فصل النون مع الواو والياء
  والنُّقاوَةُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ(١) يُخْرِجُ عِيداناً سَلِتةً(٢) ليسَ فيها وَرَق وإذا يَبِسَ ابْيضَّ يُغْسَلُ به الثِّيابُ فيَتْركُها بَيْضاءَ بياضاً شديداً، ج نُقاوَى، بالضَّمِّ أَيْضاً؛ هذا قولُ أَبي حنيفَةَ.
  وقال ابنُ الأَعْرابي: هو أَحْمر كالنَّكعَةِ، وهي ثَمَرةُ النُّقاوَى، وهو نَبْتٌ أَحْمر، وأَنْشَدَ:
  إلَيْكُم لا يكون لكم خَلاةً ... ولا نَكَع النُّقاوَى إذْ أَحالا(٣)
  وقال ثَعْلَب: النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ وجَمْعُه نُقاوَيات، والواحِدَةُ نُقاواةٌ ونُقاوَى، والنُّقاوَى: نَبْتٌ بَعَيْنِه له زَهْرٌ أَحْمر.
  وفي الصِّحاح: النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن الحَمْضِ.
  قُلْتُ: هو قولُ ابن الأعْرابي وأَنْشَدَ للحَذْلَمي:
  حتى شَتَتْ مِثْلَ الأشاءِ الجُونِ ... إلى نُقاوَى أَمْعَزِ الدّفِينِ
  وأَنْقَتِ الإبِلُ: أَي سَمِنَتْ وصارَ فيها نِقْيٌ، وكَذلكَ غيرُها؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للراجزِ في صفَةِ الخَيْل:
  لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ... ما دامَ مُخٌّ في سُلامي أو عَيْنْ(٤)
  وقال غيرُهُ: الأنْقاءُ في الناقَةِ أَوَّل السِّمَن في الإقْبالِ وآخر الشَّحْم في الهُزالِ؛ وناقَةٌ مُنْقِيَةٌ ونُوقٌ مَناقٍ: أَي ذَواتُ شَحْمٍ.
  ويقالُ: هذه شاةٌ لا تُنْقِي؛ ومنه حديثُ الأضحية: «الكَسِيرُ الذي لا يُنْقي» أَي لا مُخّ له لضعْفِه وهُزالِه. ومِن المجازِ: أَنْقَى البُرُّ: إذا سَمِنَ وجَرَى فيه الدَّقيقُ.
  وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  التَّنْقِيَةُ: التَّنْظيفُ.
  وانْتاقَهُ: انْتَقَاهُ، مَقْلوبٌ، قالَ:
  مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي
  وقال بعضُهم: هو مِن النِّيقَةِ، وقد تقدَّمَ.
  ويُجْمَعُ نَقا الرَّمْل أَيْضاً على نُقيان بالضم.
  وفخذٌ نَقْواءُ: دَقيقَةُ القَصَبِ نحِيفَةُ الجِسْمِ قَلِيلةُ اللحْمِ في طولٍ.
  وقال أبو سعيدٍ: نِقَةُ الرّجل، كعِدَةٍ: خِيارُهُ.
  ويقالُ: أَخَذْتُ نِقَتي مِن المالِ أَي ما أَعْجَبَني منه وآنَقَني.
  قالَ الأزْهري: أَصْلُه نِقْوَةٌ وهو ما انْتُقِيَ منه، وليسَ مِن الأَنَقِ في شيءٍ.
  والمُنَقِّي: الذي يُنَقِّي الطَّعامَ أَي يُخْرجُه مِن قِشْرِه وتِبْنِه؛ وبه فُسِّر حديثُ أُمِّ زَرْع: «ودائِسٍ ومُنَقِّ»، ويُرْوَى بكسْرِ النونِ، والأوَّل أَشْبَه؛ وهو أَيْضاً لَقَبُ أَبي بَكْرِ أَحْمدِ بنِ طَلْحة المُحدِّث رَوَى عنه ابنْ البطَر.
  وأَحْمدُ بنُ محمدِ(٥) بنِ أَبي سعيِدٍ المُنَقّي عن ابنِ الطيوري، وعنه ابنُ عَسَاكِر.
  وعبدُ العزيزِ بنُ عليِّ بنِ المُنَقِّي عن نَصْرِ الله القزَّاز.
  وبفتح الميم وسكون النون: محمدُ بنُ الفَضْل المُرابِط المَنْقي عن حَسَن بنِ محمدٍ الخولاني، قيَّدَه السّلفي.
  ونَقَوْتُ العَظْم وانْتَقَيْتُه: اسْتَخْرَجْت مُخَّه؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي:
  ولا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعالنَا ... ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجِمِ
(١) في القاموس: نباتٌ.
(٢) في اللسان: «سلبة».
(٣) البيت للراعي، ديوانه ط بيروت ص ٢٤٧ برواية: «لا نكون» وانظر تخريجه فيه.
(٤) اللسان والصحاح والتهذيب بدون نسبة، والأول في الأساس. قال ابن بري الرجز لأبي ميمون النضر بن سلمة وقبلهما:
نبات وطاء على خد الليل
(٥) في الباب: «أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد» والأصل كالتبصير ٤/ ١٣٩٥.