تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حصأ]:

صفحة 136 - الجزء 1

  لِي كُلَّ يَوْمٍ صِيقَةٌ⁣(⁣١) ... فَوْقِي تَأَجَّلُ كَالظُّلَالَهْ

  فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً

  أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهَبَالَهْ أَوْساً، أَي عَوْضاً، وقيل الهبالةُ في البيت: الغنيمة.

  وحَشَأَ المَرأَةَ يَحْشَؤُها حَشْأً: نَكَحَها وباضَعَها.

  وحَشَأَ النَّارَ: أَوْقَدَها وفي العباب: حَشَّها⁣(⁣٢).

  والمِحْشَأُ كمنبر ومِحْرَاب وعلى الأَول اقتصر أَبو زيد والزُّبَيْدِيّ، وقالوا في الثاني إِنه إِشْباع وقَعِ في بَعْضِ الأَشعار ضرورةً: كِسَاءٌ غَلِيظٌ قاله أَبو زيد أَو أَبيضُ صغيرٌ يُتَّزَرُ به كذا في النُّسخ، وهي لُغة قليلة، والفُصحى يُؤْتَزرُ به أَو هو إِزارٌ يُشْتَمَلُ به والجَمع المَحاشِئُ⁣(⁣٣). قال عُمارة بن طارِق، وقال الزِّيادي: عُمارة بن أَرْطَاة.

  يَنْفُضْنَ بِالمَشافِرِ الهَدَالِقِ ... نَفْضَك بِالمَحاشِئِ المَحَالِقِ

  يعني التي تَحْلقِ الشَّعر من خُشونتها.

  والتركيب يدلُّ على إِبداع الشيء باستقصاءٍ.

  [حصأ]: حَصأَ الصَّبِيُّ من اللبن كجَعَل وسَمِع إِذا رَضِعَ حتى امتلأَ بَطْنُه وكذلك الجَدْيُ إِذا امتلأَت إِنْفَحَتُه، قاله أَبو زيد، وحَصِئَ، بالكسر فيهما، عن غير إِبي زيد وقال الأَصمعيَ: حَصَأَ مِن الماءِ وحَصِئَ منه: روِي.

  وحَصَأَت النَّاقَةُ وحَصِئَتْ اشتَدَّ أَكْلُها أَو شُرْبها [أَو كلاهما]⁣(⁣٤) أَو اشتدَّا جميعاً.

  وحَصَأَ بِها: حَبَقَ⁣(⁣٥)، كَحَصم ومَحَصَ.

  وأَحْصَأَه: أَرْوَاه عن الأَصمعي. والحِنْصَأْوُ والحِنْصَأْوَة⁣(⁣٦) بالكسر فيهما، رواه الأَزهري عن شَمِر وقال: هو من الرجال: الضَّعِيفُ وأَنشد:

  حَتَّى تَرَى الحِنْصَأْوَةَ الفَرُوقَا ... مُتَّكِئاً يَقْتَمِحُ السَّوِيقَا

  و⁣(⁣٧) يقال الحِنْصَأْوُ هو الرجلُ الصَّغيرُ تُزْدَرَى مَرْآتُه، ثم إِن صريحَ كلام أَبي حَيَّان أَن همزته ليست بأَصليّة، وعلى رأْي الأَكثرين للإِلحاق، وقد أَعاده المصنف في ح ن ص، وسيأْتي الكلام عليه إِن شاءَ الله تعالى.

  والتركيب يدلُّ على تَجمُّع الشيءِ.

  [حضأ]: حَضَأَ النارَ، كمَنَع، أَوْقَدَها وسَعَّرها أَو فَتَحها أَي حَرَّكها لِتَلْتَهِبَ أَي تَشتعِل، قال تأَبَّط شَرَّاً:

  ونَارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْدَ هَدْءٍ ... بِدَارٍ مَا أُرِيدُ به مُقَامَا

  وأَنشد في التهذيب:

  باتَتْ هُمُومِي في الصَّدْرِ تَحْضَؤُهَا ... طَمْحَاتُ دَهْرٍ مَا كُنْتُ أَدْرَؤُهَا

  كاحْتَضَأَها فَحضَأَتْ هي، قال الفرّاءُ: يُهمَز ولا يُهمز والمِحْضَأُ والمِحْضَاءُ كمِنْبَر⁣(⁣٨) ومِحْراب الثاني على لغة من لم يهمز: عُودٌ يُحْضَأُ أَي يُحَرَّك بِهِ النار، كالمِحْضَب، قال أَبو ذُؤيب:

  فَأَطْفِئْ وَلَا تُوقِدْ وَلَا تَكُ مِحْضأً ... لِنَارِ الأَعَادِي أَنْ تَطِيرَ شَدَاتُهَا

  قال الأَزهريّ: إِنما أَراد مِثلَ مِحْضَاءٍ، لأَن الإِنسان لا يكون مِحْضَأً.

  ويقال: أَبيضُ حَضِيءٌ كأَمير، كذا في الأُصول الصِّحاح، وفي بعض النسخ كَكتِف يَقِقٌ بفتح القاف وكسرها.


(١) في العين: وحشوته سهماً إذا أصبت حشاه، وحشأته بالعصا حشأً مهموزاً: إذا ضربت بها بطنه، وفرقوا بينهما بالهمز.

(٢) في العين: وحشأت النار: غشيتها.

(٣) في المجمل: والمِحشأ: العُظّامة تُعظم به المرأة عجيزتها. وفي المقاييس: «المحشى» وفي اللسان: والمحشاء والمحشأ ...

(٤) زيادة عن القاموس.

(٥) اللسان: ضرط.

(٦) في القاموس: الحنصأ والحنصأة. وفي اللسان: ورجل حنصأ: ضعيف ... شمر: الحنصأوة ...

(٧) الواو ليست بالقاموس.

(٨) في اللسان: والمحضأ على مفعلٍ: العود. وفي المقاييس وهو: «أجود» يعنى من قوله المحضاء.