تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الواو والياء

صفحة 261 - الجزء 20

  والنُّقاوَةُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ⁣(⁣١) يُخْرِجُ عِيداناً سَلِتةً⁣(⁣٢) ليسَ فيها وَرَق وإذا يَبِسَ ابْيضَّ يُغْسَلُ به الثِّيابُ فيَتْركُها بَيْضاءَ بياضاً شديداً، ج نُقاوَى، بالضَّمِّ أَيْضاً؛ هذا قولُ أَبي حنيفَةَ.

  وقال ابنُ الأَعْرابي: هو أَحْمر كالنَّكعَةِ، وهي ثَمَرةُ النُّقاوَى، وهو نَبْتٌ أَحْمر، وأَنْشَدَ:

  إلَيْكُم لا يكون لكم خَلاةً ... ولا نَكَع النُّقاوَى إذْ أَحالا⁣(⁣٣)

  وقال ثَعْلَب: النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ وجَمْعُه نُقاوَيات، والواحِدَةُ نُقاواةٌ ونُقاوَى، والنُّقاوَى: نَبْتٌ بَعَيْنِه له زَهْرٌ أَحْمر.

  وفي الصِّحاح: النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن الحَمْضِ.

  قُلْتُ: هو قولُ ابن الأعْرابي وأَنْشَدَ للحَذْلَمي:

  حتى شَتَتْ مِثْلَ الأشاءِ الجُونِ ... إلى نُقاوَى أَمْعَزِ الدّفِينِ

  وأَنْقَتِ الإبِلُ: أَي سَمِنَتْ وصارَ فيها نِقْيٌ، وكَذلكَ غيرُها؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للراجزِ في صفَةِ الخَيْل:

  لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ... ما دامَ مُخٌّ في سُلامي أو عَيْنْ⁣(⁣٤)

  وقال غيرُهُ: الأنْقاءُ في الناقَةِ أَوَّل السِّمَن في الإقْبالِ وآخر الشَّحْم في الهُزالِ؛ وناقَةٌ مُنْقِيَةٌ ونُوقٌ مَناقٍ: أَي ذَواتُ شَحْمٍ.

  ويقالُ: هذه شاةٌ لا تُنْقِي؛ ومنه حديثُ الأضحية: «الكَسِيرُ الذي لا يُنْقي» أَي لا مُخّ له لضعْفِه وهُزالِه. ومِن المجازِ: أَنْقَى البُرُّ: إذا سَمِنَ وجَرَى فيه الدَّقيقُ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَّنْقِيَةُ: التَّنْظيفُ.

  وانْتاقَهُ: انْتَقَاهُ، مَقْلوبٌ، قالَ:

  مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي

  وقال بعضُهم: هو مِن النِّيقَةِ، وقد تقدَّمَ.

  ويُجْمَعُ نَقا الرَّمْل أَيْضاً على نُقيان بالضم.

  وفخذٌ نَقْواءُ: دَقيقَةُ القَصَبِ نحِيفَةُ الجِسْمِ قَلِيلةُ اللحْمِ في طولٍ.

  وقال أبو سعيدٍ: نِقَةُ الرّجل، كعِدَةٍ: خِيارُهُ.

  ويقالُ: أَخَذْتُ نِقَتي مِن المالِ أَي ما أَعْجَبَني منه وآنَقَني.

  قالَ الأزْهري: أَصْلُه نِقْوَةٌ وهو ما انْتُقِيَ منه، وليسَ مِن الأَنَقِ في شيءٍ.

  والمُنَقِّي: الذي يُنَقِّي الطَّعامَ أَي يُخْرجُه مِن قِشْرِه وتِبْنِه؛ وبه فُسِّر حديثُ أُمِّ زَرْع: «ودائِسٍ ومُنَقِّ»، ويُرْوَى بكسْرِ النونِ، والأوَّل أَشْبَه؛ وهو أَيْضاً لَقَبُ أَبي بَكْرِ أَحْمدِ بنِ طَلْحة المُحدِّث رَوَى عنه ابنْ البطَر.

  وأَحْمدُ بنُ محمدِ⁣(⁣٥) بنِ أَبي سعيِدٍ المُنَقّي عن ابنِ الطيوري، وعنه ابنُ عَسَاكِر.

  وعبدُ العزيزِ بنُ عليِّ بنِ المُنَقِّي عن نَصْرِ الله القزَّاز.

  وبفتح الميم وسكون النون: محمدُ بنُ الفَضْل المُرابِط المَنْقي عن حَسَن بنِ محمدٍ الخولاني، قيَّدَه السّلفي.

  ونَقَوْتُ العَظْم وانْتَقَيْتُه: اسْتَخْرَجْت مُخَّه؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي:

  ولا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعالنَا ... ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجِمِ


(١) في القاموس: نباتٌ.

(٢) في اللسان: «سلبة».

(٣) البيت للراعي، ديوانه ط بيروت ص ٢٤٧ برواية: «لا نكون» وانظر تخريجه فيه.

(٤) اللسان والصحاح والتهذيب بدون نسبة، والأول في الأساس. قال ابن بري الرجز لأبي ميمون النضر بن سلمة وقبلهما:

نبات وطاء على خد الليل

(٥) في الباب: «أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد» والأصل كالتبصير ٤/ ١٣٩٥.