تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفرج]:

صفحة 348 - الجزء 3

  والخَفَجُ: عِوَجٌ في الرِّجْل، خَفِجَ خَفَجاً وهو أَخْفَجُ، وقال أَبو عَمْرٍو: الأَخْفَجُ الأَعْوَجُ الرِّجْلِ من الرِّجَالَ.

  وخَفِجَ فُلانٌ إِذا اشْتَكَى سَاقَه هكذا بالإِفراد في النُّسخ، ونصُّ عبارةِ أَبي عمرٍو: سَاقَيْه تَعَباً.

  ومن ذلك عَمُودٌ أَخْفَجُ، أَي مُعْوَجٌّ قال:

  قَدْ أَسْلَمُوني والعَمُودَ الأَخْفَجَا ... وشَبَّةً يَرْمِي بها الجَالُ الرَّجَا⁣(⁣١)

  وخَفَاجَةُ بالفَتْح: حَيٌّ من بَني عامرٍ، وهو خَفَاجَةُ بنُ عَمْرِو بنِ عُقَيْلٍ، ولذا قال ابنُ أَبي حَديدٍ والأَزْهَرِيّ: إِنهم حَيٌّ من بني عُقَيْلٍ، وقال ابنُ السّمْعَانيّ: خَفَاجَةُ اسْمُ امْرَأَةٍ وُلِدَ لها أَوْلادٌ وكَثُروا، وهم يَسْكنون بنَوَاحِي الكُوفَةَ، وقيل: اسمُ خَفَاجَةَ: مُعَاوِيَةُ: اشْتَهَرَ باللَّقَب، مُشْتَقٌّ من قولهم: غُلَامٌ خُفَاجٌ، كما سيأْتي، وقال ابنُ حَبِيب: إِنه طَعَنَ رَجُلاً من اليَمَنِ فَأَخْفَجَه، فلقَّبُوه خَفَاجَةَ.

  والخَفِيجُ: الشِّرِّيبُ⁣(⁣٢) مِنَ الماءِ، والضَّعِيفُ، وفي اللسان الغَلِيظ.

  وتَخَفَّجَ: مالَ.

  والخُنْفُجُ، والخُنَافِجُ، بضمّهما: الغُلامُ الكَثِيرُ اللّحْمِ.

  وبه خُفَاجٌ أَي كِبْرٌ.

  وغُلَامٌ خُفَاجٌ: صاحِبُ كِبْرٍ وفَخْرٍ، حكاه يَعقوبُ في المَقْلُوب.

  والخَفَنْجَى والخَفَنْجَاءُ، مقصوراً وممدوداً: الرَّجُلُ الرِّخْوُ الّذي لا غَنَاءَ عِنْدَه، وقد ذُكِر في الحاء المهملة.

  [خفرج]: الخَفْرَجَةُ: حُسْنُ الغِذَاءِ كالخَرْفَجة والخَفَرْنَجُ: النَّاعِمُ كالخَرَنْفَج، كما تقدَّم، وهو مقلوبٌ، كما تقدّم.

  [خلج]: خَلَجَ يَخْلِجُ خَلْجاً من حدّ ضَرَبَ: جَذَبَ، كَتَخَلَّجَ واخْتَلَجَ. وخَلَجَ الشَّيْءَ وتَخَلَّجَه واخْتَلَجَه إِذا جَبَذَه.

  وأَخْلَجَ هو: انْجَذَبَ، كذا في الِّلسان.

  قلْت: فهو مُسْتَدْرَك على السِّتَّةِ الأَلفاظِ التي أَورَدَهَا شيخُنَا في حنج، وفي الحَدِيث «يَخْتَلِجُونَه عَلَى بَاب الجَنَّةِ» أَي يَجْتَذِبُونَه، وفي حديثٍ آخَرَ «لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الحَوْضَ⁣(⁣٣) أَقوامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُوني» أَي يُجْتَذَبُونَ ويُقْتَطَعُونَ.

  ومن المَجاز: خَلَجَ بِعَيْنهِ وحَاجِبَيْه يَخْلِجُ ويَخْلُجُ خَلْجاً، إِذا غَمَزَ، قال حُبَيْنَةُ بْنُ طَرِيفٍ العُكْلِيّ يَتَشَبَّثُ⁣(⁣٤) بِلَيلَى الأَخْيَلِيَّة.

  جَارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ ... حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ

  قَدْ خَلَجَتْ بحَاجِبٍ وعَيْنِ ... يا قَوْمُ خَلُّوا بَيْنَهَا وبَيْنِي

  أَشَدَّ ما خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ

  والعُلْطَة: القِلَادَةُ:

  وعن الّليث: يقال: أَخْلَجَ⁣(⁣٥) الرَّجُلُ حَاجِبَيْه عن عَيْنَيْه، واخْتَلَج حاجِبَاه، إِذا تحرَّكَا، وأَنشد:

  يِكَلِّمُنِي ويَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ ... لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قَديمَا

  وخَلَجَ الشَّيْءَ وتَخَلَّجَه واخْتَلَجَه إِذا جَبَذَه، وانْتَزَعَ.

  وأَخَذَ بيده فخَلَجَه مِن بين صَحْبِهِ: انْتَزَعه. و [خَلَجَ]⁣(⁣٦) الطَّاعنُ رُمْحَه من المطعون.

  ومَرَّ بِرُمْحه مَركوزاً فاخْتَلَجَه، أَي انْتَزَعه.

  أَنشد أَبو حنيفَة:

  إِذَا اخْتَلَجَتْهَا مُنْجِيَاتٌ كَأَنَّهَا ... صُدُورُ عَرَاقٍ ما بِهِنَّ قُطُوعُ

  شَبَّهَ أَصابِعَه في طُولِهَا وقِلّةِ لَحْمِهَا بصُدورِ عَراقِي الدَّلْوِ، قال العجّاجُ:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وشبة كذا في اللسان بالشين المعجمة وليحرر» وبهامش اللسان: قوله وشبة كذا بالأصل بالمعجمة مفتوحة، ولعله بالمهملة المكسورة.

(٢) في التهذيب واللسان - عن أبي زيد - الشَّرِيب ضبط قلم.

(٣) النهاية واللسان، وضبط المطبوعة الكويتية: «ليردنّ على الحوضِ».

(٤) في اللسان: ينسب.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «خلج» والشاهد يؤيد قوله.

(٦) زيادة عن الأساس.