تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زنخر]:

صفحة 477 - الجزء 6

  استِحالَة شَيْءٍ من الكِبْرِيت إِلى مَعْدَنِ الزِّئبق، وأَما المَصْنُوع فأَنواعٌ، وليس هذا مَحَلّه.

  وأَبو عَبْد الله مُحَمَّد بنُ عُبَيْد الله بن أَحمدَ البَغْدَادِيّ الزُّنْجُفْرِيّ، نُسِبَ إِلى عَمَلِه: شاعرٌ حَسَنُ القَوْلِ، مات سنة ٣٤٢.

  [زنخر]: زَنْخَرَ بِمِنْخَرهِ: نَفَخَ فِيهِ، قيل: النُّون زَائِدَةٌ، وأَصْلُه زَخَرَ الشيْءَ، إِذا مَلأَه.

  [زنقر]: الزِّنقِيرُ، بالكَسْرِ، أَهملَه الجوهريّ. وقال ابن دُرَيْد: هو قُلَامَةُ الظُّفُر، وهو القِطْعة منها، وهو دَخِيل، صَرَّح به الأَزْهَرِيّ.

  والزِّنقِير: القِشْرَة على النَّواةِ. ويقال من ذلك: ما رَزَّأْتُه زِنْقِيراً، أَي شَيْئاً. وقيل: الزِّنْقِير: النَّقْرُ على الأَسنانِ، نقله الصَّاغانِيّ.

  [زَنْهَرَ]: زَنْهَرَ إِلَيَّ بعَيْنِه. اشْتَدَّ نَظَرُه وأَخْرَجَ عَينه، وهو مُزَنْهِر ومُزَنِّرِ ومُبَنْدِقٌ ومُحَلِّق⁣(⁣١)، بمَعْنًى واحد، نقلَه الأَزهَرِيّ عن النَّوادِر.

  [زور]: الزَّوْرُ، بالفَتْح: الصَّدْر، وبه فُسِّر قَوْل كَعْب بْنِ زُهَيْر:

  في خَلْقِهَا عن بَنَاتِ الزَّوْرِ تَفْضِيلُ⁣(⁣٢)

  وبَنَاتُه: ما حَوالَيْه من الأَضْلاع وغَيْرِها. وقيل: وَسَطُ الصَّدْرِ أَو أَعْلاه. وهو ما ارْتَفَع مِنْه إِلى الكَتفَيْن، أَو هو مُلْتَقَى أَطْرَافِ عِظَامِ الصَّدْرِ حيثُ اجْتَمَعَت، وقيل: هو جَماعةُ الصَّدْر من الخُفِّ، والجمْع أَزوارٌ. ويُستَحَبُّ في الفَرَس أَن يَكون في زَوْرِه ضِيقٌ، وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ، كما قال عبدُ الله بن سُلَيْمَة⁣(⁣٣):

  ولقَدْ غَدَوْتُ علَى القَنِيص بشَيْظَمٍ ... كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوسِ

  مُتَقَارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَيْقٍ زَوْرُه ... رَحْبِ اللَّبَانِ شَدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ

  أَراد بالضَّرِيس الفَقَارَ.

  قال الجَوْهَرِيّ، وقد فَرَّقَ بين الزَّوْرِ واللَّبَانِ كما تَرَى.

  والزَّوْرُ: الزّائِرُ، وهو الذي يَزُورُك. يقال: رَجلٌ زَوْرٌ، وفي الحديث: «إِنَّ لزَوْرِكَ عليك حَقًّا» وهو في الأَصل مَصْدرٌ وُضِعَ مَوْضعَ الاسْمِ، كصَوْمٍ ونَوْمٍ، بمَعْنَى صَائِمٍ ونَائِمٍ.

  والزَّوْر: الزَّائِرُون، اسمٌ للجَمْع، وقيل: جَمْعُ زائرٍ.

  رجلٌ زَوْر، وامرأَة زَوْرٌ، ونِسَاءٌ زَوْرٌ. يكون للواحِد والجَمِيع والمُذَكَّر والمُؤَنَّث بلَفْظٍ واحِدٍ، لأَنه مَصْدر، قال:

  حُبَّ بالزَّوْر الذي لا يُرَى ... منه إِلا صَفْحَةٌ عن لِمَامْ

  وقال في نِسْوة زَوْرٍ:

  ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ ... كما تَهَادَى الفَتيَاتُ الزَّوْرُ

  كالزُّوَّارِ والزُّوَّر، كرُجَّاز ورُكَّع. وقال الجوهريّ: ونِسْوةٌ زَوْرٌ وزُوَّرٌ، مثل نُوَّمٍ⁣(⁣٤) ونُوَّحٍ: زَائِرات.

  والزَّوْرُ: عَسِيبُ النَّحْلِ، هكَذا بالحَاءِ المُهْمَلَة في غالب النُّسخ، والصواب بالمُعْجَمَة⁣(⁣٥). وهكذا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ وقال: هو بِلُغة أَهْل اليَمَن.

  والزَّوْرُ: العَقْلُ. ويُضَمّ، وقد كَرَّرَه مَرَّتَيْن، فإِنه قَالَ بَعْدَ هذا بأَسطُر: والرَّأيُ والعَقْل: وسَيَأتي هُناك.

  والزَّوْر: مَصْدر زَارَ هـ يَزُورُه زَوْراً، أَي لَقِيَه بزَوْرِه، أَو قَصَدَ زَوْرَه أَي وِجْهَته، كما في البَصائر، كالزِّيَارَة، بالكَسْر والزُّوَارِ، بالضَّمّ، والمَزَارِ، بالفَتْح، مصدر مِيمِيّ، وقد سَقَط من بعض النُّسَخ.

  والزَّوْرُ للقَوْم: السَّيِّد والرَّئيسُ كالزَّوِيرِ، كأَمِير، والزُّوَيْرِ، كزُبَيْر. يقال هذا زُوَيْرُ القَوْمِ، أَي رَئِيسُهم وزَعِيمُهم.

  وقال ابْنُ الأَعرابيّ: الزُّوَيْر: صاحِبُ أَمرِ القَوْمِ، وأَنشد:


(١) انظر عبارته في مادة زنر.

(٢) ديوانه وصدره فيه:

ضخم مقلَّدُها فعْمٌ مقيَّدُها

(٣) هو من شعراء المفضليات، وقيل فيه: ابن سَلِمَة، وقيل: ابن سليم.

(٤) الأصل والصحاح، وفي اللسان: نَوْح.

(٥) كما وردت في التكملة واللسان.