تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دنفس]:

صفحة 294 - الجزء 8

  وكذلِك التَّدَنُّسُ، واستعمالُه في العِرْض مَجازٌ، وكذلِكَ في الخُلُقِ. وقَوْمٌ أَدْنَاسٌ ومَدَانِيسُ. قال جَرِير:

  والتَّيْمُ أَلْأَمُ مَنْ يَمْشِي وأَلْأَمُهُمْ ... أَوْرَدُ ذُهْلٍ⁣(⁣١) بَنو السُّودِ المَدَانِيسِ

  ومِنْ ذلِكَ: دَنَّسَ ثَوْبَه وعِرْضَه تَدْنِيساً: فَعَلَ به ما يَشِينُه، وهو مَجَازٌ. ورَجُلٌ دَنِسُ المُروءَةِ. ودَنَسُهُ: سُوءُ خُلُقِه، وكذا رَجُلٌ دَنِسُ الجَيْبِ والأَرْدانِ، وهو يَتَصَوَّن مِن الأَدْناسِ والمَدَانِسِ.

  [دنفس]: الدِّنْفَاسُ، بالكَسْرِ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وهو كالدِّفْنَاسِ زِنَةً ومَعْنًى، عنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وهو الرّاعِي الكَسْلانُ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢): الدُّنافِسُ كعُلابِطٍ: السَّيِّئُ الخُلُقِ، وعَزاه في العُبابِ إِلى ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وقال غَيْرُه: الدِّنْفِسُ، بالكَسْرِ: الحَمْقَاءُ، كالدِّفْنِسِ.

  [دنقس]: الدَّنْقَسَةُ: الإِفْسَادُ بَيْنَ القَوْمِ، رَوَاه الأُمَوِيُّ هكذا بالقَافِ والسِّينِ، وقال: المُدَنْقِسُ: المُفْسِدُ، وكذلِكَ رَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ، ورواه سَلَمَةُ عنِ الفَرَّاءِ بالفَاءِ والشينِ، وكذلك قالَه شَمِرٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: والصوابُ عندِي بالقافِ والشِّينِ، وهكذا رواه أَبو بَكْرٍ.

  وقال اللَّيْث: الدَّنْقَسَةُ: تَطَأْطُؤُ الرَّأْسِ ذُلاً. وخَفْضُ البَصَرِ خُضُوعاً، وأَنْشَدَ:

  إِذَا رَآنِي مِنْ بَعِيدٍ دَنْقَسَا

  وقال أَبو عُبَيْدٍ - في باب العَيْنِ -: الدَّنْقَسَةُ: النَّظَرُ بِكَسْرِ العَيْنِ، وقال شَمِرٌ: إِنَّمَا هو بالفَاءِ والشِينِ، كما سَيَأْتِي.

  [دنكس]: دَنْكَسَ، بالنُّون، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَوردَه الصَّاغَانِيُّ في «دكس» إِلاّ أَنَّه بالتَّحْتِيَّة بدَلَ النُّونِ، وَأَوْرَدَه صاحِبُ اللسَان أَيْضاً في «دكس» إِلاّ أَنّه ضَبَطَهُ بالنونِ⁣(⁣٣) كما للمُصَنِّف، وقال: دَنْكَسَ الرَّجُلُ في بَيْتِه، إِذَا اخْتَفَى ولم يَبْرُزْ لحاجَةِ القَوْمِ، وهُو عَيْبٌ عندَهُم. هكذا ذَكَرُوه، ومِثْلُه في العُبَابِ.

  [دوس]: الدَّوْسُ: الوَطْءُ بالرِّجْلِ، كالدِّيَاسِ والدِّيَاسَةِ، بكسْرِهما. وقد دَاسَهُ برِجْلِه يَدُوسُه دَوْساً ودِيَاساً ودِيَاسَةً: وَطِئَهُ. ويُقَال: نَزَلَ العَدُوُّ ببنِي فُلَانٍ فجَاسَهُمْ وحَاسَهُمْ وداسَهُمْ، إِذا قَتَلَهم وتخَلَّلَ دِيَارَهم وعَاثَ فِيهم.

  ومِن المَجَازِ: الدَّوْسُ: الجِمَاعُ بمُبَالَغَةٍ، وقد داسَهَا دَوْساً، إِذا عَلَاهَا وبالَغ في وَطْئهَا. قال:

  قَامَتْ تُنَادِي عَامِراً فَأَشْهَدَا ... وَكَانَ قِدْماً نَاخِباً⁣(⁣٤) جَلَنْدَدَا

  فَدَاسَهَا لَيْلَتَهُ حَتَّى اغْتَدَى

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الدَّوْسُ: الذُّلُّ، وقَدْ داسَه، إِذا أَذَلَّه⁣(⁣٥).

  والدَّوْسُ بن عَدْنَانَ بنِ عبدِ الله، هكذا في سائرِ الأُصُولِ، وصوابُه: عُدْثَانُ، بالضَّمِّ والثاءِ المُثَلَّثَة، أَبو قَبِيلَةٍ من الأَزْدِ. وقال ابنُ الجَوَّانِيِّ النَّسَّابةُ: هو دَوْسُ⁣(⁣٦) بن عُدْثَانَ بنِ زَهْرَانَ بنِ كَعْبِ بنِ الحارِثِ بنِ كَعْبِ بنِ عبدِ الله بنِ الأَزْدِ. منهم أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ الصَّحَابِيُّ المَشْهورِ، رضي الله تَعَالَى عنه، وقد اخْتُلِف في اسمِه واسمِ أَبِيه على أَكْثَرَ مِن ثَلاثينَ قَوْلاً. وقد تَقَدَّم في «ه ر ر».

  ودَوْس، أَيْضاً: قَبِيلَةٌ من قَيْسٍ، وهم بَنو قَيسُ بنِ عَدْوَانَ بن عَمْرِو بنِ قَيسِ عَيْلَانَ.

  ومن المَجَازِ: الدَّوْسُ: صَقْلُ السَّيْفِ ونحوِه، وقد دَاسَهُ، إِذا صَقَلَه. والدُّوسُ، بالضَّمِّ: الصَّقْلَةُ، عن ابن الأَعرَابِيّ.

  والمِدْوَسُ، كمِنْبَرِ: المِصْقَلَةُ وهي خَشَبة يُشَدُّ عليها مِسَ⁣(⁣٧) يَدُوسُ بهَا الصَّيْقَلُ السَّيفَ حتى يَجْلُوَه. والجَمْع:

  مَدَاوِسُ. ومنه قولُ الشاعر⁣(⁣٨):

  وَكَأَنَّمَا هُوَ مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ ... فِي الكَفِّ إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَضْلَعُ


(١) عن الديوان وبالأصل «رهل».

(٢) الجمهرة ٣/ ٣٩٤ وبالأصل «الدفانس» وما أثبت عن الجمهرة والتكملة.

(٣) كذا، وفي اللسان «دكس»، ديكس بمثناة تحتية.

(٤) عن التكملة وبالأصل «تاخياً» وفي اللسان «جلند»: ناجياً. والجلندد: الرجل الفاجر.

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ذلّه».

(٦) انظر في تمام نسبه جمهرة ابن حزم ص ٣٧٦ و ٣٧٩.

(٧) عن التهذيب واللسان وبالأصل «من يدوس ليصقل».

(٨) التهذيب: ومنه قول أبي ذؤيب.