تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هذكر]:

صفحة 617 - الجزء 7

  * وممّا يُستدرك عليه:

  الهَيْذَرَةُ: الْمَرْأَةُ الكثيرَةُ الكَلامِ، وفي حديث سَلْمَان: «مَلْغَاةُ أَوّلِ اللَّيْلِ مَهْذَرَةٌ لآخِرِه»، وهو من الهَذْر بمعنى السُّكون، قاله ابن الأَثير.

  وتَهْذِير المالِ: تفرِيقُه وتَبْذيره، قاله الخطّابيّ.

  [هذخر]: الهَذْخَرَةُ، على فَعْلَلَة، أَهمله الجوهريّ.

  وقال الأَزهريّ: الهَذْخَرَة والتَّهَذْخُرُ: تَبَخْتُرُ المَرْأَةِ، وقال: أُهمِلت الهاءُ من الخَاءِ في الربّاعيّ فلم أَجِد فيه شَيْئاً غَيْرَ حرْفٍ وَاحدٍ وهو التَّهَذْخُر، أَنشد بعضُ اللّغويّين، وقال الصّاغَاني: هو الحَرّانيُّ:

  لِكُلِّ مَوْلىً طَيْلَسَانٌ أَخْضَرُ ... وكامَخٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ

  وطَفْلَةٌ في بَيْتِه تَهَذْخَرُ

  ويروى: تُهَذْخِرُ⁣(⁣١) أَي تَتَبَخْتَرُ، ويقال: تَقومُ بأَمْرِ بيَتْه.

  [هذكر]: التَّهَذْكُر، بالذَّال المُعْجَمَة، أَهمله الجَوْهَريّ والصّاغانيّ وابنُ مَنْظُور، والتَّهَذْكُرُ في المَشْي، كالتَّهَدْكُر، بالمهمَلَة، ويقال: تَهَذْكَرْتُ، أَي ابْتَهجْتُ وسُرِرْتُ، وتَهَذْكَرَتْ: تَرَجْرَجتْ.

  [هرر]: هَرَّهُ يَهُرُّه، بالضمّ، ويَهرُّه، بالكَسْر، هَرًّا وهَرِيراً: كَرِهَهُ، قال المُفضّل بنُ المُهَلَّب بن أَبي صُفْرَة:

  ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى ... فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بكَسُوبِ

  وقال الجوهريّ: الهِرُّ: الاسمُ من قَولك: هَرَرْتُه أَهُرُّه هَرّاً.

  وهَرَّ الكَلْبُ إِلَيْهِ يَهِرُّ، بالكَسْر، هَريراً وهِرَّةً، وهو، أَي هَرِيرُ الكَلْبِ: صَوْتُه، وهو دُونَ نُبَاحِه، من قِلَّة صَبْرِه على البَرْد. قال القُطَامِيّ يَصف شِدّة البَرْدِ:

  أَرَى الحَقَّ لا يَعْيَا عَلَيَّ سَبِيلُه ... إِذا ضافَنِي لَيْلاً مع القُرِّ ضائِفُ

  إذا كَبَّدَ النَّجمُ السماءَ بشَتْوَة ... على حِينَ هَرَّ الكَلْبُ والثَّلْجُ خاشِفُ⁣(⁣٢)

  قال ابن سيدَه: وبالهَرير شُبِّهَ نَظرُ بعضِ الكُمَاةِ إِلى بعض في الحَرْب، وفي الحَديث: «أَنّ الكَلْبَ يَهِرّ من وَرَاءِ أَهْله»، يعني أَنّ الشجاعَة غَريزةٌ في الإِنسان فهو يَلْقَى الحُرُوبَ ويُقَاتِل طَبْعاً وحَمِيَّةً لا حِسْبَةً، فضرب الكَلبَ مثلاً إِذ كان من طَبْعه أَن يهِرَّ دون أَهلِه ويَذُبَّ عنهم. يقال: هَرَّ الكَلبُ يَهِرُّ هَرِيراً فهو هَارُّ وهَرَّارٌ، إِذا نَبَحَ وكَشَرَ عن أَنْيَابه، وفي حديث شُرَيْح: لا أَعْقِلُ الكَلْبَ الهَرَّارَ»، أَي إِذا قَتَلَ الرجُلُ كلْبَ آخَرَ لا أُوجِب عليه شَيئاً إِذا كان نَبّاحاً، لأَنّه يُؤذِي بنُباحِه. وهَرَّهُ البَرْدُ يَهِرُّه هَرّاً: صَوَّتَهُ، كأَهَرَّهُ إِهْرَاراً، وهَرَّت القَوْسُ هَرِيراً: صوَّتَتْ، عن أَبي حَنيفة وأَنشد:

  مُطِلٌّ بمُنْحَاةٍ لها في شِمَالِه ... هَريرٌ إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ⁣(⁣٣)

  ومن المجاز: هرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَي والشَّوْكُ هَرّاً: يَبِسَ فاجْتَنَبتْه⁣(⁣٤) الرّاعِيَةُ، كأَنّه يَهِرّ في وُجُوهِها، قاله الزّمخشريّ، وقيل: هَرَّ، إِذا اشتَدّ يُبْسُه وتَنَفَّشَ فصارَ كأَظفارِ الهِرّ وأَنْيابِه، قال:

  رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيّانَ حَتَّى ... إِذا مَا هَرَّ وامْتنَعَ المَذَاقَا

  وهَرَّ يَهُرُّ هَرّاً: أَكلَ هَرُورَ العِنَب، وهو ما تَناثَرَ من حَبِّه، كما سيأْتي قريباً. وهَرَّ بسَلْحِه وهَكَّ به: رَمَى به، عن ابن الأَعْرَابيّ.

  وهَرَّ يَهَرُّ، بالفتح، إِذا ساءَ خُلُقُه، عن ابن الأَعرابيّ.

  والهِرُّ، بالكَسْر: السِّنَّوْرُ، ج: هِرَرَةٌ كقِردةٍ وقِرْد، وهي هِرَّةٌ، ج: هِرَرٌ كقِرَبٍ وقِرْبَة، وقد جاءَ ذِكرُهَا في حَديث الإِفك: «حتَّى هَجَرتْنِي الهرَّة» راجع حَياة الحَيَوانِ للدَّمِيريّ.

  والهِرُّ: سَوْقُ الغَنَم، والبِرُّ: دُعَاؤُهَا، قاله يُونُس، وبه


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ويروى تهذخر، أَي بضم التاء وكسر الخاء كما هو مضبوطاً في التكملة، والرواية الأولى بفتحهما».

(٢) قوله ضائف من الضيف. وقوله النجم يريد به الثريا. وكبّد: صار في وسط السماء عند شدة البرد. وخاشف: تسمع له خشفة عند المشي وذلك من شدة البرد.

(٣) عن اللسان وبالأصل «بمنجاة».

(٤) عن الأساس وبالأصل «فاجتنته».