تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقي]:

صفحة 262 - الجزء 20

  وفي حديثِ أُمِّ زَرْع: «ولا سَمِينٌ فيُنْتَقَى»، أَي لَيسَ له نِقْيٌ فيُسْتَخْرج.

  وفي حديثِ عَمْرو بنِ العاصِ يصِفُ عُمَرَ، رضِيَ الله تعالى عنهما: «ونَقَتْ له مُخَّتَها»، يَعْني الدُّنيا يَصِفُ ما فُتِح له منها.

  وأَنْقَى العُودُ: جَرَى فيه الماءُ وابْتَلَّ.

  والنّقْوَاءُ، مَمْدودٌ: قُرْبَ مكَّةَ من يلَملَم؛ قال ياقوت: هو فَعْلاءُ من النّقْوِ، سُمِّي بذلكَ إمَّا لكَثْرةِ عُشْبِها فتَسْمَن به الماشِيَةُ فتَصِير ذاتَ أَنْقاءٍ، وإمّا لصُعُوبَتِها فتُذْهِب ذلكَ؛ وأنْشَدَ للهُذَلي:

  ونزعت من غُصْنٍ تحرّكُه الصَّبا ... بثِنْيَة النّقْواء ذات الأعْبلِ⁣(⁣١)

  ونَقْوٌ، بالفتحِ: قَرْيةٌ بصَنْعاء اليَمَن، والمحدِّثُونَ يحرِّكُونَه، منها: أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الله ابنِ محمدٍ النَّقْويّ سَمِعَ إسْحق الدبري، وعنه حمزةٌ ابنُ يوسفَ السّهمي.

  وكورَةٌ بمِصْرَ بحوفها، يقالُ لها نقو أَيْضاً عن ياقوت.

  وأَنْقَى: إذا بَلَغَ النّقاءَ.

  [نقي]: ي النَّقْيَةُ: أَهْملَهُ الجَوْهرِي.

  وقال أَبو تُراب: هي الكَلِمَةُ. يقالُ: سَمِعْتُ نَقْيَةَ حَقٍّ ونَغْيَةَ حَقٍّ، أَي كَلمةَ حَقٍّ.

  والنَّقِيُّ، كغَنِيٍّ: الخبزُ الحُوَّارَى؛ ومنه الحديثُ: «يُحشرُ النَّاسُ يوم القيامةِ على أرض بيضاءَ كقُرْصَةِ النَّقِي» وأنشد أبو عبيد:

  يُطْعِمُ الناسَ إذا أَمْحَلُوا ... من نَقِيٍّ فوقَه أُدُمُهْ⁣(⁣٢)

  والمُنَقَّى، على صيغَةِ اسْمِ المَفْعولِ: الطَّريقُ، ظاهِرُه أنَّه اسْمٌ لمُطْلقِ الطَّريقِ، كما هو في التكْملَةِ؛ ويقالُ: بل هو طَريقٌ للعَرَبِ إلى الشامِ كانَ في الجاهِلِيَّة يَسْكنُه أَهْلُ تهامَةَ، كما قالَهُ ياقوت.

  وأيْضاً: ع بينَ أُحُدٍ والمَدينَةِ، جاءَ ذِكْرُه في سِيرَةِ ابنِ إسْحق، وقد كانَ النَّاسُ انْهزمُوا عن رَسُولِ الله، ، يومَ أُحُدٍ حتى انتَهَى بعضُهم إلى المُنَقَّى دونَ الأعْوَص؛ وقال ابنُ هرمة:

  فكم بينَ الأقارع فالمُنَقَّى ... إلى أحُدٍ إلى مِيقاتِ ريم⁣(⁣٣)

  ونِقْيَا، بالكسر: ة بالأنْبارِ بالسَّوادِ مِن بَغْداد، منها الإمامُ يَحْيَى بنُ مَعِينٍ الحافِظُ، تقدَّمَتْ تَرْجمتُه في النونِ.

  وبانِقْيَا: ة بالكُوفَةِ على شاطِئِ الفُراتِ يقالُ نَزَلَ بها سيِّدُنا إبْراهيم، #، ولذا تَتَبَرَّكُ بها اليَهُود بدَفْنِ مَوْتاهُم فيها، ويَزْعمون أنَّه، #، قالَ يُحْشَر مِن ولدِه مِن ذلكَ المَوْضِع سَبْعونَ أَلْف شَهِيدٍ، في قصَّةٍ فيها طولٌ، وقد ذَكَرَها الأعْشى فقالَ:

  فما نِيلُ مِصْر إذ تَسامَى عبابُه ... ولا بَحْر بانِقْيا إذا رَاحَ مُفْعَما

  بأَجْود منه نائِلاً إنَّ بعضَهم ... إذا سُئِلَ المَعْروف صدّ وجَمْجَما⁣(⁣٤)

  وقالَ أَيْضاً:

  قد سِرْت ما بينَ بانِقْيَا إلى عَدَنٍ ... وطالَ في العَجَم تكْرَارِي وتسْيَارِي⁣(⁣٥)

  وجاءَ ذِكْرُها في المفتُوحِ؛ ومنه قولُ ضِرار بن الأزْور الأسَدِي:


(١) البيت في شرح أشعار الهذليين في شعر غاسل بن غُزَيّة، ٢/ ٨٠٩ برواية:

وفزعت من غصن تزعزعه الصبا

والمثبت كرواية معجم البلدان، ونسبه للهذلي، مع عدة أبيات.

(٢) اللسان والتكملة بدون نسبة، ونسبه في التهذيب لطرفة. ولم أعثر عليه في ديوانه.

(٣) معجم البلدان «المنقى» من عدة أبيات.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٨٩، ومعجم البلدان «بانقيا» وبالأصل: «وحمحما».

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٦٩ برواية: «قد طفت ترحالي وتسياري» والمثبت كرواية ياقوت في معجم البلدان «بانقيا».