تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خصر]:

صفحة 346 - الجزء 6

  [خصر]: الخَصْرُ وَسَطُ الإِنْسَانِ، وقيل: هو المُسْتَدِقُّ فوق الوَرِكَيْن، كما في المِصْباح.

  ومِنَ المَجَاز: الخَصْر: أَخْمَصُ القَدَمِ. ويقال هو تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه.

  ومِنَ المَجَاز: الخَصْر: طَرِيقٌ بَيْنَ أَعْلَى الرَّمْلِ وأَسْفَلِهِ خَاصَّةً⁣(⁣١). يقال: أَخَذُوا خَصْرَ الرَّمْلِ ومُخَصَّره، أَي أَسْفَله وما دَقَّ⁣(⁣٢) منه ولَطُفَ، كما في الأَساس. قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ:

  أَضَرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَةٍ ... فمَرٌّ فأَعْلَى حَوُزِهَا فَخُصُورُها

  وقال آخر:

  أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَعْنَه⁣(⁣٣)

  ومن المَجَاز: الحَضْر: مَا بَيْنَ أَصْلِ الفُوقِ من السَّهْم والرِّيشِ، عن أَبي حَنِيفَة. والخَصْر: مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعرابِ، وقال بَعْضُهم: هُو مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ نَظِيفٌ⁣(⁣٤) جَمْعُ الكُلِّ خُصُورٌ.

  والخَصَر، بالتَّحْرِيك: البَرْدُ يَجِدُه الإِنْسَانُ في أَطْرَافِهِ.

  وما أَحْسَنَ بَيْتِ التَّلْخِيص:

  لو اخْتَصَرْتُمْ من الإِحْسَان زُرْتُكُمُ ... والعَذْبُ يُهْجَر للإِفراطِ في الخَصَرِ

  قال شَيْخُنَا: وَوَقَع في التَّصْرِيح للشَّيْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ والصّاد المُهْمَلَتَيْن في قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:

  لَنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِه ... طَرِيفُ بْنُ مالٍ لَيْلَةَ الجُوعِ والحَصَر

  وهو غَلَط ظاهِرٌ والصَّواب «والخَصَر» بالخاءِ المُعْجَمَة، كما أَشَرْت إِليه في حَاشِيَة التَّوْضِيح.

  والخَصِرِ ككَتِفٍ: البارِدُ من كُلِّ شَيْءٍ. وقال أَبُو عُبَيْد: الخَصِر: الَّذِي يَجِد البَرْدَ، فإِذا كَانَ مَعَه الجُوعُ فهو الخَرِص. وخَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا آلَمَه البَرْدُ في أَطْرَافِه. يُقال: خَصِرَت يَدِي وخَصِرَتْ أَنامِلي: تَأَلَّمَتْ من البَرْد، وأَخْصَرها القُرُّ: آلَمَهَا البَرْدُ. ويومٌ خَصِرٌ: أَلِيمُ البَرْدِ. وخَصِرَ يَوْمُنَا: اشتَدَّ بَرْدُه. قال الشاعر:

  رُبَّ خَالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْته ... سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخَصِرْ

  ومَاءٌ خَصِرٌ: باردٌ.

  والمُخَصَّر، كمُعَظَّم: الرَّجُلُ الدَّقِيقُ الخَصْرِ الضَّامِرُهُ، أَو ضامِرُ الخَاصِرَةِ.

  والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ، وهما خَاصِرَتَان، وقيل: الخَصْرَانِ والخاصِرَتانِ: ما بَيْنَ الحَرْقَفَة والقُصَيْرَى، وهو ما قَلَص عنه القَصَرَتَانِ وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وما فَوْق الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقِيقَةِ الطِّفْطِفَة، هكَذا في المُحْكَم وغَيْرِه. فإِذا عَرَفْت ذلِك فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدَابِيّ: إِنّ الخَصْر والخَاصِرة مُترادِفَانِ، أَي بِهذا المَعنَى، كما عَرَفْت، هو كلام مُوَافِقٌ لِكَلَام أَئِمَّة اللُّغَة. فقَوْلُ شَيْخِنا إِنّه لا يُعْرَف ولا يُعْتَدُّ به مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.

  ومَخاصِرُ الطَّرِيقِ: أَقْربُها. ويقال لها: المُخْتَصَرَات أَيضاً.

  والمِخْصَرَة كمِكْنَسةٍ، كالسَّوْطِ، وقيل: هو مَا يَأْخُذُه الرَّجلُ بِيَدِهِ، يَتَوكَّأُ عَلَيْه، كالعَصَا ونَحْوِه.

  ويقال: نَكَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَة، هُو ما يَأْخُذُه المَلِكُ يُشِيرُ بِهِ إِذَا خَاطَبَ ويَصِل به كَلَامَه، وكذلك الخَطِيبُ إِذَا خَطَب.

  والمِخْصرَة: كانَت من شِعَارِ المُلُوكِ، والجَمْعُ المَخَاصِرُ، قال:

  يَكادُ يُزِيلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ ... إِذَا وَصَلُوا إِيْمَاءهم بالمَخَاصِر⁣(⁣٥)

  وفي الحَدِيثِ: «أَنَّ النَّبيَّ خَرَجَ إِلى البَقِيعِ وبِيَدِه


(١) يعني في الرمال خاصة.

(٢) في الأساس: مارقّ، ولم ترد فيه هنا لقطة: ولطف.

(٣) عجزه في الأساس - ونسبه لزهير: على كل قينيٍّ قشيبٍ ومُفأَمِ

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: نظيف، كذا بخطه، وعبارة ابن منظور: لطيف» مثله في التهذيب.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إيماءهم، كذا بخطه، والذي في اللسان «أيمانهم».