تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نمي]:

صفحة 264 - الجزء 20

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النَّمْوةُ: الزِّيادَةُ.

  وهو يَنْمُو إلى الحَسَبِ: لُغَةٌ في يَنْمِي.

  ونَما نُمُوًّا: ارْتَفَعَ.

  والنَّمْوُ: بالفتح: القَمْلُ الصِّغارُ لُغَةٌ في النمء بالهَمْزِ، وقد تقدَّمَ.

  ونَمَوْتُ الحديثَ نمواً: أَي أَسْنَدْته ونَقَلْته على وَجْهِ الإصْلاحِ؛ عن ابنِ القطَّاع.

  [نمي]: وكنَمَى يَنْمِي نَمْياً، بالفتح، ونُمِيًّا، كعُتِيٍّ، ونَماءً، بالمدِّ، ونَمِيَّةً⁣(⁣١)، كعَطِيَّةٍ: أَي زادَ وكَثُرَ.

  وأَنْمَى ونَمَّى، بالتَّشْديدِ، وهُما لازمانِ.

  ونَمَّى النَّارَ يَنْمِيها نَمْياً: رَفَعَها وأَشْبَعَ وَقُودَها، وذلكَ بأَنْ أَلْقَى عليها حَطَباً فذَكَّاها به، ظاهِرُ سِياقِه أَنَّ نَمى النارَ بالتَّخْفيفِ والصَّوابُ بالتَّشْديدِ، يقالُ: نَمَّى النارَ تَنْمِيةً، كما هو نَصُّ المُحْكم والأساسِ والصِّحاحِ وهو مجازٌ.

  ومِن المجازِ: نَمَى الرَّجُلُ يَنْمى: سَمِنَ، فهو نامٍ؛ كما في الأساسِ، وكَذلكَ الناقَةُ كما يَأْتي.

  ونَمَى الماءُ يَنْمى: طَمَا وارْتَفَعَ.

  ومِن المجازِ: نَمَى إليه الحَدِيثَ: أَي ارْتَفَعَ، ونَمَيْتُهُ ونَمَّيْتُهُ، بالتّخفِيفِ والتَّشْديدِ: رَفَعْتُهُ وأبْلَغْته، لازمٌ متعدٍّ.

  ونَمَيْتُ الرَّجُلَ إلى أَبيهِ: عَزَوْتُهُ إليه ونَسَبْتُه؛ هو بالتَّخْفِيفِ فَقَط.

  وأَنْماهُ، أَي الحديثَ، أذاعَهُ على وَجْهِ النَّمِيمةِ؛ وقيلَ: إنَّ نَمَيْتُه ونَمَّيْتُه، بالتّشْديدِ، سَواءٌ في الإذاعَةِ على وَجْهِ النَّمِيمةِ، والصَّحيح أنَّ نَمَيْته بالتّخْفيفِ رَفَعْته على وَجْهِ الإصْلاحِ، وهذه مَحْمودَةٌ، ونَمَّيْتُه، بالتّشْديدِ، بَلَّغْته على جهَةِ النّمِيمةِ، وهذه مَذْمومَةٌ.

  وفي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: نَمَيْتُ الحديثَ نَمْياً، مُخَفَّفٌ إذا بَلَّغْته على وَجْهِ الإصْلاحِ والخَيْرِ، وأَصْلُه الرَّفْع، ونَمَّيْتُ الحديثَ تَنْميةً إذا بَلَّغْته على وَجْهِ النَّمِيمةِ والإفْسادِ، انتَهَى.

  وفي الحديثِ: «ليسَ بالكاذِبِ مَنْ أَصْلَح بينَ الناسِ فقالَ خَيْراً ونَمَى خَيْراً، أَي بَلَّغَ خَيْراً ورَفَعَ خَيْراً.

  قالَ ابنُ الأثير: قالَ الحربي: نَمَّى، مُشَدَّدَةً، ولكنَّ المُحدِّثين يُخَفِّفونَها، قالَ: وهذا لا يَجوزُ وسَيِّدنا رَسُول الله، ، لم يَكُنْ يَلْحَن، ومَن خَفَّفَ لَزِمَه أَنْ يقولَ: خَيْرٌ بالرَّفْع، قالَ: وهذا ليسَ بشيءِ فإنَّه يَنْتَصِب بنَمَى كما انْتَصَبَ بقالَ، وكِلاهُما على زَعْمه لازِمانِ، وإنّما نَمَى متعدٍّ.

  قُلْتُ: وهذا الفَرْق الذي تقدَّمَ بينَ نَمَى ونَمَّى هو الصَّحِيحُ نقلَهُ أبو عُبيدٍ وابنُ قتيبَةَ وغيرُهُما ولا خِلافَ بَيْنهم في ذلكَ.

  ومِن المجازِ: أَنْمى الصَّيْدَ إنماءً: إذا رَماهُ فأَصابَهُ ثم ذَهَبَ عنه فماتَ؛ ومنه الحديثُ: «كُلْ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ ما أَنْمَيْتَ»، وإنَّما نَهَى عنها لأنَّكَ لا تَدْرِي هل ماتَتْ برَمْيك أَو بشيءٍ غَيْره، والإصْماءُ ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  وانْتَمَى إليه: انْتَسَبَ، هو مُطاوعُ نَماهُ نَمْياً، والمَعْنى ارْتَفَعَ إليه في النَّسَبِ؛ ومنه الحديثُ: «مَنِ ادَّعَى إلى غيرِ أَبيهِ أَوِ انْتَمَى إلى غيرِ مَوالِيهِ»، أَي انْتَسَبَ إليهم ومالَ وصارَ مَعْروفاً بهم.

  وانْتَمَى البَازِي والصَّقْرُ وغيرُهُما: ارْتَفَعَ مِن مَوْضِعِهِ إلى موضِعٍ آخَرَ.

  وكُلُّ انْتِماءٍ: ارْتِفاعٌ؛ ومنه انْتَمَى فلانٌ فوقَ الوسادَةِ؛ قال الجَعْدي:

  إذا انْتَميَا فوقَ الفِراشِ عَلاهُما ... تَضَوُّعُ رَيًّا رِيحِ مِسْكِ وعَنْبرِ⁣(⁣٢)

  كتَنَمَّى؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:


(١) على هامش القاموس عن نسخة: ونَمْيَةً.

(٢) اللسان والتهذيب منسوباً فيهما للجعدي.