تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نفو]:

صفحة 260 - الجزء 20

  ونَقاةُ الطَّعام، بالفتح، ونَقايَتُهُ، ويُضَمَّانِ: رَدِيئُهُ وما أُلْقِيَ منه؛ الضَّمُّ في النُّقاةِ عن اللّحْياني وهي قَلِيلةٌ، قالَ: وهو ما يَسْقُط مِن قماشِه وتُرابِه: والفَتْح فيهما عن ثَعْلَب وفَسَّرهما بالرَّدِيء.

  وفي الصِّحاح: النَّقاةُ، مِثْلُ القَناةِ، ما يُرْمَى من الطَّعامِ إذا نُقِّيَ؛ حكاهُ الأُمَوي. وقالَ بعضُهُم نَقاةُ كلِّ شيءٍ رَدِيئُهُ ما خَلا التَّمْر فإنَّ نَقاتَهُ، خِيارُهُ.

  وقال ابنُ سِيدَه: والأَعْرَفُ في ذلكَ نَقاتُه ونُقايَتُه.

  والنَّقا من الرَّمْلِ، مَفْتوحٌ مَقْصورٌ: القِطْعَةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبَةً.

  وفي الصِّحاح: الكثيبُ مِن الرَّمْلِ.

  وقال غيرُهُ: يقالُ هذه نَقاةٌ مِن الرَّمْلِ للكثيبِ المُجْتَمِع الأبْيض الذي لا يُنْبِتُ شيئاً.

  قال القالِي: يُكْتَبُ بالألفِ وبالياءِ، وأَنْشَدَ:

  كمثل النَّقي يمشي الوَليدَانِ فَوْقَه ... بما احْتَسَبَا مِن لينِ مسٍ وتسْهَالِ

  وحَكَى يَعْقوب في تَثْنِيتِه: هُما: نَقَوانِ ونَقَيانِ أَيْضاً، ج أَنْقاءٌ ونُقِيٌّ، كعُتِيٍّ؛ قالَ أَبو نُخَيْلة:

  واسْتَزْوَرَتْ مِن عالجٍ نُقِيّا⁣(⁣١)

  وفي الحديثِ: «خَلَقَ الله جُؤْجؤَ آدمَ من نَقا ضَريَّة»، أَي مِن رَمْلِها، وضَرِيَّةُ ذُكِرَ في محلِّه.

  وبناتُ⁣(⁣٢) النَّقا: دُوَيْبَّةٌ تَسْكُنُ الرَّمْلَ كأنَّها سَمَكةٌ مَلْساءُ فيها بَياضٌ وحُمْرةٌ، وهي الحُلكةُ؛ قال ذو الرُّمَّة وشبَّه بَنانَ العَذارَى بها:

  وأَبْدَتْ لنا كَفًّا كأَنَّ بَنانَها ... بناتُ النَّقا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَ القالِي للرَّاعِي:

  وفي القَلْب والحِنَّاءِ كفٌّ كأنَّها ... بناتُ النَّقا لم يُعْطِها الزَّنْدَ قادِحُ⁣(⁣٤)

  ويقالُ لها أَيْضاً: شَحْمَةُ النَّقا.

  والنَّقْوُ والنَّقا، بفَتْحِهما كما هو مُقْتَضى إطْلاقِه: عَظْمُ العَضُدِ؛ وقيلَ: كلُّ عَظْمٍ مِن قَصَب اليَدَيْن والرِّجْلَيْن نَقْوٌ على حِيالِه.

  أَو النِّقْوُ بالكسْر⁣(⁣٥): كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخِّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن الفرَّاء.

  وفي كتابِ القالِي: النَّقْي العَظْمُ المُمخ مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ؛ ج أَنْقاءٌ.

  وقالَ الأصْمعي: الأَنْقاءُ كلُّ عَظْمٍ فيه مُخٌّ، وهي القَصَبُ، قيلَ في واحِدِها نِقْوٌ ونِقْيٌ أي بكسْرِهما.

  وقال غيرُهُ: يقالُ في واحِدِها نِقْيٌ ونَقًى بالكسْر والفتح.

  قال القالِي: وأَنْشَدَ أَبو محمدِ بنُ رسْتُم لابنِ لجا:

  طَوِيلَة والطّول مِن أَنْقائِها

  أَي مِن عِظامِها المُمِخّةِ.

  والنِّقْيُ، بالكسْر وإطْلاقه عن الضَّبْط غَيْر صحيح: المُخُّ، أَي مُخُّ العِظام، وشَحْمُها، وشَحْمُ العَيْن مِن السِّمَنِ، والجَمْع أَنْقاءٌ.

  ورجُلٌ أَنْقَى وامرأَةٌ نَقْواءُ: دَقِيقَا القَصَبِ.

  وفي التهذيبِ: رجُلٌ أَنْقَى دَقِيقُ عَظْم اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن والفَخذِ، وامرأَةٌ نَقْواءُ.

  وقالوا: ثِقَةٌ نِقَةٌ وهو إتْباعٌ كأنَّهم حَذَفُوا واو نِقْوَة، حَكَى ذلكَ ابنُ الأعْرابي.


(١) في اللسان: واستردفت.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: ويقال: شَحْمَةُ النَّقا.

(٣) ديوانه ص ٢٢٦ والتكملة وصدره فيها:

خراعيب أملود كأن نباتها

وعجزه في اللسان والتهذيب، ويروى:

خراعيب أمثال كأن بنانها

(٤) ديوان الراعي النميري ط بيروت ص ٤٦ برواية:

وفي العاج والحناء كف بنانها ... كشحم النقا لم يعطها الزند قادح

وانظر تخريجه فيه.

(٥) كذا نظر لها الشارح وسياق القاموس يقتضي أنها مفتوحة عطفاً على ما قبلها. والمثبت يوافق ضبط اللسان والمصباح والتهذيب والصحاح.