تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وي]:

صفحة 322 - الجزء 20

  ويقالُ: ضَرَبَهُ فأَوْهَى يَدَه، أَي أَصابَها كَسْرٌ أَو ما أَشْبَه ذلكَ.

  وأَوْهَيْتُ السِّقاءَ فوَهَى: وهو أن يَتَهَيَّأَ للتَّخرُّقِ.

  وفي السِّقاءِ وُهَيَّةٌ، على التَّصْغيرِ، أَي خَرْق قَليلٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  ويُرْوَى: «المُؤْمِنُ مُوهٍ راقِعٌ»، كأنَّه يُوهِي دينَه بمعَصِيتِه ويَرْقَعُه بتَوْبتِه؛ وفي المَثَلِ:

  خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهَى سِقاؤُه ... ومَنْ هُرِيقَ بالفَلاةِ مَاؤُه⁣(⁣١)

  يُضْرَبُ لمَنْ لا يَسْتَقِيم أَمْرُه.

  ووَهَى الحائِطُ يَهِي: إذا تَقَزَّرَ واسْتَرْخَى؛ وكذَلكَ الثَّوْبُ والحَبْلُ.

  وقيلَ: وَهَى الحائِطُ إذا ضَعُفَ وَهَمَّ بالسُّقوطِ.

  ويقالُ: أَوْهَيْتَ وَهْياً فارْقَعْه.

  ويقولون: غادَرَ وَهْيَةً لا تُرْقَعُ أَي فَتْقاً لا يُقدَرُ على رَتْقِه.

  ووَهِيَ السَّماءُ، كوَليَ، لُغَةٌ في وَهَى، كوَعَى؛ قالَ ابنُ هَرْمة:

  فإنَّ الغَيْثَ قد وَهِيَتْ كُلاهُ ... ببَطْحَاء السَّيالةِ فالنَّظِيمِ

  وقولُهم: رجُلٌ واهٍ، وحديثٌ واهٍ: أَي ساقِطٌ أَو ضَعِيفٌ.

  [وَيْ]: وَيْ: كلمةُ تَعَجُّبٍ تقولُ: وَيْكَ ووَيْ لزيدٍ؛ كما في الصِّحاح.

  وفي المُحْكم: وَيْ حَرْفٌ مَعْناهُ التَّعَجُّب؛ وأنْشَدَ الأزْهري:

  وَيْ لامِّها من دوِيٍّ الجَوِّ طالِبة ... ولا كهذا الذي في الأرضِ مَطْلُوبُ

  قالَ: إنَّما أَرادَ وَيْ مَفْصولَة من اللامِ، ولذلكَ كَسَر اللامَ.

  قالَ الجَوْهري: وقد تَدْخُلُ وَيْ على كأَنْ المُخَفَّفَةِ والمُشَدَّدةِ تقولُ: وَيْ ثم تَبْتَدِئُ فتقولُ كأَنْ؛ قالَهُ الخَليلُ.

  وقالَ اللَّيْثُ: وَيْ يُكَنَّى بها عن الوَيْلِ، فيقالُ وَيْكَ اسْتَمِع قَوْلي؛ قالَ عَنْترةُ:

  ولقد شَفَى نَفْسي وأَذْهَبَ سُقْمَها ... قِيلُ الفَوراس وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ⁣(⁣٢)!

  وقد تقدَّمَ ذلكَ في الكافِ.

  وقولهُ تعالى: وَيْك أَنَّ⁣(⁣٣) اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ {لِمَنْ يَشاءُ}⁣(⁣٤)، زَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّها وَيْ مَفْصولة مِن كأنَّ، قالَ: والمعْنى وَقَعَ على أنَّ القَوْمَ انْتَبَهُوا فتَكَلَّموا على قَدْرِ عِلْمِهِم أَو نُبِّهُوا، فقيلَ لهم إنَّما يشبه أَن يكونَ عنْدَكُم هذا هكذا؛ وأنْشَدَ لزيد بنِ عَمرِو بنِ نُفَيْل، وقيلَ: لنَبِيه بنِ الحجَّاج:

  وَيْ كأَنْ مَنْ يَكُنْ له نَشَبٌ يُحْ ... بَبْ ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ⁣(⁣٥)

  وقيلَ: مَعْناهُ أَلَمْ تَرَ؟ عَزَاهُ سِيبَوَيْه إلى بعضِ المُفَسِّرين.

  وقال الفرَّاء في تَفْسِيرِ الآيةِ: وَيْكأَنَّ في كلامِ العَرَبِ تَقْرِير كقَوْلِ الرَّجُل أَما تَرَى إلى صُنْع الله وإحْسانِه؛ قالَ: وأَخْبَرني شيخٌ مِن أَهْلِ البَصْرةِ أَنَّه سَمِعَ أَعْرابيَّةً تقولُ لزَوْجِها: أَيْنَ ابنُكَ وَيْلَك! فقالَ: ويْكَأَنه وَراءَ البَيْتِ؛ مَعْناهُ أَما تَرينَّه وَراء البَيْتِ.

  وقيلَ: مَعْناهُ وَيْلَكَ، حَكَاهُ ثَعْلَب عن بعضِهم؛ وَحَكَاهُ أَبو زيْدٍ عن العَرَبِ.


(١) اللسان والصحاح والأول في الأساس منثوراً.

(٢) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٣٠ واللسان والتكملة.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: «وَيْكَأَنَّ».

(٤) سورة القصص، الآية ٨٢.

(٥) اللسان.