تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نشأ]:

صفحة 264 - الجزء 1

  والصَّوَابُ: عَدَوْنَا، وكذلك انشده الجوهريُّ أَيضاً على الصواب في سرب⁣(⁣١).

  [نشأ]: نَشَأَ، كمنَعَ ونَشُؤَ مثل كَرُم يَنْشَأُ ويَنْشُؤُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشَاءً كسَحابٍ ونَشْأَةً كحَمْزَة ونَشَاءَةً بالمدّ، وفي التنزيل {النَّشْأَةَ الْأُخْرى}⁣(⁣٢) أَي البَعْثَة، وقرأَه أَبو عَمْرٍو بالمدّ، وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى: {ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ}⁣(⁣٣) القُراءُ مُجمعون⁣(⁣٤) على جَزْمِ الشِّين وقَصْرِها إِلَّا الحَسَنَ البَصْرِيَّ فإِنه مَدَّها في كلِّ القرآن، وقرأَ ابنُ كَثِير وأَبو عمرو: النَّشَاءَةَ مَمدوداً حيث وَقَعَتْ، وقرأَ عاصمٌ ونافعٌ وابنُ عامرٍ وحَمْزَةُ والكِسائيُّ النَّشْأَةَ بوزن النَّشْعَة حيث وقَعت.

  ونَشَأَ يَنْشَأُ: حَيِيَ، زَادَ شَمِرٌ: وارتَفَع. ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونَشَاءً: رَبَا وشَبَّ⁣(⁣٥) ونَشَأْتُ في بني فُلانٍ ومَنْشَئي فيهم، نَشْأً ونُشُوءاً: شَبَبْتُ فيهم ونَشَأَت السّحَابَةُ نَشْأً ونُشُوءاً: ارْتَفَعَتْ وبَدَتْ، وذلك في أَوَّل ما تَبْدَأُ، ومنه قولهم نَشَأَ غَمامُ النَّصْرِ وتَهَيَّأَ، وضَعُفَ أَمْرُ العَدُوِّ وتَرَهْيَأَ، وسيأْتي ونُشِّئَ وانْتُشِئَ⁣(⁣٦) كذا في النسخة وفي بعضٍ وأُنْشِئ بدل انْتُشِئ، وهو الصواب بِمعْنَى واحد وقَرَأَ الكُوفِيُّونَ غيرَ أَبي بَكْرٍ، ونسبه الفَرَّاءُ إِلى أَصحاب عبد الله أَوَمَنْ {يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ} مشدّدة من باب التفعيل، وقرأَ عاصمٌ وأَهلُ الحِجاز يَنْشَأُ من باب مَنَع أَي يُرَشَّح ويَنْبُت.

  والناشِئُ: فُوَيْقَ المُحْتَلِم، وقيل: هو الغُلامُ والجَارِيةُ وقد جَاوَزَا حَدَّ الصِّغَرِ، وكذلك الأُنْثى نَاشِئُ، بغير هاءٍ أَيضاً، وقال ابنُ الأَعرابيّ: الناشئُ: الغُلام الحَسَنُ الشَّبابِ وعن أَبي عمرٍو: غُلامٌ ناشِئٌ، وجاريةٌ ناشِئَةٌ. وعن أَبي الهيثم: الناشِئُ: حين نَشَأَ، أي بَلَغ قامَةَ الرجُلِ ج نَشْءٌ مثل صاحِب وصَحْب ويُحَرَّك نادِراً مثل طَالِبٍ وطَلَبٍ، قال نُصَيْبٌ في المؤَنَّثِ:

  وَلَوْ لَا أَنْ يُقَال صَبَا نُصَيْبٌ ... لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشْأُ الصِّغَارُ

  وفي الحديث «نَشَأٌ يَتَّخِذُونَ القُرآنَ مَزامِيرَ» يروى بفتح الشين جَمْع ناشِئ، كخادِم وخَدَم، يريد: جَمَاعَة أَحداثاً. وقال أَبو موسى: المَحفوظ بِسكون الشين، كأَنه تَسْمِيةٌ بالمصدر، وفي الحديث: ضُمُّوا نَوَاشِئَكُمْ في ثَوْرَةِ العِشَاءِ» أَي صِبْيَانَكم وأَحْدَاثَكم، قال ابنُ الأَثير: كذا رواه بعضُهم والمحفوظ: فَوَاشِيَكُمْ⁣(⁣٧)، بالفاءِ. وسيأْتي في المعتلّ، فقول شيخِنا إِن النَّواشِئَ عندي جَمْعٌ لِنَاشئٍ بمعنى الجارِية، لا كما أَطْلَقُوا، فيه نَظَرٌ، نَعَمْ تَبِعَ فيه صاحبَ الأَساس، فإِنه قال: مِن جَوَارٍ نَوَاشِئَ⁣(⁣٨) وقال الليث: النَّشْءُ: أَحْداثُ الناسِ يقال للواحد هو نَشْءُ سَوْءٍ والناشِئُ: الشابُّ، يقال: فَتًى ناشِئ قال: ولم أَسمع هذا النَّعْتَ في الجارِية، قال الفرَّاءُ: يقولون: هؤلاءِ نَشْءُ صِدْقٍ⁣(⁣٩) فإِذا طَرحوا الهمزةَ قالوا: هؤلاءِ نَشْوُ صِدْقٍ ورأَيت نَشَا صدقٍ ومررتُ بِنَشِي صِدْقٍ، وعن أَبي الهيثم يقال للشاب والشابّة إِذا بَلَغوا هم النَّشَأُ والناشِئُون، وأَنشد بيت نُصيب:

  لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغَارُ

  وقال بعده: فالنَّشَأُ قد ارتفَعْنَ عن حَدِّ الصِّبَا إِلى الإِدراك أَو قَرُبْنَ منه، نَشَأَتْ تَنْشَأُ نَشْأً، وأَنْشَأَها اللهُ تعالى إِنشاءً، قال: ونَاشِئ ونَشَأٌ: جَمَاعَةٌ، مثل خَادِمٍ وخَدَمٍ.

  والناشىُ: كُلُّ ما حَدَث باللَّيْل وَبَدَا⁣(⁣١٠) أَي ظهرَ، أَو مهموزاً بمعنى حَدَث، فيكون عَطْف تفسير ج ناشِئَةٌ قال شيخُنا، وهو غريبٌ، لأَنه لم يُعرَف جمع فاعلٍ على فاعلة أَوْ هي أَي الناشئة مَصدَرٌ جاءَ على فاعِلَة وهو بمعنى النَّشْوِ⁣(⁣١١)، وهو القِيَامُ مثل العافية بمعنى العَفْوِ والعَاقِبَة بمعنى العَقْبِ والخاتمة بمعنى الخَتْم، قاله أَبو منصور في ناشِئَة الليْلِ. أَو الناشِئَة: أَوَّلُ النَّهارِ والليلِ أَي أَوّل ساعاتهما، أَو هي أَوَّلُ ساعاتِ الليلِ فقط، أَو هي ما يَنْشَأُ في الليل


(١) رواية اللسان: «غدونا» في البيت المتقدم، وفيما أورده عن الجوهري وابن بري، وفي الصحاح «عدونا».

(٢) سورة النجم الآية ٢٧.

(٣) سورة العنكبوت الآية ٢٠.

(٤) اللسان: مجتمعون.

(٥) في نسخة من القاموس: رَبِيَ وشبّ.

(٦) في نسخة من القاموس واللسان: «نُشِّئَ وأُنْشِيءَ».

(٧) عن النهاية، وبالأصل «فواشئكم».

(٨) عن الأساس، وبالأصل «نواشٍ».

(٩) زيد في اللسان: ورأيت نشءَ صدقٍ ومررت بنشءِ صدق.

(١٠) في القاموس: بدأ.

(١١) في اللسان: النشء.