تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شمهذ]:

صفحة 377 - الجزء 5

  [شمهذ]: الشَّمْهَذُ، كجَعفَرٍ، أَهمله الجوهريُّ، وهو من الكلام: الحَدِيدُ، وقيل: الخَفِيفُ.

  والشَّمْهَذَةُ: التَّحْدِيدُ، عن أَبي سَعِيدٍ، وتَرْقِيقُ الحَدِيدِ، يقال: شَمْهَذَ حَدِيدَتَه، إِذا رَقَّقَهَا وحَدَّدَها.

  وقال أَبو سعيد: الشَّمْهَذُ مِنَ الكِلابِ: الخَفِيفَةُ الحَدِيدَةُ أَطرَافِ الأَنْيَابِ، قال الطِّرِمَّاح يَصِف الكِلَاب:

  شَمْهَذٌ أَطْرَافُ أَنْيَابِهَا ... كَمَنَاشِيلِ طُهَاةِ اللِّحَامْ

  وذكره صاحبُ اللسانِ في الدال المُهْمَلَة، وقد نَبَّهْنَا عليه، فراجِعْه.

  [شنبذ]: أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن أَيُّوب بن الصَّلْت بن شَنَبُوذَ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللسان، وقال الصاغَانيُّ هو بِفَتْح الشينِ والنُّونِ،⁣(⁣١) وبه يُعْرَف، ولَهِجَت العامَّةُ بِسُكُون النُّون، وفي أَصْل الرّشاطِيّ بتشديد النونِ، بغدادِيٌّ، أَخذَ القراءَة عَرْضاً عن قُنْبُلٍ وَإِسحاق الخُزاعيّ، وروى عنه القِرَاءَةَ عَرْضاً عبدُ الله بنُ المُطرّز، وكان مُجَاب الدَّعْوَةِ، وذلك أَنَّه دعَا عَلَى ابْنِ مُقْلَةَ أَنْ يَقْطَع اللهُ يَدَه ويُشَتِّتَ شَمْلَه، فاسْتُجِيب فيه، لأَنه الذي شَدَّدَ عليه النَّكِيرَ ونَفَاه مِن بغدادَ إِلى البَصْرَة، وقيل: إِلى المَدَائِن، قاله شيخُنَا، ومُقْتَضَى عِبَارَة المقريزِيّ في تاريخه أَن الذي استجابَ اللهُ دُعَاءَه في ابنِ مُقْلَةَ هو الشَّرِيف إِسماعيل بن طَبَاطَبَا العَلَوِيّ. قلت: ولا مانع من الجَمْع، وفي كُتب الأَنساب: تَفَرَّدَ بِقِرَاءَاتٍ شَوَاذَّ كان يَقْرَأَ بها في المِحْرَابِ، وأُمِر بالرُّجوع فلم يُجِبْ، فأَمَر ابنُ مُقْلَةَ به فصُفِعَ، فمات سنة ٣٢٣⁣(⁣٢)، وشَنَبوذ يُصْرَف ولا يُصْرف، قاله ابنُ التِّلِمْسَانِيّ، وقال الشِّهابُ: هو عَلَمٌ أَعجمِيٌّ ممنوعٌ من الصَّرْفِ، وهو جَدُّ أَبي الحَسَنِ المَذْكورِ، حَدَّثَ عن أَبي مُسْلِم الكجِّيّ، وبِشْرِ بن مُوسى، وعنه أَبو بكر بن شَاذَانَ، وأَبو حَفْص بن شاهِين، ويُوجَدُ في بعض نُسَخ الشِّفَاءِ لِعِيَاضٍ: أَحمدُ بن أَحمدَ بن شَنَبُوذ، وهو خَطَأُ، والصواب محمّد بن أَحمد، كما للمصنِّف وعَلِيُّ بنُ شَنَبُوذَ⁣(⁣٣)، ضَبْطُه مثْلُ الأَوّل وكلاهما من القُرَّاءِ. وأَحْمَدُ بن محمّد بن شَنْبَذَ، كجَعْفَر: قاضِي الدِّينَوَرِ، مُحَدِّث، حَكَى عنه السراج في اللمع، قال الحافظ: وأَبو القاسم شَنْبَذ بن عُمَر ابن الحُسَيْن بن حَمَّادٍ القَطَّان، سَمِع منه طاهِرٌ النيسابُورِيّ وضَبَطه.

  * وبقى عليه:

  أَبو الفَرَجِ محمّد بن أَحمدَ بن إِبراهيم⁣(⁣٤) بن علام الشَّنَبُوذِيّ، قرأَ على ابنِ شَنَبُوذَ فَعُرِف به، ضَعِيفُ الرِّوايَةِ عن أُسْتاذِه وغيرِه، على كَثْرَةِ عِلْمِه، تُوفِّيَ سنة ٣٨٨.

  * ومما يستدرك عليه:

  شِنَابَاذ بالكسر: قَرْيَةٌ مِن بَلْخ، منها أَبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن حامد البَلْخِيّ الشِّنَابَاذِيّ الزاهِد، مُكْثِرُ الحديثِ، صَحِبَ أَبا بكرٍ الورَّاقَ وغيرَه، توفي سنة ٣٥٥.

  [شنذ]: وفي النهاية لابن الأَثير، في حديث سَعْدِ بن مُعَاذٍ لما حُكِّم في بني قُرَيْظَةَ «حَمَلُوه على شَنَذَةٍ من لِيفٍ»، هي بالتحريك، شِبْه إِكَافٍ يُجْعَل لِمُقَدِّمَتِه حِنْوٌ، قال الخطَّابيُّ: ولست أَدرِي بأَيِّ لِسان هو.

  [شوذ]: المِشْوَذ، كمِنْبَرٍ: العِمَامَةُ، كَالمِشْوَاذِ، ج المَشَاوِذُ والمَشَاوِيذُ، أنشد ابنُ الأَعْرَابِيِّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أَبي مُعَيْطٍ، وكان قد وَلَي صَدقاتِ تَغْلِبَ:

  إِذَا مَا شَدَدْتُ الرَّأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ ... فَغَيَّكِ مِنِّي تَغْلِبُ ابْنَةَ وَائِلِ

  يريد: غَيًّا لكِ ما أَطْوَلَه مِنّي. وفي الحَدِيث: «أَنَّه بَعَثَ سَرِيَّةً، فَأَمَرَهم أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى المَشَاوِذِ والتَّسَاخِينِ»، قال أَبو بكر: المَشَاوِذُ: العَمَائم، واحِدُها مِشْوَذ، والميم زائدةٌ، وشاهد المِشْوَاذِ قولُ عَمْرِو بن حُمَيْلٍ.

  كَأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلَّاذِ ... ذَرْعُ اليَمَانِينَ سَدَى المِشْوَاذِ

  والمِشْوَذ: المَلِكُ المُتَوَّج. والمِشْوَذ: السَّيِّدُ المُطاعٌ.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: يقال: فُلانٌ حَسَنُ الشِّيذَةِ، بالكسر، أَي العِمَّةِ.


(١) في التكملة ضبطت بفتح الشين وسكون النون، ضبط قلم.

(٢) في اللباب: سنة ٣٢٨ بالنص.

(٣) ضبطت في التكملة بفتح الشين وسكون النون.

(٤) في اللباب بعد كلمة ابراهيم: المعروف بغلام الشنبوذي.