تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سطأ]:

صفحة 174 - الجزء 1

  ويقال: رَزَّتِ الجرادَةُ، والرَّزُّ: أَن تُدْخِل ذَنَبها في الأَرض فتُلْقِيَ سَرْأَهَا⁣(⁣١)، وسَرْؤُها: بَيْضُها. وقال القَنانيُّ: إِذا أَلقى الجرادُ بيضَهُ قيل: قَدْ سَرَأَ البَيْضَ يَسْرَأُ به وقال ابنُ دريدٍ: سَرَأَت المَرْأَةُ سَرْأً: كَثُرَ أَولادُها وفي نسخة: وَلَدُها كَسَرَّأَتْ تَسْرِئَةً، فيهما وهذا عن الفرّاء وأَسْرَأَتْ أَي الجرادةُ حَانَ أَن تَبِيضَ وقال الأَحمر: أَسرأَتْ: حان أَن تُلْقِيَ بَيْضَها وأَرْضٌ مَسْرُوأَةٌ: كَثِيرَتُها أَي الجرادُ، وقال الأَصبهانيّ، أَي ذات سِرْوَةِ⁣(⁣٢) وأَصله الهمز.

  * ومما أغفله المؤلف من هذه المادة:

  السَّراءُ كسَحابٍ: ضرْبٌ من شَجر القِسِيّ، الواحدة سَرَاءَةٌ⁣(⁣٣) والسِّرْوَةُ: السهم لا غَيْرُ⁣(⁣٤)، الأَخيرُ عن عليّ بن حمزةَ، وأَصله الهمزُ.

  [سطأ]: سطأَها كَمَنَع: جَامَعَها قاله أَبو سعيد، وقال ابن الفرج: سمعتُ الباهلِيِّينَ يقولون: سَطَأَ الرجلُ المرأَةَ وَمَطَأَها، بالهمز، أَي وَطِئَها، قال أَبو منصور: وشَطَأَها بالشين بهذا المعنى لُغَةٌ، كما قاله أَبو سعيدِ أَيضاً.

  [سلأ]: سَلأَ السَّمْنَ كَمنَع يَسْلَؤُهُ سَلأً: طَبخَه وعالَجَه فأَذابَ زُبْدَه كاسْتَلأَه، والاسْمُ السِّلَاءُ بالكسر ممدود كَكِتَابِ قال الفرزدق يمدح الحَكَمَ بن أَيُّوبَ الثقفيَّ عمَّ الحجاج بن يُوسفَ، وخَصَّ في القصيدةِ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوَانَ بالمديح:

  رَامُوا الخِلافَةَ في غَدْرٍ فَأَخْطَأَهُمْ ... مِنْهَا صُدُورٌ وفاءُوا بِالعَراقِيبِ

  كَانُوا كَسَالِئَةٍ حَمْقَاءَ إِذْ حَقَنَتْ ... سلَاءَهَا في أَديم، غَيْر مَرْبُوبِ

  ج أَسْلِئَةٌ. وسلأَ السِمْسِمَ سَلأً: عَصَره فاستخرج دُهْنَه وقال الأَصمعيّ: يقال سَلأَه مِائةَ سَوْط سَلأً ضَرَبَ⁣(⁣٥) بها وسَلأَه كذا دِرهماً: نَقَده أَو عَجَّلَ نَقْدَه وسَلأَ الجِذْعَ وكذا العَسِيبَ سَلْأَ: نَزَعَ سُلَّاءَهُ أَي شَوْكَهُ عن أَبي حنيفة.

  والسُّلَّاءُ بالضم ممدود على وزن القُرَّاءُ: شَوْكُ النَّخْلِ، واحدتُه سُلَّاءَةٌ، قال عَلْقمة بن عَبَدَة يصف فرساً له:

  سُلَّاءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ بِهَا ... ذُو فَيْئَةٍ مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ

  في نسخة: زَفْيَاءَة بدل ذو فَيْئَة وطائرٌ أَغبرُ طَويلُ الرِّجلين، ونَصْلٌ كَسُلَّاءِ النَّخْل وفي الحديث في صِفَة الجَبَان⁣(⁣٦): «كأَنما يُضْرَب جِلْدُه بِالسُّلَّاءَةِ» وهي شَوْكةُ النخْل، والجمع سُلَّاءٌ على وزن جُمَّار⁣(⁣٧) فيفهم من هذا أَنه استعمل في النَّصل مُخَفَّفاً، وكذا هو مضبوط في نسخة لسان العرب فليُعْرَفْ.

  [سلطأ]: اسْلَنْطَأَ الرجل إِذا ارتفَعَ إِلى الشَّيءِ يَنظُر إِليه، قاله ابن بُزُرْج، كذا في العباب.

  [سوأ]: ساءَه يَسوءُه سُوءاً بالضم وسَوْءاً بالفتح وَسَوَاءً كسحاب وَسَوَاءَةً كسَحَابةٍ وهذا عن أَبي زيد وَسَوَايَةً كعَبَاية وَسَوَائِيَةً قال سيبويه: سأَلْتُ الخليلَ عن سُؤْتُه سَوَائِيَةً فقال: هي فَعَالِيَة بمنزِلَة عَلَانِيَةٍ ومَسَاءَةً ومَسَائِيَةً مَقْلُوباً كما قاله سيبويه، نقلاً عن الخليل وَأَصْلُه وحْدَه مَسَاوِئَة كَرهوا الواو مع الهمزة، لأَنهما حرفانِ مُستَثْقَلانِ وسُؤْتُ الرجلَ سَوَايَةً ومَسَايَةً يُخَفَّفان، أَي حذفوا الهمزة تخفيفاً كما حَذفوا همزة هَارٍ وَلَاثٍ⁣(⁣٨) كما أَجمع⁣(⁣٩) أَكثرُهم على ترك الهمز في مَلَك وأَصلُه مَلْأَكٌ ومَسَاءً وَمَسَائِيَّةً⁣(⁣١٠) هكذا بالهمز في النّسخ الموجودة، وفي لسان العرب بالياءَين: فَعَلَ به ما يَكْرَهُ نقيض سَرَّه، فاسْتَاءَ هو في الصنيع مثل اسْتَاعَ، كما تقول من الغَمّ اغْتَمَّ، ويقال: ساءَ ما فَعل فلانٌ صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعاً، وفي تَفسير الغَرِيب لابن قتيبة قوله تعالى: {وَساءَ سَبِيلاً}⁣(⁣١١) أَي قَبُحَ هذا الفعلُ فِعْلاً وطَرِيقاً، كما تقول: ساءَ هذا مَذْهَباً، وهو منصوب على التمييز، كما قال:


(١) في الجمهرة ٣/ ٢٨٣: فتلقي رزّها وهو بيضها.

(٢) اللسان: سِرْأَة.

(٣) عن اللسان، بالأصل: سرآة.

(٤) عن اللسان: بالأصل «الأغبر».

(٥) اللسان: ضربه بها.

(٦) عن النهاية واللسان، وبالأصل: «الجنان».

(٧) عن اللسان والنهاية وبالأصل «حمار» وقد ضبطت في اللسان بالتشديد.

(٨) عن اللسان، وبالأصل: «هازولات».

(٩) اللسان: اجتمع.

(١٠) كذا، وليست في لسان العرب، وليس فيه أيضاً مساييه إنما فيه مسائية.

(١١) سورة النساء الآية ٢٢ وسورة الاسراء الآية ٣٢.