تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كتد]:

صفحة 218 - الجزء 5

  وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّتِ ... بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ

  أي طَالَتْ. وقال الليثُ: الرجُلُ يُكَابِد اللّيلَ، إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه. ويقال، كابَدْتُ ظُلْمَةَ هذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً، وهو مَجاز.

  والأَكْبَدُ: طائرٌ. والأَكْبَدُ: مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ، وفي اللسان: هو الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ، قال رُؤبةُ يَصِف جَمَلاً مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ:

  أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا⁣(⁣١)

  والكَبْدَةُ، بالفتح فالسكون خَرَزَةُ الحُبِّ، نقله الصاغانيّ.

  وقولهم: فُلانٌ تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ، أَي يُرْحَلُ إِليه في طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه.

  * ومما يستدرك عليه:

  أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ: بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّأْنُ، لها زَهْرَةٌ غَبراءُ في بُرْعُومَةٍ مُدَوَّرةٍ، لها وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ، سُمِّيَتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ. نقله ابنُ سيده عن أَبي حنيفة.

  وكَبِدُ الأَرْضِ: ما في مَعادِنها من الذَهَبِ والفِضَّةِ ونحوِ ذلك، قال ابنُ سيده: أُرَاه على التَّشبِيه، والجَمْعُ كالجَمْعِ. وفي حديثٍ مَرفوعٍ «وتُلْقِي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدها» أَي تُلْقِي ما خُبِيءَ في بَطْنَها من الكُنُوزِ والمَعَادنِ، فَاسْتَعَارَ لها الكَبِدَ.

  وفي حديث الخَنْدَق «فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ» هي القِطْعَة الصُّلْبَةُ من الأَرض، والمعروف [كُدْيَةٌ]⁣(⁣٢) باليَاءِ، قاله ابنُ الأَثير.

  والكَبَدُ: الاسْتواءُ والاستقامَةُ.

  وتَكَبَّد الفَلاةَ، إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَهَا. وكَابِدٌ، في قولِ العجاج، مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم⁣(⁣٣).

  وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضٍ، قال أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ:

  لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً ... بِأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ

  والكَبَّادُ، ككَتَّانٍ: نوعٌ من اللَّيْمُونِ.

  والكَبُود، كصَبُورٍ: قَبِيلَةٌ باليمن.

  وكَبِنْدَةُ⁣(⁣٤)، بفتح الكاف وكسر الموحّدة وسكون النون: من قُرَى نَسَفَ، منها أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بن الأَشْرِس الضَّبِّيُّ، عن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلَّامٍ وغيرِه.

  [كتد]: الكَتَدُ، مُحركَةً: نَجْمٌ، وهو كاهلُ الأَسَد، أَنشدَ ثعلب:

  إِذَا رَأَيْتَ أَنْجُماً مِنَ الأَسَدْ ... جَبْهَتِهِ أَو الخَرَاةِ والكَتَدْ

  بَالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَدْ ... وطَابَ أَلْبَانُ اللِّقَاحِ فَبَرَدْ

  والكَتَدُ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ، حَرسها الله تعالى بطَرَفِ المُغَمَّسِ، نقله الصاغانيّ.

  والكَتَدُ: مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ من الإِنسانِ والفَرسِ، كالكَتِد ككَتِفٍ، وقيل: هو أَعلَى الكَتف، أَو هُما⁣(⁣٥) الكاهلُ، وعليه اقتصر صاحِبُ الكِفَايَة، أَو هما⁣(⁣٥) مَا بَيْنَ الكَاهِلِ إِلى الظَّهْرِ، والثَّبَجُ مِثلُه، وقيل: الكَتَدُ مِن أَصْلِ العُنُقِ إِلى أَسْفَلِ الكَتِفيْنِ، وهو يَجْمَع الكَاثِبَةَ والثَّبَجَ والكاهِلَ، كلُّ هذا كتَدٌ، وقيل: الكَتَدُ: ما بين الثَّبَجِ إِلى مُنَصَّفِ الكاهِلِ، وقد يكون من الأَسَدِ الذي هو السَّبُع، ومن الأَسَدِ الذي هو النَّجْم، على التشبيه. ج أَكْتَادٌ وكُتُودٌ، ومنه حديث: «كُنَّا يَوْمَ الخَنْدَقِ نَنْقُلُ التَّرابَ عَلَى أَكْتَادِنَا» وفي حديث حُذَيْفَةَ في صِفَة الدَّجَّالِ «مُشْرِفُ الكَتَد».

  وفي صفته ÷: «جَلِيلُ المُشَاشِ والكَتَدِ».

  ومن سَجعات الأَساس: نَحْمِله على الأَكْبَاد، فَضْلاً عن الأَكْتَاد. وَولَّوهُم


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يمد، الذي في الأساس: يقُدّ» والبيت في مجموع أشعار العرب ج ٣/ ٨٩ وقبله:

عريض ألواح العظام أتلعا

(٢) زيادة عن النهاية.

(٣) يعني قوله - وقد تقدم قريباً:

بكابد كابدتها وجرّت

(٤) في معجم البلدان بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة.

(٥) اللسان: «هو» في الموضعين.