تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غرد]:

صفحة 149 - الجزء 5

  سَمِعتُ العَرَبَ تقول غُدَّت الإِبلُ فهي مَغْدُودة، من الغُدَّة، وغُدَّت الإِبِلُ فهي مُغَدَّدة⁣(⁣١).

  وقال ابن بُزُرْج: اغَدَّت النّاقةُ وأُغِدَّت، ويقال: بَعِيرٌ مَغْدُودٌ، وغادّ، ومُغِدّ، ومُغَدّ، وإِبل مَغَادُّ، ولَمَّا مَثَّل بِه سيبويه قولهم: أَغُدَّةً كَغُدَّةِ البَعِيرِ»؟ قال: أُغَدُّ غُدَّةً، فجاءَ به على صيغَةِ فِعْلِ المفعولِ. وأَغَدَّت الإِبِلُ: صارَت لها غُدَدٌ، بين اللَّحْم والجِلْد من داءٍ، وأَنشد الليثُ:

  لا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا⁣(⁣٢)

  وفي حديثِ عُمر: «ما هي بِمُغِدٍّ فَيَسْتحْجِيَ لَحْمُها⁣(⁣٣)» يعني النّاقَةَ، ولم يَدْخلْها تاءُ التأنيثِ، لأَنّه أَرادَ: ذاتَ غُدَّةِ.

  أَو لا يُقَال: مَغْدُودٌ، ونُسِبَ هذا الإِنكارُ للأَصمعيِّ، وج الغادِّ: غِدَادٌ أَنشد ابن بُزُرْج:

  عَدِمْتُكُمُ ونَظْرَتَكُمْ إِلَيْنَا ... بجَنبِ عُكَاظَ كالإِبِلِ الغِدَادِ

  أَو لا تَكُون الغُدَّةُ إِلَّا في البَطْنِ، فإِذا مَضَت إِلى نَحْره ورُفْغِه قيل: بَعِيرٌ دابِرٌ⁣(⁣٤)، قاله ابنُ الأَعرابيِّ. والغُدَّةُ: السِّلْعَةُ يَرْكَبُها الشَّحْمُ.

  والغُدَّةُ ما بَيْنَ الشَّحْمِ والسَّنامِ.

  والغُدَّة: القِطْعَةُ من المالِ، يقال: عليه غُدَّةٌ من مالٍ، أَي قِطْعَةٌ. وج هذه غَدَائدُ كَحُرَّة وحَرَائِرَ. وفي بعض النُّسخ: غِدَاد: ويُرْوَى بيتُ لبيد:

  تَطِيرُ غَدائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً والزَّعَامةُ للغُلامِ

  والأَعْرَفُ عَدائدُ.

  وقال الفرَّاءُ: الغَدَائِدُ، والغِدَادُ: الأَنصِباءُ، في بَيتِ لَبِيدٍ المذكورِ قَرِيباً. ومن المجاز: أَغَدَّ عليه إِذا انتَفَخَ. وغَضِبَ كأَنَّه بَعِيرٌ به غُدَّةٌ، والمُغِدّ: الغَضْبانُ. ورأَيتُ فلاناً مُغِدًّا، ومُسْمَغِدًّا، إِذا رأيْتَهُ وارماً من الغَضَبِ، وقال الأَصمعِيُّ: أَغَدَّ الرَّجلُ، فهو مُغِدٌّ، أَي غَضِب، وأَضدَّ فهو مُضِدٌّ، أَي غَضْبانُ.

  وأَغَدَّ القَوْمُ: غُدَّتْ إِبِلُهُمْ، أَي أَصابَتْهَا الغُدَّةُ. وبنو فلان مُغِدُّون.

  ومن المجاز: رَجُلٌ مِغْدَادٌ، وامرأَةٌ مِغْدَادٌ، أَي كثيرُ الغَضَبِ أَو دائِمُهُ، أَو إِذا كانَ من خُلُقِه ذلك، قال الشاعر:

  يا رَبِّ مَن يَكْتُمَنِي الصِّعَادَا ... فَهَبْ له حَلِيلةً مِغْدَادَا

  وغَدَاوَدُ⁣(⁣٥) بفتح الواو مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنْدَ على فَرْسَخٍ، منها أَبو بكر محمّد بن يعقوبَ الغَدَاوَدِيّ، عن عِمرانَ بن موسى السِّجِسْتَانِيّ⁣(⁣٦)، وعنه وجادة محمد بن عبد الله بن محمَّد⁣(⁣٧) المُسْتَملي، قاله ابنُ الأَثير.

  وغَدَّدَ تَغْدِيداً أَخَذَ نَصِيبَهُ، أَخذاً من قول الفرّاءِ السابِقِ: إِنَّ الغدائِد هي الأَنصباءُ في بَيتِ لبيد:

  * ومما يستدرك عليه:

  الغُدَدَاتُ: فُضُول السِّمَنِ، وما كان من فُضُول وَبَرٍ حَسَنٍ، وأَنشد أَبو الهيثم للأَعشى:

  وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمْسِ صِرْمةً ... لها غُدَدَاتٌ واللَّواحِقَ تَلْحَقُ

  ومنه قولهم: أَغَدَّ عليه، إِذا انتَفَخَ، كما قيل.

  والغَدائِدُ: الفُضُول. وبه فَسَّر الأَزهريُّ بَيتَ لبيدٍ السابقَ.

  [غرد]: غَرِدَ الطائِرُ والإِنسانُ، كفَرِحَ، وغَرَّدَ، تَغْرِيداً، وأَغرَدَ، وتَغَرَّدَ، إِذا رَفَعَ صَوْتَهُ وطَرَّبَ بِهِ في الصَّوْتِ والغناءِ، والتَّغرُّد والتَّغْرِيد: صَوتٌ معه بَحَحٌ، وقد جمعَهُمَا امرؤُ القيسِ في قولِهِ يَصِفُ حِمَاراً:


(١) التهذيب: «وغدّدْت الابلُ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله فهي مغددة كذا باللسان أيضاً ومقتضى جريانه على الفعل أن يكون مغدودة».

(٢) الرجز لرؤبة، الديوان: ٤٢ في مديح تميم وسعد ..

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فيستحجي أي يتغير كما في النهاية».

(٤) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «داري» وفي اللسان (دار): وبعير داري: متخلف عن الإبل في مبركة وكذلك الشاة.

(٥) الأصل والقاموس ومعجم البلدان، وفي اللباب غذاوذ بضم أوله وذالين.

(٦) اللباب: السختياني.

(٧) اللباب: ابن إبراهيم.