تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وهث]:

صفحة 280 - الجزء 3

  وفَضْلَةٌ من النَّبِيذِ تَبْقَى في الإِنَاءِ، وهو البَسِيلُ أَيضاً، كلّ ذلك عن ابن الأَعرابِيّ.

  والوَلْثُ: الوَعْدُ الضَّعِيفُ يقال: وَلَثْتُ لك، أَلِثُ وَلْثاً، أَي وَعَدْتُك عِدَةً ضَعِيفَةً، ويقال: لهم وَلْثٌ ضَعِيفٌ، ووَلْثٌ مُحْكَمٌ.

  وقال المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ في الوَلْثِ المُحْكَمِ:

  كما امْتَنَعَتْ أَوْلادُ يَقْدُمَ مِنْكُمُ ... وكانَ لها وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ

  وأَما ثَعْلَبٌ فقَال: الوَلْثُ: الضَّعِيفُ من العُهود.

  والوَلْثُ: أَثَرُ الرَّمَدِ في العَيْنِ.

  ويقال: لم أَرَ منه إِلَّا وَلْثَةً، أَي أَثَراً قليلاً.

  والوَلْثُ: التَّوْجِيهُ⁣(⁣١)، وهو أَن تَقُولَ لممْلُوكِكَ: أَنْتَ حُرٌّ بعدَ مَوْتي قال ابنُ شُمَيْل: يقال: دَبَّرْتُ مَمْلُوكِي، إِذا قُلْتَ هو حُرٌّ بعدَ مَوْتِي، إِذا وَلَثْتَ له عِتْقاً في حياتِك، وقد وَلَثَ فُلانٌ لَنَا من أَمْرِنَا وَلْثاً، أَي وَجَّهَ.

  وشَرٌّ والِثٌ: دائِمٌ قال رُؤبةُ:

  أَرْجُوك إِذ أَغْبَطَ شَرٌّ والِثُ⁣(⁣٢)

  ودَيْنٌ والِثٌ أَي مُثْقِلٌ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَي دائِمٌ، كما يَلِثُونَه بالضَّرْبِ.

  وقال الأَصمعيّ: أَساءَ رُؤبَةُ فيِّ قوله هذا⁣(⁣٣)؛ لأَنه كان يَنْبَغِي له أَن يُؤَكِّدَ أَمْرَ الدَّيْن.

  وقال غيرُهُ: دَيْنٌ والِثٌ، أَي يَتَقَلَّدُهُ كما يَتَقَلَّدُ العَهْدَ، كذا في اللسان.

  وفي الأَساس: وعندي وَلْثَةٌ من خَبَرٍ، وَرَضْخَةٌ منه⁣(⁣٤) أَي شيءٌ يَسِيرٌ منه، وقد تقدّمت الإِشارة له.

  [وهث]: الوَهْثُ، كالوَعْدِ، أَهمله الجَوْهَرِيَ وقال اللَّيْثُ: هو الانْهِمَاكُ في الشَّيْءِ.

  والوَهْثُ أَيضاً: الوَطْءُ الشَّدِيدُ يقال: وَهَثَ الشّيْءَ وَهْثاً: وَطِئَهُ وَطْئاً شديداً.

  وتَوَهَّثَ في الأَمْرِ إِذا أَمْعَنَ فيه، كذا في المحكم.

  والوَاهِثُ: المُلْقِي نفسَه في هَلَكَة.

فصل الهاءِ مع المثلثة

  [هبث]: * هَبَثَ. مالَه، يَهْبُثُه هَبْثاً: بَذَّرَه وفَرَّقَهُ، قاله ابنُ منظور، فهو مسْتَدْرَك على المصنّف والصاغانيّ.

  [هنبث]: الهَنْبَثَةُ: الأَمْرُ الشّديدُ. النّون زائدة، والجمع هَنابِثُ، وفي الحديث: أَنّ فاطِمَةَ قالت بعدَ موتِ سيِّدِنا رسولِ اللهِ :

  قدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ ... لو كُنْتَ شاهِدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ

  إِنّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وابِلَهَا ... فاختَلَّ قومُك فاشْهَدْهُمْ ولا تَغِبِ⁣(⁣٥)

  الهَنْبَثَة: واحِدَةُ الهَنَابِثِ، وهي الأُمُور الشِّدادُ المُخْتَلفَةُ.

  وقد وردَ هذا الشعر في حَدِيثٍ آخرَ قال: «لما قُبِضَ سيّدُنَا رَسُولُ الله خَرَجَتْ صَفِيَّةُ تَلْمَع بثوبِهَا، وتقول البيتينِ.

  والهَنْبَثَةُ: الاخْتِلاطُ في القَوْلِ.

  والهَنَابِثُ: الدَّواهِي، والأُمورُ والأَخبارُ المُخْتَلِطَة، يقال: وَقَعتْ بين النّاسِ هَنابِثُ، وهي أُمورٌ وَهَنَاتٌ.

  [هبرث]: هَبْراثَانُ، بالفتح: ة بِدِهِسْتانَ، لم يَذْكرِ المُصَنِّفُ دِهِسْتَان في موضِعِهِ، وهو لازم الذِّكْرِ، وقد استوفيناه في حرف المُثَنّاة، فراجعْه.

  وقيل: هي هَبرتانُ⁣(⁣٦) بالمثنّاة الفَوْقِيّة، منها حَمُّويَه، عن أَبي نُعَيْم⁣(⁣٧).


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله التوجيه كذا بخطه وصوابه الترجية بزنة تبصرة كما في حاشية الفاسي، كذا بهامش المطبوعة».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أرجوك كذا في التكملة وفي اللسان:

وقلت إذ أغبط دين والث»

وقد أورده اللسان شاهداً على دين والث أي دائم.

(٣) يعني قوله:

وقلت إذ أغبط دينٌ والثُ

(٤) عن الأساس، وبالأصل: من خبز ووضخة.

(٥) في البيت إقواء.

(٦) في معجم البلدان: «هبزتان» وفي اللباب: «هبرتا» وفيه أيضاً: هِبْراثان. وقال: هاتان الترجمتان لقرية واحدة. وهي من قرى دهستان.

(٧) يريد به الفضل بن دكين.