصِيَّةٌ ... ثلاثُ مِئينٍ إن كَثُرْنا وأَرْبَعُ⁣(⁣٣)

  ويُجْمعَ النَّصِيّ، بمعْنَى النّبْتِ، على أَنْصاءٍ وأَناصٍ جَمْع الجَمْع؛ قالَ: تَرْعى أَناصٍ من جريرِ⁣(⁣٤) الحَمْضِ.

  ونَصَيْت الشيءَ نَصْياً مِثْل نَصَصْته أَي رَفَعْته؛ عن ابن القطَّاع.

  وتَنَصَّيْتُ الدابَّة؛ أخذْتُ بناصِيَتِها، وبه فُسِّرِ قولُ الشاعرِ:

  لجاءَتْ على مَشْيِ التي قد تُنُصِّيَتْ⁣(⁣٥)

  والمَشْهورُ بالضادِ كما سَيَأْتي.

  [نضو]: ونَضاهُ من ثَوْبهِ يَنْضُوه نَضْواً: جَرَّدَهُ؛ قال أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ:

  ونُضِيتُ ممَّا كُنتُ فيه فأَصْبَحَتْ ... نَفْسِي إلى إخْوانِها كالمَقْدَرِ⁣(⁣٦)

  ومِن ذلكَ نَضا ثَوْبَه عنه نَضْواً إذا خَلَعَه وأَلْقاهُ عنه.

  ومِن المجازِ: نَضَا الفَرَسُ الخَيْلَ يَنْضُوها نَضْواً ونَضْياً: تقدَّمَها وسَبَقَ وانْسَلَخ منها وخَرَجَ مِن بَيْنها؛


(١) عن اللسان وبالأصل «الغدر».

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٣) اللسان والصحاح ولم ينسبه.

(٤) في اللسان: «من حرير» ويروى: «ترعى أناضٍ».

(٥) البيت في اللسان «نضا» برواية: «قد تنضيت» وعجزه:

وذلّت وأعطت حبلها لا تعاسره

(٦) ديوان الهذليين ٢/ ١٠١ برواية «... مما تعلمين فأصبحت كالمقذر» والمثبت كرواية اللسان وفيه «كالمقذر».