تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ببس]:

صفحة 197 - الجزء 8

  الشِّدَّةُ، ومنه قولُه سبحانَه وتَعَالَى: {فَلا} تَبْتَئِسْ {بِما كانُوا يَفْعَلُونَ}⁣(⁣١) أَي فلا يَشْتَدّ عليكَ أَمرُهم، فهذا أَصْلُه؛ لأَنَّه لا يُقَال: ابْتَأَسَ بمَعْنَى كَرِهَ، وقال الزَّجّاجُ: المُبْتَئِسُ: المِسْكِينُ الحَزِينُ، ومنه الآيةُ، أَي لا تَحْزَنْ ولا تَسْتَكِنْ⁣(⁣٢).

  وقال أَبو زَيْدٍ: اسْتَبْأَسَ الرَّجُلُ: إِذا بَلَغَه شيءٌ يَكْرَهُه.

  والتَّبَاؤُسُ، بالمَدِّ، ويجوزُ، التَّبَؤُّسُ، بالقَصْرِ والتّشْدِيدِ، وهو التَّفاقُرُ عنْدَ النّاسِ، وهو أَنْ يُرِيَ تَخَشُّعَ الفُقَرَاءِ إِخْباتاً وتَضَرُّعاً. وقد نُهِيَ عنه، ومنه الحَدِيثُ: «كان يَكْرَهُ البُؤْسَ والتَّبَاؤُسَ»، يعني عِندَ النّاسِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  البَأْساءُ: اسمٌ للحَرْبِ والمَشَقَّةِ والضَّرْبِ، قاله اللَّيْثُ.

  والبَأْسُ: الخَوْفُ.

  والمَبْأَسَةُ كالبُؤْسِ، قال بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ:

  فأَصْبَحُوا بعد نُعْماهُمْ بمَبْأَسَةٍ ... والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْيَاناً فَيَنْصَرِفُ

  والبَأْساءُ: الجُوعُ، قاله الزَّجّاجُ.

  وأَبْأَسَ الرَّجُلُ: حَلَّتْ به البَأْساءُ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  والبائِسُ: المُبْتَلَى، وجمعُه بُوسٌ بالضّمِّ، قال تَأَبَّطَ شَرّاً:

  قدْ ضِقْتُ مِن حُبِّها ما لَا يُضَيِّقُنِي ... حَتَّى عُدِدْتُ من البُوسِ المَسَاكِين

  والبائِسُ أَيضاً: النازِلُ به بَلِيَّةٌ أَو عُدْمٌ يُرْحَمُ لمَا بِه، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والبَؤُوسُ، كصَبُورٍ: الظّاهِرُ البُؤْسِ.

  وعَذَابٌ بَيْئِسٌ⁣(⁣٣)، كسَيِّدٍ: شَدِيدٌ، هَمْزَتُه مُنْقَلِبَة.

  والإِباس، كالصفار: الدَّوَاهِي.

  وقالَ الصّاغَانِيُّ: ابْتَئِسْ هذا الأَمْرَ، أَي اغْتَنِمْهِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

  [ببس]: البَابُوسُ، بباءَيْنِ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ، قالَه الصّاغانيُّ، وهكذا سَقَطَ من سائِرِ نُسَخِ الصّحاحِ التي رَأَيْنَاها؛ قال شَيْخُنَا: وقد أُلْحِقَتْ في بعضِ نُسَخِهَا المُعْتَمَدَةِ، وهي ثابِتَةٌ في نُسْخَتنَا، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: هو وَلَدُ النّاقَةِ، وفي المُحْكَم: الحُوَارُ، قال ابنُ أَحْمَرَ:

  حَنَّتْ قَلُوصِي إِلى بَابُوسِهَا طَرَباً ... فَمَا حَنِينُكِ أَمْ ما أَنْتِ والذِّكَرُ⁣(⁣٤)

  وقد يُسْتَعْمَلُ في الإِنْسَانِ. وفي التَّهْذِيب: البابُوسُ: الصَّبِيُّ الرَّضِيعُ في مَهْدِه، وفي حديثِ جُرَيْج الرّاهِبِ⁣(⁣٥) حِينَ اسْتَنْطَقَ الصَّبِيَّ في مَهْدِه: «مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ، وقالَ له: يا بَابُوسُ من أَبُوكَ؟ فقال: فلانٌ الرّاعِي». فقَالَ: فلا أَدْرِي أَهُوَ في الإِنْسَانِ أَصْلٌ أَم اسْتِعَارَة، وقال الأَصْمَعِيُّ: لم نَسْمَعْ به لغيرِ الإِنْسَانِ إِلاّ في شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ، والكلمةُ غيرُ مَهْمُوزةٍ، وقد جَاءَ في غَيْرِ مَوْضِع. و⁣(⁣٦) قيل: هو الوَلَدُ عامَّةً، من أَي نَوْعٍ كانَ، واخْتُلِفَ في عَرَبِيَّتِه، فقيل: رُومِيَّة، استعمله العَرَبُ، كما في المحيط، وقيل: عَرَبِيَّة، كما في التَّوْشِيح.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  [بتبس]: بِتِبْسُ، بكسر المُوَحَّدَةِ الأُولى والفَوْقِيّة، وسُكُونِ المُوَحّدَةِ الثَانِية: قَرْيَةٌ بالمَنُوفِيَّةِ من أَعمالِ مِصْر، وتُذْكَرُ مع السُّكَّرِيَّة.

  [بجس]: بَجَسَ الماءَ والجُرْحَ يَبْجِسُه، بالكَسْرِ، ويَبْجُسُه، بالضمِّ، بَجْساً، فيهما: شَقَّهُ، فانْبَجَسَ.

  والبَجْسُ: انْشِقَاقٌ في قِرْبَةٍ أَو حَجَرٍ أَو أَرْضٍ يَنْبُع منه الماءُ، فإِنْ لم يَنْبُع فليسَ بانْبِجاسٍ، وهو في الجُرْح مَجَازٌ، ومنه حديثُ حُذَيْفَةَ: «ما مِنّا رَجُلٌ إِلاّ بِهِ آمَّةٌ يَبْجُسُهَا الظُّفُرُ إِلاّ رَجُلَيْنِ» يعنِي عَلِيّاً وعُمَر رضيَ الله تَعَالَى عنهُما، الآمّةُ: الشَّجَّةُ التي تَبْلُغُ أُمَّ الرَّأْسِ. ويَبْجُسُها: يَفْجُرُهَا، وهو مَثَلٌ، أَرادَ أَنّهَا نَغِلَةٌ كَثيرةُ الصَّدِيدِ، فإِن أَرادَ أَحَدٌ أَن يَفْجُرَها بظُفْرِه قَدَرَ على ذلِكَ لامْتِلائِهَا، ولم يحْتَجْ إِلى حَدِيدَة


(١) سورة هود الآية ٣٦.

(٢) اللسان: والصحاح ولا تشتكِ.

(٣) بالأصل «بئيس» والمثبت عن اللسان.

(٤) النهاية والتكملة: «جزعاً» وفي النهاية «وما حنينك» وفي التكملة: «ما ذا حنينك».

(٥) النهاية: العابد.

(٦) في القاموس: «أو».