تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هزار مرد]:

صفحة 336 - الجزء 5

  لا تقول هَرَّيْتُ إِلا في العِمَامة خاصَّةً، فليس له أَن يَقِيس الشُّقَّة على العِمَامَة، لأَن اللُّغَة، رِوَايَةٌ، وقولُه: بين⁣(⁣١) مَهْرُودَتَيْن أَي بَيْنَ⁣(⁣١) شُقَّتَيْنِ، أُخِذَتَا من الهَرْدِ، وهو الشَّقُّ خَطَأً، لأَن العرب لا تُسَمِّي الشَّقَّ للإِصلاح هَرْداً، بل يُسَمُّونَ الإِخراقَ⁣(⁣٢) والإِفسادَ هَرْداً، فالصواب ما قدّمناه.

  وهو أَهْرَدُ الشِّدْقِ، لُغَةٌ في أَهْرَته، وقد تقدَّم في مَحلَّه.

  [هرند]: ومما يستدرك عليه:

  هَرَنْد، كمَرَنْد: مَدينة من نواحِي أَصفهانَ، على ثلاثة أَيام.

  [هزار مرد]: ومما يستدرك عليه:

  هِزَارْمَرْدُ، ومَعْنَاه أَلْف رجل، وهو اسم، وابن هِزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِينيّ، مُحدِّث وله جُزْءٌ.

[هرشد]:

  * ومما يستدرك عليه:

  الهِرْشَدَّةُ، بالكسر وشدّ الدال: العَجُوز، استدركَه صاحبُ اللسان.

  [هركند]: وهَرْكَنْدُ، بالفتح: بَحْرٌ في أَقصَى بلادِ الهِنْد والصّين، وفيه جزيرةُ سَرَنْدِيبَ، وهي آخر جزيرةِ الهِنْد مما يلِي المَشْرِق، فيما يَزعم بعضهم.

  [هسد]: الهَسَدُ، مُحَرَّكةً، أَهمله الجَوهَرِيّ، وقال المُؤَرِّج السَّدُوسِيّ: لُغَة في الأَسَد، رواه الأَزهريّ عنه، وأَنشد:

  فَلَا تَعْيَا مُعَاوِيَ عَنْ جَوَابِي ... ودَعْ عَنْكَ التَّعَزُّزَ لِلْهسَادِ

  أَي لا تَتَعَزَّزْ للأَسْدِ فإِنها لا تَذِلُّ لك، ومنه سُمِّيَ الشُّجَاعُ، ج هِسَادٌ، بالكسر، قال الأَزهريُّ: ولم أَسمْع هذا لغيرِه.

  [هكد]: هَكَّدَ الرجلُ عليه* غَرِيمه تَهْكِيداً، أهمله الجوهريُّ، وقال ابنُ الأَعرابيّ: إِذَا شَدَّدَ عليه، وفي التكملة: تشدَّدَ عليه.

  [هلد]: هَلَدَ الوَعْكُ الناسَ، أَهمله الجوهَرِيّ وصاحِبُ اللسان، وقال الصاغانيُّ: إِذا أَخَذَهم وَعمَّهُم.

  [همد]: الهُمُودُ، بالضَّمّ: المَوْتُ والهَلَاكُ، كما هَمَدَتْ ثَمودُ، قاله الليثُ، وهو مَجاز، كما في الأَساس، وفي المحكم: هَمَدَ يَهْمُد هُمُوداً فهو هامِدٌ وهَمِيدٌ: ماتَ. وفي حديث مُصْعَب بن عُمَيْرٍ: «حَتَّى كاد أَنْ يَهْمُدَ مِن الجُوع» أَي يَهْلِكَ، والهُمُود: طُفُوءُ النارِ، وقد هَمَدَت تَهْمُدُ: ذَهَبَتِ البَتَّةَ فلم يَبِنْ لها أَثَرٌ. أَو هُمُودُهَا: ذَهَابُ حَرَارَتِها.

  وقال الأَصمعيّ: خَمَدَت النارُ، إِذا سَكَنَ لَهَبُهَا، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذَا طُفِئت البَتَّةَ، فإِذا صارَتْ رَمَاداً قيل: هَبَا يَهْبُو، وهو هَابِ. ومن المَجاز: الهُمُودُ: تَقَطُّعُ الثَّوْبِ وبِلَاهُ، وهو مِن طُولِ الطَّيِّ، تَنْظُر إِليه فتَحسَبُه صَحِيحاً، فإِذا مَسِسْتَهُ تَنَاثرَ مِن البِلَى، كالهَمْدِ، بفتح فسكون، ثَوْبٌ هامِدٌ، وثِيَابٌ هُمَّدٌ. والهُمُودُ في الأَرْضِ: أَن لا يَكون بها، وفي بعض النسخ⁣(⁣٣): فيها حَياةٌ ولا عُودٌ ولا نَبْتٌ، ولا أَصابها مَطَرٌ وهَمَدَ شَجَرُ الأَرْضِ، أَي بَلِيَ وذَهَب. {وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً}⁣(⁣٤) أَي جَافَّةً ذاتَ تُرابٍ. وأَرضٌ هامِدَةٌ: مُقْشَعِرَّة لا نَبَاتَ فيها، إِلّا اليابِس المُتَحطِّم، وقد أَهمدَهَا القَحْطُ، وهو مَجازٌ، وفي حديث عَلِيٍّ: «أَخْرَجَ مِنْ هَوَامِدِ⁣(⁣٥) الأَرْضِ النَّبَاتَ».

  والإِهمادُ: الإِقامَةُ وأَهْمَدَ في المكانِ: أَقامَ، قال رُؤْبَة بن العَجَّاج:

  لَمَّا رَأْتْنِي راضيَاً بالإِهْمَادْ ... كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بَيْنَ الأَوْتَادْ

  يقول: لمّا رأَتْنِي رَاضِياً بالجُلُوس لا أَخْرُج ولا أَطْلُب، كالبازِي الذي كُرِّزَ، أَي أُسْقِطَ رِيشُه، وقال ابن سيده: الإِهماد: السُّرْعَةُ، وقال غيره: السُّرْعَة في السَّيْرِ،


(١) في التهذيب: «من» وفي اللسان فكالأصل.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الخرق.

(٣) وهي عبارة التهذيب واللسان.

(٤) سورة الحج الآية ٥.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أخرج من كذا باللسان أيضاً، والذي في النهاية: أخرج به من».

(*) في القاموس. «على» بدل «عليه».