تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرجح]:

صفحة 88 - الجزء 4

  فَطِرْنَ بمُنْصُليِ في يَعْمَلاتٍ

  دَوَامِي الأَيْدِ يَخْبِطْن السَّرِيحَا

  وقال السُّهيليّ في الرَّوْض: السَّريح شِبْهُ النَّعْل تُلْبَسُه أَخْفافُ الإِبل.

  وعن أَبي سعيد: سَرَحَ السَّيْلُ يَسْرَح سَرْحاً: إِذا جَرَى جَرْياً سَهْلاً، فهو سَيْلٌ سارحٌ.

  وسَرائحُ السَّهْمِ: العَقَبُ الّذِي عُقِب به. وقال أَبو حَنيفَة: هي العَقَبُ الّذي يُدْرَجُ على اللِّيطِ، واحدتُه سَرِيحةٌ. والسَّرَائِحُ أَيضاً آثارٌ فيه كآثارِ النَّار.

  ومن المَجَاز: سَرَحَه اللهُ وسَرَّحَه، أَي وَفَّقَه الله تعالى.

  قال الأَزهَرِيّ: هذا حَرفٌ غريب، سمِعته بالحاءِ في المؤلَّف عن الإِياديّ.

  والمَسْرَحَانِ: خَشَبتَانِ تُشَدَّانِ في عُنُق الثَّورِ الّذي يُحْرَث به، عن أَبي حَنيفَةَ.

  وفَرَسٌ سِرْيَاحٌ: سَريعٌ. قال ابن مُقْبِل يَصف الخَيْل:

  مِنْ كلِّ أَهْوَجَ سِرْيَاحٍ ومُقْرَبَةٍ⁣(⁣١)

  ومن المَجاز: هو يَسْرَح في أَعراضِ النّاسِ: يَغْتابُهم.

  وهو مُنْسَرِحٌ من ثياب⁣(⁣٢) الكَرَم، أَي مُنْسَلخٌ؛ كذا في الأَساس. وأَبو سَريحَةَ: صَحَابيٌّ، اسمه حُذيفةُ بنُ سعيد: ذكره الحُفّاظ في أَهْلِ الصُّفَّةِ؛ قاله شيخنا. قلت: وقرأْت في مُعجم ابن فَهْدٍ: أَبو سَريحةَ الغِفَارِيّ حُذَيْفَةُ بن أَسيدٍ، بايعَ تحت الشّجرةِ، روَى عنه الأَسودُ بن يَزيدَ. وأَبو سِرْحَانَ وسُرَيُحَانَ: من كُنَاهم. وسُلَيمُ بنُ سَرْحٍ: من التّابعين؛ كذا في تاريخ البخاريّ. وبخطّ أَبي ذَرٍّ بالهامش: سَرْج، بالجيم. وسُوَيدُ بنُ سِرْحانَ، عن المُغيرةِ، وعنه إِيادُ بن لَقِيطٍ. وأَبو سَرْحٍ أَو أَبو مَسْروح: كُنْيَة أَنَسَةَ مولى النَّبيّ .

  [سرتح]: سِرْتَاحٌ، بالكسر: نَعْتٌ للنّاقَةِ الكَرِيمةِ.

  قلت: ولعلّ الصّوَاب فيه: سِرْيَاح، بالمثنّاة التّحتية، فإِنهم أَوْرَدُوا في وصْفِ النّاقَةِ: ناقَةٌ سِرْياحٌ وسَرُوحٌ: إِذا كانت سَريعةً سَهْلَةً في السَّيْر. وأَمّا السِّرْتاح فلم يذكروا فيه إِلّا قولهم: هو الأَرض المِنْبَات السَّهْلَة. وفي اللسان: أَرضٌ سِرْتاحٌ: كريمةٌ.

  [سرجح]: هُمْ على سُرْجُوحةٍ واحدة، بالضّمّ، أَي اسْتَوَتْ أَخْلاقُهم؛ ومثله في اللِّسَان.

  [سردح]: السَّرْدَحُ: الأَرضُ المُسْتَويَةُ اللَّيِّنَةُ. قال أَبو خَيْرَةَ: السَّرْدَحُ: أَماكِنُ مُسْتَوِيَةٌ تُنْبِتُ العِضَاةَ، وهي لَيِّنَةٌ.

  وقال الخَطَّابيّ: الصّرْدَحُ⁣(⁣٣)، بالصّاد: هو المكانُ المُسْتَوِي، فأَمّا بالسين فهو السِّرْدَاحُ، وهي الأَرْضُ اللَّيِّنَة. وأَرضٌ سِرْدَاحٌ: بعيدَةٌ، وهذا قد أَغْفَلَه المُصَنّف. والسَّرْدَحُ: المَكانُ اللَّيِّن يُنْبِت النَّجْمَة والنَّصِيَّ والعِجْلَةَ، وهي السَّرادِحُ. وأَنشد الأَزهريّ:

  عَلَيْكَ سِرْدَاحاً من السَّرَادِحِ

  ذَا عِجْلَةٍ، وذَا نَصِيٍّ وَاضِحِ

  والسِّرْدَاح، بالكسر: النّاقَةُ الطَّوِيلة، أَو الكريمة أَو العظيمةُ، الأَخير عن الفرَّاءِ، أَو السَّمِينَةُ، وفي الصّحَاح وغيره: الكثيرةُ اللّحْم. قال:

  إِنْ تَرْكَبِ النّاجِيَةَ السِّرْداحَا

  أَو القَويّةُ الشَّدِيدَةُ التّامّةُ. وفي التّهذيب⁣(⁣٤): وأَنشد الأَصمعيّ:

  وكأَنِّي في فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ

  في نِقَابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ⁣(⁣٥)

  الأُسامةُ الأَسدُ. ونِقَابُه: جِلْدُه. والسِّرْدَاحُ: من نَعْتِه، وهو القَوِيّ الشّدِيدُ التامُّ، كالسِّرْدَاحَةِ، بالكسر. ج سَرادِحُ.

  والسِّرْداح أَيضاً: جَمَاعَةُ الطَّلْحِ، الوَاحِدَة سِرْداحَةَ بهاءٍ.

  وسَرْدَحَه: أَهْمَلَه، وقد تَقدّم في الجيم.

  والسِّرْداحُ: الضَّخْم؛ عن السِّيرافيّ.


(١) وعجزه في التهذيب:

تقات يوم لكاك الورد في القمرِ

(٢) في الأساس: أثواب.

(٣) في التهذيب: وأما الصردح فالصحراء التي لا شجر بها ولا نبت، وهي غلظ من الأرض.

(٤) كذا، والبيت ليس في التهذيب، وورد في اللسان والتكملة.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ابن جمير، قال في اللسان: ابن جمير الليلة التي لا يطلع فيها القمر في أولاها ولا في أخراها. قال أبو عمر الزاهد: هو آخر ليلة من الشهر. وأنشد هذا البيت اه وذكر أقوالاً أخر فانظره».