تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حشر]:

صفحة 276 - الجزء 6

  وقال ابنُ سِيدَه: امرأَةٌ حَاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها دِرْعَها. وكُلُّ مَكْشُوفَةِ الرَّأْسِ والذِّراعَين حَاسِرٌ. والجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ.

  قال أَبُو ذُؤَيْبٍ:

  وقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً ... فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْت تَحْتَ القَلائِدِ

  وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً، وهو مَجازٌ.

  وحَسَرَتِ الدَّابَّةُ، وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً وحُسُوراً، وأَحْسَرَهَا، وحَسَّرَهَا: أَتْعبَهَا. قَالَ:

  إِلَّا كمُعْرضٍ المُحَسِّر بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ

  أَرادَ إِلّا مُعْرِضاً، فَزَاد الكَافَ.

  ودَابَّة حاسِرٌ وحَاسِرَةٌ، كحَسِير.

  وأَحْسَرَ القَوْمُ: نَزَلَ بهم الحَسَرُ.

  وقال أَبو الهَيْثَم: حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً، إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى⁣(⁣١). وفي حَدِيثِ جَرِير: «لا يَحْسِرُ صاحبُها⁣(⁣٢) أَي لا يَتْعَبَ سَائِقُها⁣(⁣٣).

  وفي الحديث «حَسَرَ أَخِي فَرَساً له بعَيْنِ التَّمْر⁣(⁣٤) وهو مع خالِدِ بْنِ الولِيدِ.

  وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِلَيْه أَو خَفَاؤُه، يَحْسُرُهَا: أَكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ:

  يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه

  والمَحْسُورُ: الّذِي يُعْطِي كُلَّ مَا عِنْدَه حَتّى يَبْقَى لا شَيْءَ عِنْدَه، وهو مَجَازٌ. وبه فُسِّر قَولُه ø {وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً}⁣(⁣٥) وحَسَرُوه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عنده شَيْءٌ.

  وحَسَرَ البَحْرُ عن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسُرُ: نَضَب عَنْه حتَّى بَدَا ما تَحْت المَاءِ من الأَرض، وهو مَجاز.

  قال الأَزْهَريّ: ولا يُقَال انْحَسَر البَحْرُ. وقال ابن السِّكِّيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمَعْنىً واحدٍ. وفي حديث عَليٍّ ¥: «ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فإِنَّ ذلك سِيمَا المُسْلِمِين» أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لا شُرَفَ لَها.

  وفي التَّهْذِيب: فَلَاةٌ عارِيَةُ المَحَاسِرِ، إِذَا لَمْ يكُنْ فيها كِنٌّ من شَجَرٍ. ومحَاسِرُها: مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عن النَّبَات، وهو مَجَاز. وكَذَا قَوْلُهُمْ: حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّي، كما في الأَساس.

  [حشر]: الحَشْرُ: ما لَطُفَ منَ الآذانِ، وهو مجَازٌ.

  يقال: لِلْواحِدِ والاثْنَيْن والجمْعِ. وأخصرُ منه عِبَارةُ الجوْهرِيّ: لا يُثَنَّى ولا يُجْمع، قال: لأَنه مَصْدرٌ في الأَصْل مثْل قولهم: ماءٌ غَوْرٌ وماءٌ سكْبٌ. وقد قِيلَ أُذُنٌ حَشْرَةٌ، قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:

  لَها أُذُنٌ حشْرَةٌ مَشْرةٌ ... كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذَا ما صَفِرْ

  هكذا أَنشدهُ الجَوْهَرِي لَه، قال الصَّاغانِيُّ: وإِنَّمَا هو لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ، ولعلّه نَقَلَه من كِتَابٍ قال فِيهِ: قال النَّمَرِيُّ، فظَنَّه النَّمِرَ بْنَ تَوْلَب انْتَهى.

  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: ويُسْتَحَبُّ في البَعِير أَن يَكُونَ حَشْرَ الأُذُن، وكَذلك يُسْتَحَبُّ في النَّاقَةِ. قال ذُو الرُّمَّة:

  لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ ... وخَدٌّ كمِرْآة الغَرِيبَةِ أَسْجَحُ⁣(⁣٦)

  ومن المَجاز: الحشْرُ: مَا لَطُف مِن القُذَذِ.

  قال اللّيْث: الحَشْرُ من الآذانِ ومِن قُذَذِ رِيشِ السِّهَامِ: ما لَطُفَ، كأَنَّمَا بُرِيَ برْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَة.

  وقال ثعلب: دَقِيقَةُ الطَّرَفِ، سُمِّيت في الأَخِيرة بالمَصْدر؛ لأَنَّهَا حُشِرَتْ حَشْراً، أَي صُغِّرَت وأُلْطِفَتْ. وقال غيره: الحَشْرُ من القُذَذِ والآذانِ: المؤَلَّلَةُ الحدِيدَةُ، والجَمْعُ حُشُورٌ. قال أُميَّةُ بنُ أَبِي عائذٍ:


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: تبقى.

(٢) في اللسان: «صائحها» وفي النهاية: «صابحها» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان.

(٣) في النهاية: ساقيها، وفي اللسان فكالأصل.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بعين التمر. كذا بخطه، وفي اللسان: بعني النمر» وفي النهاي فكالأصل.

(٥) سورة الإسراء الآية ٢٩.

(٦) في التهذيب: «وذفرى أسيلة» وفي الأساس (غرب): ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوة لأنه لا ناصح لها في وجهها.