تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حرج]:

صفحة 321 - الجزء 3

  صَبَحْنَاها السِّياطَ مُحَدْرَجاتٍ ... فعَزَّتْهَا الضَّلِيعَةُ والضَّلِيعُ

  يجوز أَنْ تكونَ المُلْسَ، ويجوزُ أَن تكونَ المَفْتُولَةَ، وبالمَفْتُولةِ فسَّرها ابنُ الأَعرابيّ.

  والحِدْرِجانُ، بالكسر في أَوّله وثالثه: القَصِيرُ، مثَّلَ به سِيبويهِ، وفسَّرَهُ السِّيرَافِيّ.

  وحِدْرِجانُ: اسْمٌ، عن السِّيرافيّ خاصّةً.

  وحِدْرِجَانُ: صَحَابِيّ.

  وما بالدَّارِ مِن حَدْرَجٍ: أَحَدٍ.

  * وممّا يستدرك عليه:

  حَدْرَجَ الشَّيْءَ: دَحْرَجَه، وفي التَّهذيب: أَنشد الأَصمعيّ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيّ:

  أَزامِجاً وزَجَلاً هُزَامِجَا ... تَخرُجُ من أَفْوَاهِها هَزالِجَا

  تَدعُو بِذاك الدَّجَجَانَ الدَّارِجَا ... جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضَالِجَا

  عُجُومَهَا وحَشْوَهَا الحَدَارِجَا⁣(⁣١)

  الحَدَارِج والحَضَالِجُ: الصِّغار، كذا في اللّسان.

  [حرج]: الحَرَجُ، مُحَرَّكَةً: المَكانُ الضَّيِّقُ وقال الزَّجّاج: الحَرَجُ: أَضْيَقُ الضِّيقِ ومثله في التّهذيب.

  والحَرَج: المَوْضِعُ الكثيرُ الشَّجَرِ الذي لا تَصِلُ إِليه الرّاعيةُ، وبه فَسَّر ابنُ عبّاس ® قوله ø: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً}⁣(⁣٢) قال: وكذلك⁣(⁣٣) الكافرُ لا تَصلُ إِليه الحِكْمَةُ.

  كالحَرِجِ، ككَتِف.

  وحَرِجَ صَدْرُه يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاقَ فلم يَنْشَرِحْ لخَيرٍ، فهو حَرِجٌ، وحَرَجٌ، فمن قال: حَرِجٌ ثَنَّى وجَمَعَ، ومن قال: حَرَجٌ أَفْرَدَ؛ لأَنّه مصدرٌ، وأَما الآيةُ المذكورة، فقال الفَرّاءُ، قرأَهَا ابنُ عبّاس وعُمَرُ ¤ «حَرَجاً»، وقرأَهَا النّاسُ «حَرِجاً» قال: وهو في كَسْرِه ونَصْبِه بمنْزلة الوَحَدِ والوَحِدِ والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ.

  ورَجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّقُ الصَّدْرِ وأَنشد:

  لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ

  وقال الزَّجّاجُ: من قالَ: رَجلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ، فمعناه ذُو حَرَجٍ في صَدْره، ومن قال: حَرِجٌ جعله فاعلاً، وكذلك رجل دَنَفٌ: ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعتٌ.

  وفي مفرداتِ الرّاغِب الحَرَجُ: اجتماعُ أَشْياءَ، ويلزَمُه الضِّيقُ، فاستُعْمِل فيه، ثم قيل: حَرِجَ، إِذا قَلِقَ وضاقَ صدرُه، ثم استُعملَ في الشَّكّ لأَنّ النّفْس تَقلقُ منه، ولا تَطْمَئنُّ⁣(⁣٤).

  ومن المجاز: الحَرَجُ: الإِثْمُ والحَرامُ كالحِرْجِ، بالكسرِ، وذلك لأَنَّ الأَصلَ في الحَرَجِ الضّيقُ، قاله ابنُ الأَثير.

  والحَارِجُ: الآثِمُ، قال ابن سيده: أُراه على النَّسَبِ؛ لأَنّه لا فِعْلَ له.

  وفي الصّحاح: الحِرْجُ: لغةٌ في الحَرَج، وهو الإِثم، قال: حكاه يونس.

  والحَرَجُ محرّكةً: النّاقةُ الضَّامرةُ، والطَّوِيلَةُ على وجهِ الأَرْضِ وقيل: هي الشّديدةُ، كالحُرْجُوج، وسيأْتي الحُرْجوج في كلام المصنف، ولو ذَكرهما في مَحَلّ واحدٍ لكان أَوْجَهَ وأَوفقَ لحُسْنِ اختصاره.

  والحَرَجُ: سَرِيرٌ يُحمَلُ عليه المَرِيضُ، أَو المَيتُ، وقيل⁣(⁣٥): هو خَشَبٌ يُشَدُّ بعْضُهُ إِلى بعض يُحْمَلُ فيه المَوْتَى ورُبّما وُضِع فوقَ نَعْشِ النّساءِ، كذا في الصّحاح، قال امرُؤُ القيس:

  فإِمّا تَرَيْنِى في رِحَالَةِ جابِرٍ ... عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكفانِي

  قال ابن بَرِّيّ: أَراد بالرِّحالَةِ الخَشبَ الذي يُحمَلُ عليه


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أزامجا وهزامجا، كذا في اللسان: أزامجا وهزامجا بالزاي فيهما، وفي مادة هزمج منه: وصوت هزامج مختلط؛ وقال في مادة هزلج: والهزالج السراع من الذئاب. وما وقع بالنسخ فهو تصحيف» ..

(٢) سورة الأنعام الآية ١٢٥.

(٣) في التهذيب واللسان: وكذلك صدر الكافر.

(٤) العبارة ليست في المفردات، انظر مادة حرج فيه.

(٥) وهو قول الأصمعي كما في التهذيب.