تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حربأ]:

صفحة 135 - الجزء 1

  الأمثال والحَريري والزَّمخشري وغيرهم أَو هي تَرْخيمُ حِدَأَةٍ قاله ابن السكيت، والعامة تقول: حَدَا حَدا، بالفتح غير مهموز، قال ابن الكلبيّ: يُضْرَب لمن يتباصر بالشيءِ فيقَع عليه مَن هو أَبصرْ منه وفي الأَساس: أَنه يضرب لمن يُخَوَّف بشرٍّ قد أَظلَّه، وقال أَبو عبيدة⁣(⁣١): يراد بذلك هذا الذي يطير، والبُنْدُقَة ما يُرْمَى به، يضرب في التحذير.

  وحَدِئَ إِليه وعليه ( *) كَفَرِحَ إِذَا حَدِبَ عليه ونَصَرَه وَمنَعه من الظُّلْمِ.

  وفي العباب: ومما شَذَّ من هذا التركيب حَدِئَ بالمَكانِ: لَزقَ به عن أَبي زيد، فإِن هذا التركيب يَدُلُّ على طائرٍ أَو مَشَبَّهِ به.

  وعن أَبي زيدٍ أَيضاً حَدِئَ إِلَيْهِ حَدَأً: لَجَأَ.

  ويقال: حَدِئَ عليه إِذا غَضِبَ.

  وحَدِئَت المرأَةُ على وَلَدِها: عطَفَتْ عليه، فهو من الأَضداد.

  * مُستدرك على المصنف.

  وقال الفراءُ في كتاب المقصور والمدود: حَدِئَت الشَّاةُ إِذا انْقطَع سَلَاهَا في بَطْنَها فاشْتَكَتْ عنه.

  وروى أَبو عبيد عن أَبي زيد في كتاب الغنم حَذِئت⁣(⁣٢) الشاة، بالذال المعجمة، إِذا انقطع سَلَاها في بطنها. قال الأزهري: وهذا تصحيف، والصواب بالدال والهمز، كذا في اللسان.

  وعن أَبي عبيد: حَدَأَ الشيءَ كَجَعَل: صَرَفَ.

  والحِنْدَأْوُ هو الحِنْتَأْوُ وزناً ومعنًى.

  * ومما يستدرك عليه:

  الحُدَيئَة كحُطَيْئة: اسم جبلٍ باليمن، وقد تُقلب الهمزة ياء وتشدَّد⁣(⁣٣).

  [حربأ]: احْرَنْبَأَ الرجل إِذا تَهَيَّأَ للغَضبِ والشَّرِّ أَو أَضمر الداهية في نفسه، قاله المَيْدَاني، يهمز ولا يهمز، وقيل: همزته للإلحاق باقْعَنْسَسَ، فوزنه حينئِذٍ افْعَنْلأَ⁣(⁣٤).

  [حزأ]: حَزَأَهُ أَي الشخصَ السَّرَابُ يَحْزَؤُه حزْأً كَمَنَعَه: رَفَعَه لغة في حَزَاه يَحْزُوه، بلا همز، قاله ابن السّكيت.

  وعن أَبي زيد: حَزَأَ الإِبِلَ يَحْزَؤُها حَزْأَ إِذا جَمَعَهَا وسَاقَها ومن ذلك حَزَأَ المَرْأَةَ: جَامَعَهَا.

  واحْزَوْزَأَ: اجتَمَع يقال: احْزَوْزأَت الإِبلُ إِذا اجتمعت، قاله أَبو زيد واحْزَوْزَأَ الطائرُ: ضَمَّ جَنَاحَيْه وتَجَافَى عن بَيْضِه قال:

  مُحْزَوْزِأَيْنِ الزِّفَّ عَنْ مَكْوَيْهِمَا⁣(⁣٥)

  وترك همزَهُ رُؤْبةُ فقال:

  يركبني تيما وما تَيْمَاؤُهُ ... يهماءُ يَدْعُو جِنَّها يَهْماؤهُ

  والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزِيزَاؤهُ ... نَاجٍ وقد زَوْزَى بِنَا زِيزَاؤُهُ

  والتركيب يدل على الارتفاع.

  [حشأ]: حَشَأَهُ بِسَوْط وعصاً كجَمَعَه: ضَرَب به جَنْبَهُ وفي بعض النسخ جَنْبَيْه بالتثنية وبَطْنَه.

  وحَشَأَه بِسَهْمٍ: رماه وأَصَابَ به جَوْفَه ونقل الأزهري عن الفرّاء: حَشَأْتُه، إِذا أَدخلته جَوْفَه، وإِذا أَصَبْتَ حَشاه قلتَ: حَشَّيْتُه، وفي العُباب، قال أَسماءُ بن خَارِجةَ يَصف ذئباً طَمِعَ في نَاقَته، وكانت تُسَمَّى هَبَالَةَ:

  لِي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَهْ ... ضغْثٌ يَزيدُ عَلَى إِبَالَهْ


(١) عند الدميري: يراد بذلك هذه الحدأة التي تطير.

(*) بالقاموس: تقديم عليه عن اليه.

(٢) في اللسان: حذيت.

(٣) ومما يستدرك عليه أيضاً: حدّاء بفتح أوله، ممدودة على وزن فعلاء، موضع تلقاء الأبواء. قال أبو جندب:

بغيتهم ما بين حدّاء والحشا ... وأوردتهم ماء الأثيل مفاصما

(معجم ما استعجم ١/ ٤٣٠).

(٤) في اللسان عن الأزهري في الرباعي: احرنبى الرجل: تهيأ للغضب والشر، وفي الصحاح: واحرنبى ازبأرّ، والباء للإلحاق بافعنلل وكذلك الديك والكلب والهر، وقد يهمز، وقيل: احرنبى: استلقى على ظهره، ورفع رجليه نحو السماء.

واحرنبى المكان: إذا اتسع، وشيخ محرنب: قد اتسع جلده.

والمحرنبي الذي إذا صرع، وقع على أحد شقيه. قال: والمحرنبي المضمر على داهية في ذات نفسه (مادة: حرب).

(٥) العين، التهذيب ٥/ ١٧٦، المحكم ٣/ ٣١٠، اللسان (حزأ).