[حشر]:
  وقال ابنُ سِيدَه: امرأَةٌ حَاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها دِرْعَها. وكُلُّ مَكْشُوفَةِ الرَّأْسِ والذِّراعَين حَاسِرٌ. والجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ.
  قال أَبُو ذُؤَيْبٍ:
  وقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً ... فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْت تَحْتَ القَلائِدِ
  وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً، وهو مَجازٌ.
  وحَسَرَتِ الدَّابَّةُ، وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً وحُسُوراً، وأَحْسَرَهَا، وحَسَّرَهَا: أَتْعبَهَا. قَالَ:
  إِلَّا كمُعْرضٍ المُحَسِّر بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ
  أَرادَ إِلّا مُعْرِضاً، فَزَاد الكَافَ.
  ودَابَّة حاسِرٌ وحَاسِرَةٌ، كحَسِير.
  وأَحْسَرَ القَوْمُ: نَزَلَ بهم الحَسَرُ.
  وقال أَبو الهَيْثَم: حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً، إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى(١). وفي حَدِيثِ جَرِير: «لا يَحْسِرُ صاحبُها(٢) أَي لا يَتْعَبَ سَائِقُها(٣).
  وفي الحديث «حَسَرَ أَخِي فَرَساً له بعَيْنِ التَّمْر(٤) وهو مع خالِدِ بْنِ الولِيدِ.
  وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِلَيْه أَو خَفَاؤُه، يَحْسُرُهَا: أَكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ:
  يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه
  والمَحْسُورُ: الّذِي يُعْطِي كُلَّ مَا عِنْدَه حَتّى يَبْقَى لا شَيْءَ عِنْدَه، وهو مَجَازٌ. وبه فُسِّر قَولُه ø {وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً}(٥) وحَسَرُوه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عنده شَيْءٌ.
  وحَسَرَ البَحْرُ عن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسُرُ: نَضَب عَنْه حتَّى بَدَا ما تَحْت المَاءِ من الأَرض، وهو مَجاز.
  قال الأَزْهَريّ: ولا يُقَال انْحَسَر البَحْرُ. وقال ابن السِّكِّيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمَعْنىً واحدٍ. وفي حديث عَليٍّ ¥: «ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فإِنَّ ذلك سِيمَا المُسْلِمِين» أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لا شُرَفَ لَها.
  وفي التَّهْذِيب: فَلَاةٌ عارِيَةُ المَحَاسِرِ، إِذَا لَمْ يكُنْ فيها كِنٌّ من شَجَرٍ. ومحَاسِرُها: مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عن النَّبَات، وهو مَجَاز. وكَذَا قَوْلُهُمْ: حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّي، كما في الأَساس.
  [حشر]: الحَشْرُ: ما لَطُفَ منَ الآذانِ، وهو مجَازٌ.
  يقال: لِلْواحِدِ والاثْنَيْن والجمْعِ. وأخصرُ منه عِبَارةُ الجوْهرِيّ: لا يُثَنَّى ولا يُجْمع، قال: لأَنه مَصْدرٌ في الأَصْل مثْل قولهم: ماءٌ غَوْرٌ وماءٌ سكْبٌ. وقد قِيلَ أُذُنٌ حَشْرَةٌ، قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:
  لَها أُذُنٌ حشْرَةٌ مَشْرةٌ ... كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذَا ما صَفِرْ
  هكذا أَنشدهُ الجَوْهَرِي لَه، قال الصَّاغانِيُّ: وإِنَّمَا هو لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ، ولعلّه نَقَلَه من كِتَابٍ قال فِيهِ: قال النَّمَرِيُّ، فظَنَّه النَّمِرَ بْنَ تَوْلَب انْتَهى.
  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: ويُسْتَحَبُّ في البَعِير أَن يَكُونَ حَشْرَ الأُذُن، وكَذلك يُسْتَحَبُّ في النَّاقَةِ. قال ذُو الرُّمَّة:
  لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ ... وخَدٌّ كمِرْآة الغَرِيبَةِ أَسْجَحُ(٦)
  ومن المَجاز: الحشْرُ: مَا لَطُف مِن القُذَذِ.
  قال اللّيْث: الحَشْرُ من الآذانِ ومِن قُذَذِ رِيشِ السِّهَامِ: ما لَطُفَ، كأَنَّمَا بُرِيَ برْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَة.
  وقال ثعلب: دَقِيقَةُ الطَّرَفِ، سُمِّيت في الأَخِيرة بالمَصْدر؛ لأَنَّهَا حُشِرَتْ حَشْراً، أَي صُغِّرَت وأُلْطِفَتْ. وقال غيره: الحَشْرُ من القُذَذِ والآذانِ: المؤَلَّلَةُ الحدِيدَةُ، والجَمْعُ حُشُورٌ. قال أُميَّةُ بنُ أَبِي عائذٍ:
(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: تبقى.
(٢) في اللسان: «صائحها» وفي النهاية: «صابحها» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان.
(٣) في النهاية: ساقيها، وفي اللسان فكالأصل.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بعين التمر. كذا بخطه، وفي اللسان: بعني النمر» وفي النهاي فكالأصل.
(٥) سورة الإسراء الآية ٢٩.
(٦) في التهذيب: «وذفرى أسيلة» وفي الأساس (غرب): ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوة لأنه لا ناصح لها في وجهها.