تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفس]:

صفحة 261 - الجزء 8

  وامْرَأَةٌ خَسَّاءُ: دَمِيمَةٌ.

  والخَسَاسَةُ: الحالَةُ التي يَكُونُ عَلَيْهَا الخَسِيسُ.

  والخَسِيسُ: الكافِرُ. ويُقَال: هو خَسِيسٌ خَتِيتٌ.

  والأَخِسَّاءُ: الرُّذَلاءُ لا يُعْبَأُ بهِم.

  [خفس]: الخَفْسُ: الاسْتِهْزَاءُ، والأَكْلُ القَلِيلُ، كِلاهُمَا عن أَبِي عَمْرٍو.

  والخَفْسُ: الهَدْمُ، يُقَال: خَفَسَ البِنَاءَ، إِذا، هَدَمَه.

  والخَفْسُ: النُّطْقُ بالقَلِيل⁣(⁣١) مِنَ الكَلامِ، كالإِخْفاسِ، هكذا في سائِر النّسَخ، والصَّوابُ: بالقَبِيحِ من الكَلام.

  يُقَالُ للرَّجُلِ: خَفَسْتَ يا هذا، وأَخْفَسْتَ، كما في الصّحاحِ والتَّكْمِلَة، وفي العُبَابِ: قال اللَّيْث: يُقَال للرَّجُلِ: خَفَسْتَ يا هذا، وهو من سُوءِ القَوْلِ، إِذا قُلْتَ لصاحِبِكَ أَقْبَحَ ما تَقْدِرُ عَلَيْه⁣(⁣٢).

  والخَفْسُ: الغَلَبَةُ في الصِّرَاعِ. وقد خَفَسَه، إِذا غَلَبَه.

  قاله الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبَّادٍ.

  والخَفْسُ: الإِقْلالُ، أَو الإِكْثَارُ من الماءِ في الشَّرَابِ، كالإِخْفَاسِ والتَّخْفِيسِ، قالَ الفَرَّاءُ الشَّرَابُ إِذا أَكْثَرْتَ ماءَه قُلْتَ: خَفَسْتُه، وأَخْفَسْتُه، وخَفَّسْتُه، وقالَ أَيضاً: يقَال: أَخْفِسْ، أَي أَقِلَّ الماءَ وأَكْثِرْ من النَّبِيذِ. قال ثَعْلَبٌ: هذا من كَلامِ المُجَّانِ، والصّوابُ: أَعْرِقْ له، يريد: أَقْلِل له، مِن الماءِ في الكَأْسِ حَتّى يَسْكَرَ. وقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخْفَسَ له، إِذا أَقَلَّ الماءَ وأَكْثَرَ الشَّرَابَ أَو اللَّبَنَ أَو السَّوِيقَ. وكان أَبو الهَيْثَمِ يُنْكِرُ قولَ الفَرّاءِ في الشَّرَابِ الخَفِيسِ⁣(⁣٣): إِنَّهُ الّذِي أُكْثِرَ نَبِيذُه وأُقِلَّ ماؤُه. وكلامُ المصنِّفِ، |، لا يَخْلُو عن نَظَرٍ عند صِدْقِ التأَمُّل.

  وتَخَفَّس: انْجَدَلَ واضْطَجَع، كِلاهما عن ابن عَبَّادٍ.

  وانْخَفَسَ الماءُ: تَغَيَّرَ، كما في العُبَابِ.

  وعن أَبِي عَمْرٍو: الخَفِيسُ، كأَمِير: الشَّرَابُ الكَثِيرُ المِزاجِ. وقد أَخْفَسَ له منه، إِذا أَكْثَر مَزْجَه. وشَرَابٌ مُخْفِسٌ: سَرِيعُ الإِسْكَار، واشْتِقَاقُه من القُبْح؛ لأَنّهُ يَخْرُجُ به سُكْرِه إِلى القَبِيح⁣(⁣٤) من القَوْلِ والفِعل.

  [خلس]: الخَلْسُ، بالفَتْح: الكَلأُ اليابِسُ نَبَتَ، هكذا في سائرِ النُّسَخ، وفي التَّكْمِلَة: يَنْبُتُ في أَصْلِه الرَّطْبُ فيَخْتَلِطُ به، كالخَلِيسِ، كأَمِيرٍ، وهو مَجَازٌ. قال ابنُ هَرْمَةَ:

  كأَنَّ ضِعَافَ المَشْيِ مِنْ وَحْشِ بِينَةٍ ... تَتَبَّعُ أَوراقَ العِضاهِ مَعَ الخَلْسِ

  والخَلْسُ: السَّلْبُ والأَخْذُ في نُهْزَةٍ ومُخَاتَلَةٍ. خَلَسَهُ يَخْلِسُهُ خَلْساً، وخَلَسَه إِيَّاه، فهو خالِسٌ وخَلاَّسٌ، كالخِلِّيسَى، كخِصِّيصَى، والاخْتِلاسِ، يُقَال: أَخَذَه خِلِّيسَى، أَي اخْتِلاساً.

  أَو هو، أَي الاخْتِلاسُ، أَوْحَى مِن الخَلْسِ وأَخَصُّ. قالَه اللَّيْث.

  وفي الصّحاحِ: خَلَسْتُ الشيْءَ، واختَلَسْتُه، وتَخَلَّسْتُه، إِذا اسْتَلَبْتَه.

  والاسْمُ منه: الخُلْسَةُ، بالضَّمِّ، وهي النُّهْزَةُ، وكذا مِنْ أَخْلَسَ النَّبَاتُ، إِذا اخْتَلَط رَطْبُه بيابِسِه.

  وقال الجوهَرِيُّ: أَخْلَسَ⁣(⁣٥) النَّبْتُ، إِذا كان بَعْضُه أَخْضَرَ، وبَعْضُه أَبْيَضَ، وذلك في الهَيْجِ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ به الطَّرِيقَةَ والصِّلِّيَانَةَ⁣(⁣٦) والْهَلْتَى والسَّحَمَ.

  والخَلِيسُ، كأَمِير: الأَشْمَطُ. وأَخْلَسَتْ لِحْيَتُه، إِذا شَمِطَتْ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: أَخْلَسَ رَأْسُه فهو مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ، إِذا ابْيَضَّ بَعْضُه، فإِذا غَلَبَ بَياضُه سَوادَه فهو أَغْثَمُ.

  وفي الصّحاحِ: أَخْلَسَ رَأْسُه، إِذا خالَطَ سَوادَه البَيَاضُ.

  ومن المَجَازِ: الخَلِيسُ: النَّبَاتُ الهائِجُ، بَعْضُه أَصْفَرُ، وبعْضُه أَخْضَرُ، كالمُخْلِس.

  والخَلِيسُ: الأَحْمَرُ الَّذِي خالَطَ بياضَه سَوادٌ


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: بالقبيح.

(٢) وهي عبارة التكملة أيضاً والتهذيب.

(٣) في التهذيب: المُخْفَس.

(٤) التهذيب: إلى قبح القول والفعل.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «لم نجد هذه العبارة في الصحاح المطبوع اه» وهي في اللسان نقلاً عن الجوهري.

(٦) في اللسان: والصّلّيان.