تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نمي]:

صفحة 265 - الجزء 20

  تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حتى أَقَرَّها ... إلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءَةِ عاسِلِ⁣(⁣١)

  وقال القُطامي:

  فأَصْبَحَ سَيْلُ ذلك قد تَنَمَّى ... إلى مَنْ كانَ مَنْزِلُه يَفاعا

  والنَّامِيَةُ: خَلْقُ الله تعالى؛ ومنه حديثُ عُمَر: «لا تُمَثِّلوا بنامِيَةِ الله»؛ وهو مِن نَمَا يَنْمِي إذا زادَ وارْتَفَعَ.

  والنَّامِيَةُ مِن الكَرْمِ: القَضِيبُ الذي عليه العَناقِيدُ؛ وقيلَ: هو عينُ الكَرْمِ الذي يَتَشَقَّقُ عن وَرَقِه وحَبِّه، وقد أَنْمَى الكَرْمُ.

  وقال المُفَضّل: يقالُ للكَرْمَةِ: إنها الكثيرَةُ النَّوامِي، وهي الأغْصانُ، واحِدَتُها نامِيَةٌ، وإذا كانتِ الكَرْمَةُ كثيرَةَ النَّوامِي فهي عاطِبَةٌ.

  ونامِيَةُ: ماءَةٌ م مَعْروفَةٌ.

  قُلْتُ: هي مِن مِياهِ بَني جَعْفرِ بنِ كِلابٍ، ولهُم جِبالٌ يقالُ لها جِبالُ النامِيَةِ، كما نقلَهُ ياقوتُ. ومِثْلُ هذا لا يقالُ فيه مَعْروفٌ، فتأَمَّل.

  والأُنْمِيُّ، كتُرْكِيِّ: حَشِيَّةٌ فيها تِبْنٌ؛ هكذا أوْرَدَه الصَّاغاني؛ والحَشِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ، مِن حَشا يَحْشُو، والتِّبْنُ مَعْروفٌ.

  والنَّماةُ: النَّمْلَةُ الصَّغيرَةُ، وهي لُغَةٌ في النَّمأَةِ، بالهَمْزِ كما تقدَّمَ في أَوَّلِ الكِتابِ، ج نَمًى، كحَصاةٍ وحَصًى.

  والنَّامِيَانِ: المَصِيصِيُّ والغَزِّيُّ، شاعِرانِ؛ أَمَّا المَصِيصِيُّ فهو أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ النَّاميُّ الشَّاعِرُ، ماتَ بحَلَبَ على رأْسِ السَّبْعِين وثلثمائة، نقلَهُ الحافِظُ؛ قالَ الذَّهبي: وأَبو العبَّاس النَّاميُّ الصَّغيرُ شاعِرٌ غَزِيٌّ رَوَى عنه عليُّ بنُ أَحمدَ بنِ عليٍّ شيئاً مِن شِعْرِه.

  والنّمِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: نَصْلانِ مِن الغَزْلِ يُقابَلانِ فيُكبَّانِ فكأَّنَّهما يَنْمِيانِ، أَي يَزِيدَانِ ويَرْتَفِعانِ.

  والنُّمّيُّ، بالضم وكَسْر الميمِ المشدَّدَةِ، الفَلْس بالرُّوميَّةِ، وقد ذُكِرَ في «ن م م».

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَنْماهُ الله إنماءً: زادَهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  زادَ ابنُ برِّي: ونَماهُ الله كَذلكَ يُعَدَّى بغيرِ هَمْزةٍ؛ ونَمَّاهُ تَنْمِيةً؛ وأَنْشَدَ للأعْورِ الشَّنِّي، وقيلَ: لابنِ خَذَّاق:

  لقَدْ عَلِمتْ عَمِيرةُ أَنَّ جارِي ... إذا ضَنَّ المُنَمِّي من عِيالِي⁣(⁣٢)

  وأَنْماهُ ونَمَّاهُ جَعَلَهُ نامِياً.

  والأشياءُ كُلُّها على وَجْهِ الأرضِ نامٍ وصامتٌ: فالنَّامِي مثْلُ النَّباتِ والشَّجَرِ ونحوِهِ، والصَّامتُ؛ كالحَجَرِ ونحوِهِ: وفي الحديثِ: «الغَزْوُ أَنْمَى للوَدِيِّ»، أَي يُنَمِّيه الله للغازِي ويُحْسن خِلافَته عليه.

  ونَمَيْتُ الشيءَ على الشيء: رَفَعْتُه عليه؛ قال النابغَةُ:

  فعَدِّ عمَّا تَرَى إذْ لا ارْتِجاعَ له ... وانْم القُتُودَ على عَيرانةٍ أُجُدِ⁣(⁣٣)

  أَنْشَدَه الجَوْهرِي هكذا.

  ونَمَى الشيءُ نَمْياً تأَخَّرَ.

  ونَمَى الخِضَابُ في اليَدِ والشَّعَرِ: ارْتَفَعَ وعَلا؛ وقيلَ: ازْدادَ حُمْرةً وسَواداً.

  وفي الصِّحاح: نَمَى الخِضابُ والسِّعَرُ ارْتَفَعَ وغَلا.

  وفي الأساس: نَمَى الحِبْرُ في الكِتابِ: اشْتَدَّ سَوادُه، وهو مجازٌ.

  وانْتَمَى إلى الجَبَلِ: صَعدَ.

  وأَنْماهُ إلى أَبيهِ: عَزَاهُ ونَسَبَه.

  وهو يَنْمِي إلى الحَسَبِ ويَنْمُو لُغَتانِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  ونَماهُ إلى جدِّه: إذا رَفَعَ إليه نَسَبَه: ومنه قولُه:


(١) ديوان الهذليين ١/ ١٤٢ واللسان.

(٢) اللسان.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٣١ واللسان وعجزه في الصحاح والتهذيب.