تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بحتر]:

صفحة 60 - الجزء 6

  وبَحْرٌ جَدُّ الأَحْنَفِ بنِ قَيْس التَّمِيميِّ البَصْرِيِّ.

  والبُحَيْرَةُ، مصغَّراً: كُورةٌ واسعةٌ بمصر.

  [بحتر]: البُحْتُرُ، بالضَّمِّ، والتَّاءُ مُثَنَّاة فوْقِيَّة مضمومة:

  القَصِيرُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ، كالحُبْتُرِ، وهو مقلوب منه، والأُنْثَى بُحْتُرَةٌ، والجمعُ البَحاتِر، وأَنشدَنا شيخُنَا، بُلَّ ثَرَاه، قال: أَنشدَنا الإِمامُ محمّدُ بنُ المسناويّ:

  وأَنتِ التي⁣(⁣١) حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليَّ ولم تَشْعُرْ بذاكَ القَصَائِرُ

  عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ

  قلتُ: وهذانِ البَيْتَانِ أَنشدهما الفَرّاءُ، وهما لكُثَيِّرٍ، وقال: البَهَاتِرُ، بالهاءِ.

  وقال قُطْرُبٌ: ويقال للضَّخْم أَيضاً: البُحْتُرُ.

  وبُحْتُرٌ بلا لامٍ: فَحْلٌ مِن فُحُولِهم، وإِليه نُسِبَت الإِبلُ البُحْتُرِيَّةُ، قال ذو الرُّمَّة:

  صُهْباً أَبُوها داعِرٌ وبُحْتُرُ ... تَحْدُ سُرَاهَا أَرْجُلٌ لا تَفْتُرُ

  وبُخْتُرُ بنُ عَتُودِ بنِ عُنَيزٍ، مصغَّراً بالزّاي، لا عُنَيْنٍ بالنُّون، كما وُجِدَ في بعض أُصُول الصّحاح⁣(⁣٢)، ووَهِمَ الجَوهَرِيُّ⁣(⁣٣)، ولا يَخفَى أَنّ مِثلَ هذا لا يُعَدُّ وَهَماً؛ لأَنَّه لم يُقَيّد بالنَّونِ، وإِنّما هو مِن تَحْرِيفِ النُّسّاخ، وهو ابنُ سَلَامَانَ بنِ ثُغَلَ بنِ الغَوْثِ بنِ جُلْهُمَةَ⁣(⁣٤) بنِ طَيِّيءٍ، وهو رَهْطُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ، منهم أَبو عُبَادَة الشّاعرُ المشهودُ له بالإِجادة، البُحْتُرِيُّ الشّاعرُ.

  وبُحْتُر جَدُّ جُدَيٍّ مُصَغَّراً، ابنِ تَدُولَ كَصَبُور، الشَّاعر الجاهليّ، ومِن وَلَدِه جابِرُ بنُ ظالِمِ بنِ حارثةَ بنِ عَتاب⁣(⁣٥) بنِ أَبي حارثةَ بنِ جُدَيّ، له صُحْبَةٌ. وتَبَحْتَرَ الرَّجلُ، إِذا انتسبَ إِليهم مثلُ تَمَضَّر وتَنَزَّرَ وتَقَيَّسَ.

  * وممّا يُستدرَك عليه:

  أَبو البحترِيّ⁣(⁣٦) مِن أَجودِ الناس، واسمُه وَهبْ بنُ وَهْب، وهو أَحدُ الوَضّاعِين.

  وبُحْتُر، بالضَّمّ: روَضةٌ في وَسطِ أَجَأَ أَحدِ جَبْلِي طَيِّئ، قُرْب جَوّ، كأَنَّهَا مُسَمَّاة بالقَبِيلة.

  وبُحْتَار، بالضَّمّ: وادٍ قريبٌ من العُذيب بين الكوفة والبصرة، قاله الحازميّ.

  والنُّور عليُّ بن بُحْتُر الحنفيُّ، وأَخوه محمّدٌ خطيبُ الحِصْن، حَدَّثنا عن ابنِ عبدِ الدائم، وإِسماعيلُ بنُ داودَ بنِ سليمان بنُ بُحْتُرٍ حَدَّث بعد السّبعمائة.

  [بحثر]: بَحْثَرهُ: بَحَثَه وبَدَّدَه، كَبَعْثَره وقُرِئَ: إِذا بُحْثِرَ ما في القُبُور⁣(⁣٧)، أَي بُعِثَ المَوْتَى.

  قلتُ: وليس ببعيدٍ أن يكون بِحْثَرَ مُركَّباً مِن اثْنَيْن؛ فإِنّ فيه معنى بحث وأَثارَ⁣(⁣٨)، على رَأْيِ مَن يقول: إِن الرُّباعيَّ والخُمَاسيَّ مركَّبان من اثْنَيْن، وأَشار إِليه المصنِّفُ في البَصَائر.

  وبَحْثَر المتاعَ: فَرَّقَه، وفي التَّهْذِيب: بَحْثَرَ متاعَه وبَعْثَره، إِذا أَثارَه وقَلّبه وفَرَّقه، وقَلَبَ بعضَه على بعض، فتَبَحْثَرَ: تَفرَّق. وعن أَبي الجَرّاح⁣(⁣٩): بَحْثَرَ الشَّيْءَ:

  استخرجَه وكَشَفه، قال القَتّال العامِرِيُّ:

  ومَنْ لا تَلدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرٍ ... وكَبْشَةُ تُكْرَهْ أُمُّه أَنْ تُبَحْثَرَا

  وعن الأَصمعيّ: يقال: لَبَنٌ مُبَحْثِرٌ: مُنْقَطِعٌ⁣(⁣١٠) متحبِّبٌ، فإِذا خَثَر أَعلاه وأَسفلُه رَقِيقٌ فهو هادِرٌ.

  وقد بَحْثَرَ اللَّبنُ، إِذا انقطعَ وتَحبَّبَ.

  [بحدر]: البُحْدُرِيُّ، بالضّمّ ودالٍ مُهملَةٍ مضمومةٍ،


(١) عن هامش المطبوعة المصرية وبالأصل «وأنت الذي».

(٢) في الصحاح المطبوع واللسان وجمهرة ابن حزم ص ٤٠١: عنين.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قول المصنف: ووهم الجوهري، يوجد في بعض نسخة المطبوعة بعد هذا زيادة: أبو حي من طيء» والعبارة مثبتة في القاموس المطبوع الذي بين أيدينا.

(٤) كذا بالأصل واللسان، وفي جمهرة ابن حزم ص ٣٩٨ أن جلهمة بن أدد هو طيئ ومن ولده: فُطرة والغوث والحارث.

(٥) كذا بالأصل، وصححها في المطبوعة الكويتية: عتّاب.

(٦) كذا بالأصل، وفي جمهرة ابن حزم ص ١١٩: أبو البختري

(٧) سورة العاديات الآية ٩ وقراءتها: {إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ}.

(٨) عن المطبوعة الكويتية، وبالأصل «وأثر».

(٩) في الصحاح واللسان: أبي الجراح.

(١٠) في القاموس: متقطع.