تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بطر]:

صفحة 97 - الجزء 6

  والبَصِيرَةُ: ما لَزِقَ بالأَرض مِن الجَسَدِ، وقيل: هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِيرِ منه.

  والبَصِيرَةُ: الثَّأْرُ، وقال الشّاعر:

  راحُوا بَصائِرُهُم على أَكْتَافِهمْ ... وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى

  يعني تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم، ولم يَثْأَرُوا به، وطَلَبْتُه أَنا، وفي الصّحاح: وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي، وقال ابن الأَعرابيِّ: البَصِيرَةُ: الدِّيَةُ، والبَصَائِرُ: الدِّياتُ، قال: أَخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً، وبَصِيرَتِي، أَي ثَأْرِي، قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطالِبَ به، فبيني وبينهم فَرْقٌ.

  وأَبو بَصِيرٍ: الأَعْشَى، على التَّطَيُّر⁣(⁣١).

  ومن المَجَاز: ورَتَّبْتُ في بُستَانِي مُبْصِراً، أَي ناظِراً، وهو الحافظُ.

  ورأَيْتُ باصِراً، أَي أَمْراً مُفَزِّعاً.

  ورأَيتُه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها، أَي بأَرضٍ خَلاءٍ، ما يُبْصِرُنِي ويَسْمعُ بي إِلّا هي.

  وَبَصِيرٌ الجَيْدُور⁣(⁣٢): مِن نَوَاحِي دِمشقَ.

  وبَصِيرٌ: جَدُّ أَبي كاملٍ أَحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ البُخَاريّ البَصِيرِيّ.

  وبُوصَرا، بالضَّمّ وفتح الصاد: قريةٌ ببغدادَ، منها أَبو عليٍّ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ البُوصَرِيُّ⁣(⁣٣)، رَوَى عنه الباغنديُّ⁣(⁣٤)، توفي سنة ٢٨٠⁣(⁣٥).

  وبَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أسلم، هكذا ضَبَطَه أَبو عليٍّ التَّنُوخيُّ في نَسَب تَنُوخَ، قال: وبعضُ النُّسّاب يقول: نَصْر، بالنُّونِ وسكونِ الصاد المهملَةِ، قال الخطيبُ: ومِن وَلَده أَبو جعفرٍ النُّفَيْلِيُّ المحدِّث، واسمُه عبدُ الله بنُ محمّدِ بنُ عليِّ بنِ نُفَيْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد الله بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ بَصْرٍ.

  [بضر]: البَضْرُ، بفتحِ المُوَحَّدَةِ وسكونِ الضّادِ، أَهملَه الجوهريُّ، وقال الفَرّاءُ: هو نَوْفُ الجارِيَةِ قبلَ أَن تُخْفَضَ، وهو لغَةٌ في الظَّاءِ قال: وقال المُفَضَّل: مِن العربِ مَن يقول: البَضْرُ، ويُبْدِلُ الظّاءَ ضاداً، ويقول: قد اشْتَكَى ضَهْرِي، ومنهم مَن يُبْدِلُ الضّادَ ظَاءً فيقول:

  قد عَظَّتِ الحربُ بَنِي تَمِيمِ

  وعن ابن الأَعرابِيّ: البُضَيْرَةُ تَصْغِيرُ البَضْرَة، وهو بُطْلانُ الشيْءِ، ومنه قولُهم: ذَهَبَ دَمُه بِضْراً مِضْراً - بكسرِهِمَا - أَي هدَراً، وكذلك خِضْراً وبِطْراً، ومَضِراً - بالمِيم - رَواه أَبو عُبَيْدٍ عن الكِسائيّ.

  [بطر]: البَطَرُ، محرَّكَةً: النَّشَاطُ، وقيل: التَّبَخْتُرُ، وقيل: الأَشَرُ والمَرَحُ، وقيل: قِلَّةُ احتمالِ النِّعْمَةِ.

  وقيل: أَصْلُ البَطَرِ الدَّهَشُ والحَيْرَةُ يَعْتَرِيَان المرءَ عند هُجُومِ النِّعمةِ عن القيام بحَقِّها، كذا في مُفْرَدات الرّاغِبِ، واختَارَه جماعةٌ من المحقِّقِين العارِفِين بمواقعِ الأَلفاظِ ومَناسِبِ الاشتقاقِ.

  وقيل: البَطَرُ في الأَصل: الطُّغْيَانُ بالنِّعْمَة، أَو عند النِّعْمَة، واستُعْمِلَ بمعنَى الكِبْر، وفي بعض النُّسَخ: «أَو» بدل الواو.

  وقيل: هو كَرَاهِيَةُ الشَّيْءِ من غيرِ أَن يَسْتَحِقَّ الكَرَاهَةَ وفِعْلُ الكلِّ بَطِرَ كفَرِحَ فهو بَطِرٌ. وفي الحديث: «لا يَنْظُرُ الله يومَ القِيَامَةِ إلى مَن جَرَّ إِزَارَه بَطَراً». و في حديثٍ آخَرَ: «الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ»، وهو أَن يَجْعَلَ ما جَعَلَه الله حقًّا مِن توحِيدِه وعبادتِه باطلاً، وقيل: هو أَن يَتَخَيَّر⁣(⁣٦) عند الحقِّ فلا يَراه حقًّا، وقيل: هو أَن يَتَكَبَّر عنه، أَي عن الحقِّ. وفي بعض الأُصول «من الحَقّ» فلا يَقبلُه، قلتُ: والحديثُ رَواه ابنُ مسعودٍ، وقال بعضُهم: هو أَلَّا يَرَاه حقًّا وَيَتَكَبَّر عن


(١) بالأصل «النظير» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله على النظير كذا بخطه ومثله في النسخة المطبوعة» يعني نسخة التاج التي طبع منها خمسة أجزاء. وما أثبت عن اللسان.

(٢) عن معجم البلدان وبالأصل «الحيدور».

(٣) في اللباب: «البوصرائي».

(٤) هو أبو بكر محمد بن محمد الباغندي.

(٥) عن اللباب ومعجم البلدان وبالأصل: ٣٨٠.

(٦) الأصل واللسان وفي النهاية «يتجبر» وصححت في اللسان (دار المعارف - مصر): يتحير. من التحير. وفي التهذيب: «يتحير».