تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ننى]:

صفحة 266 - الجزء 20

  نَمانِي إلى العَلْياءِ كلُّ سَمَيْدَعِ

  (⁣١) ونَمَى الصَّيْدُ غابَ بالسَّهْمِ ولم يَمُتْ مَكانَه يَنْمي نَماءً؛ وأَنْشَدَ القالِي لامرئِ القَيْس:

  فهْو لا تَنْمِي رَمِيَّتُه ... ماله لا عُدَّ في نَفَرِهْ⁣(⁣٢)

  ونَمَتِ الإبِلُ: تباعَدَتْ تَطْلُبُ الكَلأَ في القَيْظِ. وقد أَنْماها الرَّاعي: إذا باعَدَها.

  ونَمَتِ الإِبِلُ: سَمِنَتْ؛ وأَنْماها الكَلأُ فهي نامِيَةٌ، من نُوقٍ نوامٍ.

  وأَنْمَيْتُ له وأَمْدَيْتُ له وأَمْضَيْتُ له: كُلُّه تَرَكْته في قلِيلِ الخَطَأِ حتى يَبْلغَ به أَقْصاهُ فيُعاقبَ في مَوْضِعٍ لا يكونُ لصاحِبِ الخَطَأِ فيه عُذْر.

  والنَّامِي: الناجِي؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي للتَّغْلبي:

  وقافِيةٍ كأَنَّ السُّمَّ فيها ... وليسَ سَلِيمها أَبداً بنامِي⁣(⁣٣)

  قالَ: وقولُ الأعْشى:

  لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظَ يَهْبِطُها ... إلَّا الذين لهُمْ فيما أَتَوْا مَهَلُ⁣(⁣٤)

  قالَ أبو سعيدٍ: لا يَعْتَمِدُ عليها.

  ونامين: كأنَّه جَمْعُ نامَ، مَوْضِعٌ، عن ياقوت.

  ومنيَةُ نَما: قَرْيةٌ قُرْبَ مِصْرَ شرقيها.

  ونامون السدر: قَرْيةٌ أُخْرَى بها.

  ونمى: قَرْيةٌ بالجِيزَةِ.

  وذَكَرَ الأزْهري في هذا التّركيبِ: نُمِّي الرَّجل، بالضم فميم مَكْسورَة مشدَّدة؛ قالَ الصَّاغاني: وأَحْرِ به أَنْ يكونَ مَوْضِعه الميم.

  وسَمَّوْا نُمَيَّا، كسُمَيٍّ، وأَبا نُمَيٍّ.

  [ننى]: ونَنَى، مُخَفَّفَةً: أَهْملَهُ الجوْهرِي والجماعَةُ.

  وقال الذَّهبيُّ وغيرُهُ: هو والِدُ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ محمودٍ الأصْفهانِيِّ الفَقيهِ المُحَدِّثِ، فعلى هذا نَنَى لَقَبُ محمودٍ، فكانَ يَنْبغي أَنْ يقولَ لَقَبُ والدِ أَبي بكْرٍ.

  والذي في التَّبْصير وغيرِهِ: أنَّه اسْمُ جَدِّ أَبي بكْرٍ المَذْكُور، وقد رَوَى أَبو بكْرٍ هذا عن أَبي عَمْرِو بنِ مَنْدَة، وعنه عبدُ العَظيمِ الشَّرَابي، ماتَ، سِنَة ٥٥٧.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  نَنَى: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ البهنسا، نقلَهُ ياقوتُ.

  [نوى]: ونَوَى الشَّيءَ يَنْوِيهِ نِيَّةً، بالكَسْر مع تَشْديدِ الياءِ، ويُخَفَّفُ عن اللّحْياني وَحْده وهو نادِرٌ إلَّا أَنْ يكونَ على الحَذْفِ كذا في المُحْكم؛ قَصَدَهُ وعَزَمَهُ؛ ومنه النِّيَّةُ فإنَّها عزمُ القَلْب وتَوَجُّهه وقَصْدُه إلى الشيءِ.

  قال شيْخُنا: النِّيَّةُ أَصْلُها نوية أُدْغِمَتِ الواوُ في الياءِ، ووَزْنُها فعلة، واللغَةُ الثانيةُ خُفِّفَتْ بحذْفِ الواوِ ووَزْنُها قِلَّةٌ بحذْفِ العَيْنِ، على ما هو ظاهِرُ كَلامِ المصنِّفِ وصَرَّحَ به غيرَهُ.

  وقال جماعَةٌ المُشَدَّدَةُ مِن نوى والمُخَفَّفَة مِن وَنَى، كعِدَةٍ من وَعَدَ، يقالُ: وَنَى إذا أَبْطَأَ وتأَخَّر، ولمَّا كانتِ النِّيَّةُ تَحْتاجُ في تَصْحيحِها إلى إبْطاءٍ وتَأَخُّرٍ اشْتُقَّتْ مِن وَنَى على هذا القَوْلِ كما ذَهَبَ إليه أَكْثَر شُرَّاح البُخارِي، وهو في التَّوْشِيح والتَّنْقِيح وغيرِهِما؛ وقيلَ مَأْخُوذَةٌ مِن النَّوَى البُعْد كأنَّ النَّاوِي يَطْلبُ بعَزْمِه ما لم يَصِل إليه، وقيلَ غيرُ ذلكَ ممَّا أَطالوا به، وكُلُّها تمحلات، وليسَ في كَلام أَهْلِ اللُّغَةِ إلَّا أنَّها مِن نَوَى الشَّيءَ إذا قَصَدَه وتَوجَّه إليه.

  كانْتَواهُ وتَنَوَّاهُ: أَي قَصَدَهُ اعْتَقَدَهُ؛ الأخيرَةُ عن الزَّمَخْشري؛ وكَذلكَ نَوَى المَنْزلَ وانْتَوَاهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٠٣ برواية: «من نفره» واللسان والتهذيب، والمقاييس ٥/ ٤٨٠ بدون نسبة، وصدره في الأساس.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٤٧ برواية: «بالقيظ» والمثبت كرواية اللسان، وفي الصحاح صدره.