تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثرد]:

صفحة 372 - الجزء 4

  * ومما يُستدرك عليه:

  الأَثْآدُ: العُيوب، عن ابن الأَعرابيّ. وقال أَبو حنيفةَ: إِذا نَعَتَّ غُضُوضَةَ النَّباتِ قلْتَ: مَعَدَ وثَأَدَ وَنَاعَمَ⁣(⁣١).

  [ثرد]: ثرَدَ الخُبْزَ: فَتَّه ثم بَلَّه بمَرَقٍ ثمّ شَرَّفَه وَسْطَ القَصعةِ⁣(⁣٢). وهو الثَّرِيدُ والثَّرِيدَةُ والثُّرْدَةُ، كما في الأَساس، كاتَّرَدَه، واثَّردَه، بالتاءِ المثنّاة الفوقيّة والثاءِ المثلّثَة على افْتَعَله، أَي بتشديد التاءِ والثَّاءِ، أَي اتّخذَه. كان في أَصْله اثْتَرده على افتَعَل، فلما اجتمَعَ حَرفانِ مَخْرجاهما مُتقارِبانِ في كلمةٍ واحدةٍ وَجَبَ الإِدغام، إِلّا أَن الثّاءَ لما كانت مهموسةً، والتاء مجهورة⁣(⁣٣) لم يَصِحَّ ذلك، فأَبدَلُوا من الأَول تاءً فأَدغموه في مثله. وناسٌ من العرب يُبدِلُون من التاءِ ثاءً فيُدغمون فيقولون: اثَّرَدت، فيكون الحرف الأَصليّ هو الظاهر، كما في الصّحاح.

  وثَرَدَ الثَّوْبَ: غَمَسَه في الصِّبْغ. وثَوبٌ مَثرُودٌ: مَغموسٌ فيه، عن ابن شُمَيل.

  وفي حديث عائشةَ ^ «فأَخَذَتْ خِمَاراً لها قد ثَرَدَته بزَعْفرانٍ»، أَي صَبَغَتْه.

  وثَرَدَ الخُصْيَة: دلَكَهَا مَكَانَ الخِصَاءِ، نقله الصاغانيّ.

  ومن المَجاز: ثَرَدَ الذَّبيحةَ، إِذا قَتَلَهَا من غير أَنْ يَفرِيَ أَوْدَاجَها، وذلك إِذا كانت مُدْيَتُه كالَّةً ففَتَّ ولم يَفْرِ. وفي بعض النُّسخ «يفدي» بالدال المهملة وفي أُخرى «يبري» بالمُوحدة والدَّاءِ، وكلاهما تحريف، كثَرَّدَهَا تَثريداً.

  وفي الحديث: سُئِلَ ابن عبّاسٍ عن الذَّبيحةِ بالعُود فقال: «ما أَفْرَى الأَودَاجَ غير المثَرِّد فَكُلْ» وقيل التّثريد: أَن يَذبَحَ الذَّبِيحَةَ بشيْءٍ لَا يَنْهَرُ الدّمَ ولا يُسِيله. فهذا المُثرِّدُ. وما أَفْرَى الأَودَاجَ من حديدٍ أَو لِيطَة [أو ظُرَرٍ]⁣(⁣٤) أَو عُودٍ له حدٌّ فهو ذَكيٌّ غيرُ مُثرَّد.

  والثَّرْد: الهَشْم والكَسْر. ثَرَدَ الخُبْزَ يَثْرُدُهُ ثَرْداً.

  والمَثْرُودَة والثَّرُودَة، بالفتْح، وهذه عن الصّاغانيّ، والأُثْرُدَانُ كعُنْفُوانٍ، قال الفرّاءُ: هو على لفْظ الأَمر ثمّ زِيدت عليه أَلفٌ ونون، فأَشبهَ الأَسماءَ وخَرَجَ من حَدِّ لفظِ الأَمر، كلُّ ذلك اسمُ الثَّرِيدَة، والاسم الثُّرْدة، بالضّم.

  وأَنشد الفرّاءُ:

  أَلَا يا خُبْزَ يا ابْنَةَ أُثْرُدَانٍ

  أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنَامُ⁣(⁣٥)

  قال: أُثْرُدَانٌ: اسمٌ كأُسحُلانٍ، وأُلْعُبَانٍ، فحكمه أَن يَنْصَرفَ في النَّكرة ولا ينصرف في المعرفة. قال ابن سيده:

  وأَظنّ أُثْرُدانَ اسماً للثَّريد أَو المثرود معْرفةَ، فإِذا كان كذلك فحُكْمه أَن لا ينصرف، لكنْ صَرَفه للضّرورة. ورواية ابن الأَعرابيّ «يا ابنةَ يَثْرُدانٍ. قال: يَثْرُدان: غُلامانِ كانا يَثْرُدانِ، فنَسَبَ الخُبزةَ إِليهما، ولكنه نَوَّنَ فصرَفَ للضرورة، والوجّه في مثْل هذا أَن يُحْكَى.

  ويقال: أَكلنا ثَرِيدَةً دَسِمةً، بالهاءِ على معنَى الاسم أَو القِطْعَة من الثَّريد.

  وفي الحديث: «فَضْلُ عائِّشةَ على النِّسَاءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائر الطَّعَام» قيل: لم يُرِدْ عَيْنَ الثَّرِيد وإِنما أَرادَ الطَّعَام المتّخذَ من اللَّحْم والثَّريد معاً، لأَنَّ الثَّرِيد غالباً لا يكون إِلّا من لَحْم. ويقال: الثَّرِيد أَحدُ اللَّحْمَيْن.

  والثَّرْد: المَطَرُ الضَّعيفُ، عن ابن الأَعرابيّ. قال: وقيل لأَعرابيّ: ما مَطَرُ أَرضِك؟ قال: مُرَكِّكَة فيها ضُرُوس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقرِّحُ أَصلُه.

  والثَّرْد: نَبْتٌ ضعيفٌ.

  ومن المجاز الثَّرَد، بالتحريك: تَشقُّقٌ في شفَتين.

  وعن ابن الأَعرابيّ ثُرَدَ الرجلُ - بالتَّشْدِيد، وفي بعض الأَمَّهات بالتخفيف، كعَلِمَ⁣(⁣٦)، وهو الصواب - مِنَ المَعْرَكَةِ: حُمِلَ منها مُرْتَثًّا، نقلَه الصاغانِيّ.

  ومَثْرُودٌ: جَدّ أَبي موسَى عيسَى بن إِبراهيمَ الغَافِقيّ، روَى عن ابنِ عُيينة وابنِ وَهْبٍ وعدّة، وعنه أبو داوود،


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ونَاعَم قال في التكملة: مثال فَاعَل مضبوطاً شكلاً بفتح العين».

(٢) في الأساس: الصحفة.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والتاء مجهورة سبق قلم، فإِنها أيضاً مهموسة» وفي الصحاح واللسان مجهورة أيضاً.

(٤) زيادة عن التهذيب، والظرر: الحجر الحاد، وفي اللسان: طرير، وهو الحديد المسنون.

(٥) قوله أبي الحلقوم يعدك لا ينام، لأن الحلقوم ليس وحده النائم، وقد يكون خص الحلقوم ههنا لأن ممر الطعام إِنما هو عليه، فكأنه لما فقده حنّ إِليه، فلا يكون فيه على هذا القول حذف.

(٦) وهي عبارة التهذيب والتكملة واللسان.