تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قعصر]:

صفحة 410 - الجزء 7

  شَبَّه الدَّهْرَ بالجَمَلِ الشَّدِيد.

  وعِزُّ قَعْسَرِيّ: قديمٌ.

  [قعصر]: اقْعَنْصَرَ، قال الأَزهريّ: يقال: ضَرَبَهُ حَتَّى اقْعَنْصَرَ، أَي تَقَاصَر إِلى الأَرْض، وهو مُقْعَنْصِرٌ، قُدِّمَ العَيْنُ على النُّون حَتَّى يَحْسُنَ إِخفاؤُهَا، فإِنَّهَا لو كانت بجَنْبِ القاف ظَهَرَت.

  وهكذا يَفْعَلُون في افْعَنْلَل، يَقْلِبُون البِنَاءَ حتَّى لا يكون النُّونُ قَبْلَ الحُروف الحَلْقِيَّة، وإِنّمَا أُدْخلَتْ هذه في حَدِّ الرُّباعِيّ في قَوْلِ مَنْ يَقُول: البنَاءُ رُبَاعِيٌّ، والنُّونُ زائدةٌ.

  [قعطر]: قَعْطَرَهُ، أَهمله الجوهَرِيّ، وقال أَبو عَمْرٍو: قَعْطَرَه وقَعْطَلَه: صَرَعه.

  وقَعْطَرَهُ: أَوْثَقَه، قال الأَزهريّ: وكُلُّ شيْءٍ أَوْثَقْتَه فقد قَعْطَرْتَه. والقَعْطَرَةُ: شِدّةُ الوَثَاق.

  وقَعْطَرَهُ: مَلأَهُ، يُقَال قَعْطَرْتُ القِرْبَةَ، إِذا ملأْتَهَا.

  واقْعَطَرَّ الرجلُ اقْعِطْرَاراً: انْقَطَع نَفَسُه مِنْ بُهْرٍ، مِثْلُ اقْطَعَرَّ اقْطِعْراراً، وقد تقدّم.

  [قفر]: القَفْرُ، والقَفْرَةُ: الخَلاءُ من الأَرْضِ لا ماءَ به ولا نَبَاتَ. يقال: أَرْضٌ قَفْرٌ، ومَفَازَةٌ قَفْرٌ، وقَفْرَةٌ: لا نَبات بها ولا ماءَ، كالمِقْفار، بالكَسْر. ويُقَال: دارٌ قَفْرٌ، ومَنْزِلٌ قَفْزٌ، فإِذا أَفْرَدْتَ قُلْتَ: انْتَهَيْنَا إِلى قَفْرَةٍ من الأَرْضِ. وقال اللَّيْث: القَفْرُ: المَكَانُ الخَلَاءُ من النَّاسِ، ورُبَّمَا كان بِه كَلٌأ قَلِيلٌ، ج قِفَارٌ وقُفُورٌ، قال الشَّمّاخ:

  يَخُوضُ أَمَامَهُنَّ الماءَ حَتَّى ... تَبَيَّنَ أَنَّ ساحَتَه قُفُورُ

  ويُقَال: أَرْضٌ قَفْرٌ، ودارٌ قَفْرٌ، وأَرْضٌ قِفَارٌ، ودارٌ قِفَارٌ: تُجْمَع على سعَتهَا لِتَوَهُّمِ المَواضع، كلُّ مَوضع على حِيالِه قَفْر، فإِذا سَمَيْتَ أَرْضاً بهذا الاسْم أَنَّثْتَ.

  وأَقْفَرَ المَكَانُ: خَلَا من الكَلإِ والناسِ. ومن المَجَازِ: أَقْفَرَ الرَّجُلُ: خَلَا من أَهْلِهِ وانْفَرَد عنهم، وبَقِيَ وَحْدَه، وقال عَبِيدٌ:

  أَقْفرَ مِنْ أَهْلِه عَبِيدُ ... فاليَوْمَ لا يُبْدِي ولا يُعيدُ

  ومن المَجاز: أَقْفَرَ الرَّجُلُ: ذَهَب طَعامه وجَاعَ.

  وقَفِرَ مالُه، كفَرِحَ، قَفَراً، وكذلك زَمِرَ مالُه زَمَراً، إِذا قَلَّ، وهو قَفِرُ المَالِ زَمِرُه؛ عن أَبي زَيْد.

  وقَفِرَ الطَّعَامُ قَفَراً: صارَ قَفَاراً، أَي بِلا أُدْمٍ.

  ومن المَجاز: القَفِرُ ككَتف: القَلِيلُ القَفَرِ مُحَرَّكَةً، أَي الشَّعَرِ، هكذا فَسَّرَه ابنُ دُرَيْد، وأَنشد:

  قد عَلِمَتْ خَوْدٌ بساقَيْهَا القَفَرْ ... لَتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ⁣(⁣١)

  قال الأَزهريّ: الذي عَرَفْنَاه بهذا المَعْنَى الغَفَر بالغَيْن، ولا أَعرِفُ القَفَر. قلتُ: وقد ذكره الجوهَرِيّ بالغَيْن. وقال الصاغَانيّ: وهذا الرّجَزُ لأَبي مُحَمَّد الفَقْعَسِيّ، وفي رَجزه «السُّجُل» وبعده:

  أَو لأَرُوحَنْ أُصُلاً لا أَشْتَمِلْ

  والمَشْطُور الأَوّل ليس فيه.

  وفي المُحْكَم: رَجُلٌ قَفِرُ الشَّعرِ واللَّحْمِ: قَلِيلُهما، والأُنثَى قَفِرَةٌ وقَفْرَةٌ، وكذلِك الدّابّة. تقول منه: قَفِرَتِ المَرْأَةُ، أَي قَلِيلَةُ اللَّحْم. وقال أَبو عُبَيْد: القَفِرَة من النّسَاءِ: القَلِيلَةُ اللَّحْمِ.

  والقَفِرُ، ككَتِف: الذِّئْبُ المَنْسُوب إِلى القَفْرِ، كرَجُلٍ نَهِرٍ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  فَلَئِنْ غَادَرْتُهُم في وَرْطَةٍ ... لأَصِيرَنْ نُهْزَةَ الذِّئبِ القَفرْ

  ومن المَجَازِ: سَوِيقٌ قَفَارٌ، كسَحَاب: غيرُ مَلْتُوت، بإِدامٍ.

  ومن المَجَازِ: خُبْزٌ قَفْرٌ وقَفَارٌ: غيرُ مَأْدُومٍ، يُقَال:

  أَكلتُ اليومَ خُبْزاً قَفَاراً، وطَعَاماً قَفَاراً، إِذا أَكَلَه غَيْرَ مَأْدُومٍ.

  قال أَبو زَيْد: مأْخُوذٌ من القَفْرِ: البَلَد الذي لا شَيْءَ به؛ هكذا نَقَلَه أَبو عُبَيْد.

  والتَّقْفِيرُ: جَمْعُكَ الشيءَ نحوَ التُّراب وغَيْره.

  والقَفِيرُ، كأَمِير: الزَّبِيلُ، قال ابنُ دُرَيْد: لغةٌ يَمَانِيَةٌ⁣(⁣٢).

  والقَفِير: الطَّعَامُ إِذا كان غيرَ مأْدُوم.


(١) في التكملة: «السُّجَر» بالسين.

(٢) الجمهرة ٢/ ٤٠٠.