تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صمر]:

صفحة 105 - الجزء 7

  * ومما يستدرك عليه:

  المُصَقِّرُ، كمُحَدِّثٍ: الصّائِدُ بالصُّقُورِ، يقال: خَرَجَ المُصَقِّرُ بالصُّقُورِ.

  ويقال: جاءَنَا بصَقْرَةٍ تَزْوِي الوَجْهَ، كما يقال: بصَرْبَةٍ، حكاهما الكسائِيّ.

  وما مَصَلَ من اللَّبَنِ فامّازَتْ خُثَارَتُه، وصَفَتْ صَفْوَتُه، فإِذا حَمِضَتْ كانت صِبَاغاً طَيِّباً، فهو صَقْرَةٌ.

  والمُصْقَئِرٌّ من اللَّبَن: الحَامِضُ المُمْتَنِعُ.

  والصّاقِرِيَّةُ من قُرَى مِصر، منها أَبو مُحَمَّدٍ المُهَلَّب بن أَحمد بنِ مَرْزُوقٍ المِصْرِيّ، ذو الفُنُون، صَحِبَ أَبا يَعْقُوب النَّهْرَجُورِيّ.

  وصَقَّرَ التَّمْرَ: صَبَّ عليه الصَّقْر.

  والمُصَقَّر من الرُّطَبِ: المُصَلِّبُ يُصَبُّ عَلَيْه الدِّبْسُ ليَلِينَ، وربما جاءَ بالسين⁣(⁣١).

  وقال أَبو حَنِيفَة⁣(⁣٢): وربما أَخَذُوا الرُّطَبَ الجَيِّدَ مَلْقوطاً من العِذْق، فجَعَلُوه في بَسَاتِيقَ، وصَبُّوا عليه من ذلك الصَّقْرِ، فيُقَال له: رُطَبٌ مُصَقَّر، ويَبْقَى⁣(⁣٣) رُطَباً طُولَ السنة⁣(⁣٣).

  وقال الأَصمعيّ: التَّصْقِيرُ: أَنْ يُصَبَّ على الرُّطَب الدِّبْسُ، فيقال: رُطَبٌ مُصَقَّرٌ.

  وماءٌ مُصَقَّرٌ: مُتَغَيِّر.

  ويَومٌ مُصْمَقِرٌّ: شَدِيدُ الحَرّ: والميمات زائدة.

  وإِذَا كان لونُ الطائِرِ مخْتَلِطاً خُضْرَتُه أَو سَوادُه بحُمْرَة أَو صُفْرَة، فتلْك الصَّقْر، شُبِّه بالصّقْرِ، وهو الدِّبْسُ، والطّائر مُصَقِّرٌ، كذا في كتاب غريبِ الحَمَام للحُسَيْنِ بنِ عبدِ الله الكاتِب الأَصْبهانِيّ.

  [صقعر]: الصُّقْعُرُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وهو بالضّمّ: الماءُ البارِدُ، وقال اللَّيْثُ: هو الماءُ المُرُّ الغَليظُ، وقال غيره: هو الماءُ الآجِنُ الغَلِيظُ. والصَّقْعَرَةُ: أَن تَصِيحَ في أُذُنِ آخَرَ، يقال: فُلانُ يُصَقْعِرُ في أُذُنِ فلان.

  واصْقَعَرَّ الجَرَادُ: أَصابَتْه الشَّمْسُ فذَهَبَ.

  والصِّنْقَعْرُ، كجِرْدَحْلٍ: الأَقِطُ، والفِدْرَةُ من الصَّمْغِ، نقله الصاغانيّ.

  [صلر]: الصِّلَّوْرُ، كسِنَّوْر، أَهمله الجَوْهَرِيّ وقال ابنُ شُمَيْل: هو الجِرِّيّ، بكسر الجيم وتشديد الراءِ المكسورة، فارِسِيَّتُه المارْماهي وهو السَّمكُ الذي يكونُ على هَيْئَةِ الحَيّاتِ، ومنه حديثُ عَمّارٍ ¥: «لا تَأْكُلُوا الصِّلَّوْرَ ولا الأَنْقَلْيَس».

  [صمر]: صَمَرَ يَصْمُرُ صَمْراً، بالفَتْحِ، وصُمُوراً، بالضَّمّ: بَخِلَ ومَنَعَ، قاله ابنُ سِيدَه، وأَنشد:

  فإِنّي رَأَيْتُ الصّامِرينَ مَتَاعَهُم ... يَمُوتُ ويَفْنَى فَارْضَخِي مِنْ وِعَائِيَا

  أَراد: يَمُوتُونَ ويَفْنَى مالُهم. كأَصْمَرَ، وصَمَّرَ تَصْمِيراً.

  وصَمَرَ المَاءُ يَصْمُرُ صُمُوراً، إِذا جَرَى من حَدُورٍ⁣(⁣٤) في مُسْتَوىً، فَسَكَنَ وهو جارٍ. وذلك المكانُ يُسَمَّى صِمْرَ الوَادِي.

  والصِّمْرُ بالكَسْر: مُسْتَقَرُّه، أَي الماءِ.

  والصُّمْر، بالضَّمّ: الصُّبْرُ، على البَدَل.

  وقد أَدْهَقْتُ الكَأْسَ إِلى أَصْمَارِهَا وأَصْبَارِهَا، أَي إِلى أَعالِيهَا، وَاحدُهَا صُمْرٌ وصُبْرٌ، وكذا أَخَذَ الشَّيْءَ بأَصْمَارِه، أَي بأَصْبارِه، وقيل: هو على البَدَلِ.

  والصَّمْرُ، بالفَتْح: النَّتْنُ، هكذا في النُّسخ، ومثله في التكملة، وضَبَطَه في اللِّسَان، والأَساس بالتّحْرِيكِ⁣(⁣٥)، وفي حديثِ عليّ: «أَنّه أَعْطَى أَبا رَافعٍ حَتِيّاً وعُكَّةَ سَمْنٍ، وقال: ادْفَعْ هذا إِلى أَسْمَاءَ بنتِ عُمَيْس - وكانَت تَحْتَ أَخيه جَعْفَرٍ - لتَدْهُن به بَنِي أَخيهِ من صَمَرِ البَحْرِ - يعني نَتْنَ رِيحِه - وتُطْعِمَهُمْ من الحَتِيِّ⁣(⁣٦)» أَمّا صَمَرُ البحرِ، فهو نَتْنُ


(١) بعدها في اللسان: لأنهم كثيراً ما يقلبون الصاد سيناً إذا كان في الكلمة قاف أو طاء أو عين أو خاء مثل الصدع والصماخ والصراط والبصاق.

(٢) كذا، والعبارة في التهذيب من كلام لأبي منصور.

(٣) في التهذيب: ويبقى رطباً طيباً لمن أراده من أرباب النخيل.

(٤) هكذا ضبطت في القاموس والتهذيب، وفي اللسان بالضم.

(٥) وكذلك في التهذيب والصحاح.

(٦) عن التهذيب، وبالأصل «وتطعمهن من الحق».