تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أذر]:

صفحة 19 - الجزء 6

  وقد أَدِرَ، كفَرِحَ، يأْدَرُ أَدَراً، فهو آدَرُ، والاسمُ الأُدْرَةُ، بالضَّمِّ ويُحَرَّك، وهذه عن الصغانيِّ. وقال اللَّيْثُ: الأَدَرَةُ والأَدَرُ مصدرانِ، والأُدْرَةُ اسمُ تلك المُنْتَفِخَةِ، والآدَرُ نَعتٌ.

  وفي الحديث: «أَنَّ رَجلاً أَتاه وبه أُدْرَةٌ فقال: ائْتِ بعُسٍّ، فحَسَا منه، ثم مَجَّه فيه، وقال: انْتَضِحْ به، فذَهبتْ عنه الأُدْرَةُ». ورجلٌ آدَرُ: بَيِّنُ الأَدَرَةِ⁣(⁣١).

  وفي المِصباح: الأُدْرَة كغُرْفَة: انتفاخُ الخُصْيَة. وقال الشِّهاب في أَثناءِ سُورَةِ الأَحزاب، الأُدْرَة، بالضّمِّ: مرضٌ تَنتفخُ منه الخُصْيتَانِ ويَكْبُرانِ جِدًّا، لانطباق⁣(⁣٢) مادَّةٍ أَو رِيحٍ فيهما.

  وخُصْيةٌ أَدْراءُ: عَظِيمةٌ بلا فَتْقٍ.

  ويقال: قومٌ مآدِيرُ، أَيْ أُدْرٌ، بضمٍّ فسكونٍ، نقلَه الصَّغانيّ.

  وقيل: الأدَرَةُ، محرَّكة: الخُصْيَةُ، وقد تقدَّم، وهي التي يُسَمِّيها الناسُ القَيْلَةَ، ومنه الحديثُ: «إِنّ بني إِسرائيلَ كانُوا يقولُون إنّ موسى آدَرُ، مِن أَجْلِ أَنّه كان لا يَغْتَسلُ إِلّا وَحدَه»، وفيه نزل قولُه تعالَى: {لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى}⁣(⁣٣) الآية.

  [أذر]: آذارُ، بالمدِّ: اسمُ الشَّهر السادسِ من الشُّهورِ الرُّومِيَّةِ وهي اثْنَا عَشَرَ شهراً وهي: آبُ، وأَيلول وتِشْرِينُ الأَوّل، وتِشْرينُ الثاني، وكانُون الأَول، وكانُون الثاني⁣(⁣٤)، وشُبَاطُ، وآذار، ونَيْسَانُ، وأَيّار، وحَزِيرانُ، وتَمُّوز.

  [أرر]: الأَرُّ: السَّوْقُ والطَّرْد نقلَه الصغانيُّ. والجِمَاعُ، وفي خُطبة عليٍّ، كرّم الله وجهَه: «يُفْضِي كإِفضاءِ الدِّيَكَة وَيؤرُّ بمَلاقِحِه».

  وأَرَّ فُلانٌ، إِذا شَفْتَنَ، ومنه قولُه:

  وما النّاسُ إِلّا آئِرٌ ومَئِيرُ

  قال أَبو منصور: معنى شَفْتَنَ: ناكَحَ وجامَعَ، وجعلَ أَرَّ وآرَ بمعنًى واحدٍ عن أَبي عَبيدْ: أَرَرْتُ المرأَةَ أَؤُرُّهَا أَرّاً، إِذا نَكَحْتها.

  والأَرُّ: رَمْيُ السَّلْح. وهو أَيضاً سقُوطُه نَفْسُه.

  والأَرُّ: إِيقاد النَّارِ، قال يَزيد بنُ الطَّثْرِيَّةِ يَصفُ البَرقَ:

  كأَنَّ حِيرِيَّةً غَيْرَى مُلاحِيَةً ... باتَتْ تَؤُرُّ بِهِ مِنْ تَحْتِه القَصَبَا

  وحكَاهَا آخَرون: تُؤَرِّي - بالياءِ - مِن التَّأْرِيَةِ.

  والأَرُّ: غُصْنٌ مِن شَوْكٍ أَو قَتَادٍ يُضْرَب به الأَرْضُ حتَّى تَلِينَ أَطرافُه، ثم تَبلُّه وتَذُرُّ عليه مِلْحاً⁣(⁣٥) وتُدْخِلُه⁣(⁣٦) في رَحِمِ النّاقَةِ إِذا مَارَنَتْ فلم تَلْقَح، كالإِرَارِ، بالكسْر، وقد أَرَّها أَرّاً إِذا فَعَلَ بها ما ذُكِر. وقال اللَّيْث: الإِرار شِبْهُ ظُؤْرَةٍ يَؤُرُّ بها الرّاعي رَحِمَ النّاقَةِ إِذا مَارَنَتْ، ومُمَارَنتُهَا أَنْ يَضْربَها الفَحْلُ فلا تَلْقَحَ، قال: وتفسيرُ قولِه: ويَؤُر بها الراعِي هو أَن يُدخِلَ يدَه في رحِمِها، أَو يَقْطَعَ ما هنالك ويُعَالِجَه.

  والإِرَّةُ، بالكسر: النّارُ وقد أَرَّها، إِذا أَوْقَدَهَا.

  والأَرِيرُ كأَمِير: حكايةُ صَوت الماجِنِ عندَ القِمَارِ والغَلَبَةِ، وقد أَرَّ يَأَرُّ أَرِيراً، أَو هو مُطْلَقُ الصَّوتِ⁣(⁣٧).

  وأَرْأَرْ، بسكونِ الرّاءِ فيهما: مِن دُعَاءِ الغَنَمِ.

  وعن أَبي زيد: ائْتَرَّ الرجلُ ائتراراً، إِذا استعجلَ. قال أَبو منصور: لا أَدْرِي هو بالزّاي أَم بالرَّاءِ.

  والمِئَرُّ، كمِجَنَّ: الرجُلُ الكَثيرُ الجِمَاعِ. قالت بنتُ الحُمَارِسِ أَو الأَغْلب العجلي⁣(⁣٨):

  بَلَّتْ به عُلَابِطاً مِئَرَّا ... ضَخْمَ الكَرَادِيسِ وَأَي زِبِرَّا

  قال أَبو عُبَيْد: رجُلٌ مِئَرُّ، أَي كثيرُ النِّكَاح؛ مأْخوذٌ من الأَيْر. قال الأَزهريُّ: أَقْرَأَنِيه الإِياديُّ عن شَمِرٍ لأَبِي عُبَيْدٍ، قال: وهو عندي تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ ميأَرٌ بوزن مِيعَر؛


(١) ضبطت عن اللسان وفيه بالنص بفتح الهمزة والدال.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله لانطباق كذا بخطه ولعله: لا نصباب».

(٣) سورة الأحزاب الآية ٦٩.

(٤) بالأصل «أول وثاني» بدون «ال» وما أثبتاه «الأول، الثاني» عن المطبوعة الكويتية.

(٥) التكملة: ملحاً مدقوقا.

(٦) اللسان: ثم تدخله.

(٧) الأصل واللسان؛ وفي التكملة: يؤُرُّ.

(٨) زيادة عن الجمهرة.