تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرطس]:

صفحة 412 - الجزء 8

  أَقْرَسَ البَرْدُ أَصابِعَهُ: يَبَّسَها مِن الخَضَر، فلا يَسْتطيعُ العَمَلَ. ويقَال: قَرَّسَ قَرِيساً، إِذا اتَّخَذه.

  وأَقْرَسَ العُودُ، إِذا جَمَسَ ماؤُه فيه. وفي المحْكَم: إِذا حُبِسَ فيه مَاؤُه.

  والقُراس، كغُرَابٍ: القُرَاسِيَة.

  والقَرْس: شَجَرٌ.

  وقُرَيْسَات: اسمٌ، حَكاه سيبَوَيْهِ في الكتَاب.

  ومُلْكٌ قُرَاسِيَةٌ، أَي عَظيمٌ، وهو مَجازٌ.

  وككَتّانٍ: مُدْرِكُ بنُ عبد المَلك بن قَرَّاسٍ الدُّهْمَانيُّ: شاعرٌ، ذَكَره أَبو عليٍّ الهَجَريُّ في نَوَادِره.

  وقُرْسانُ، كَعثْمَانَ: جَزَائرُ مَعْروفَةٌ، جاءَ ذكْره في بعض الأَخْبَار، نقلَه أَبو عبَيْدٍ البَكْرِيُّ.

  وقُورسُ: قَريةٌ بالمنُوفيّة، وقد وَرَدْتُها. ويقال أَيضاً بالصّاد.

  وقَرْسٌ وقُرَيْسٌ: جَبَلانِ قُرْبَ المَدِينة.

  وقِرَاسٌ، ككِتابٍ: جَبَلٌ تِهامِيٌّ.

  [قرطس]: القرْطَاسُ، مثلّثه القاف الضّمّ قِرَاءَةُ أَبي مَعْدانَ الكُوفيِّ، قال شَيخُنا: أَطْلق في التَّثْليث فاقْتضَى أَنَّهَا كلَّها فَصِيحَةٌ وَاردَةٌ، وليسَ كذلك، وقد قال في الْمِصْبَاح: كَسْر القاف أَشْهَرُ، وقال الجَارْبَرْدِيُّ في شَرْح الشَّافِيَة: الضَّعِيفُ ما في ثُبُوتِهِ كلامٌ، كقُرْطاسٍ، بالضَّمِّ، فدَلَّ على ضَعْفِه، بخلِافِ عبَارة المِصْبَاح فإِنَّها تُوهِمُ أَنّه مَشْهُورٌ، وأَمَّا الفَتْحُ فلم يَذْكُرْه أَكثرُ أَهْل اللُّغةِ، وقَضيَّةُ قَولِهم فَعْلال في غير التَّضْعيف قَليلٌ لم يَرِدْ منه إِلاّ خَزْعالٌ، يَنْفِيه، ولكن أَوْرَدَه ابنُ سِيدَه على ضَعْفِه، وقلَّده المصنِّفُ، وفيه نَظرٌ ظاهرٌ. انتهى. قلْت: وهذا الَّذي أَنْكرَه على المُصَنِّف وابنِ سِيدَه، ونَظرَ فيه، فقد حَكاه اللِّحْيَانيُّ هذا⁣(⁣١) بالفتْح.

  وكذا حَكى القَرْطَسَ، كجَعْفرٍ، كذا نقله الجَوْهَريُّ عن ابن دُريْدٍ في نوادره، وقال أَبو سهْلٍ: هكذا وَجدْتُه في الكِتاب المذكورِ، وهو الصَّحيح. وحكَى الفارابيُّ وأَبو علّياءَ مثل دِرْهَمٍ، هكذا قَيَّداه، وهو الكاغِدُ يُتَّخذُ من بَرْدِيِّ يكونُ بمِصْر، وأَنْشد أَبو زَيْدٍ لمِخَشٍّ العُقَيْليّ، يَصف رُسومَ الدِّيارِ وآثارَها كأَنها خَطُّ زَبورٍ كُتِبَ في قِرْطاسٍ:

  كأَنَّ بحَيْثُ اسْتَوْدَعَ الدَارَ أَهْلُهَا ... مَخَطَّ زَبُورٍ من دَوَاةٍ وقَرْطَسِ

  والقِرْطاس، بالكسْر: الجَمَلُ الآدَمُ، نَقَلُه الصَّاغَانيُّ.

  وعن ابن الأَعْرَابيِّ: القِرْطاس: الجَارِيَةُ البَيْضاءُ المَدِيدَةُ القَامَةِ.

  وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي} قِرْطاسٍ⁣(⁣٢).

  وهو الصَّحيفَةُ من أَيِّ شَيْءٍ كانَتْ، يُكْتَب فيها، والجَمْع: قَرَاطِيسُ،. ومنه قولُه تَعَالَى: {تَجْعَلُونَهُ} قَراطِيسَ⁣(⁣٣) أَي صُحُفاً.

  وكُلُّ أَدِيمٍ يُنْصَب للنِّضالِ فهو قِرْطَاسٌ.

  والقِرْطاس: النّاقَةُ الفَتِيَّةُ الشابَّةُ، عن ابن الأَعْرَابيِّ، قال: وهي أَيْضاً الدِّيبَاجُ والدِّعْبِلُ والعَيْطَمُوس⁣(⁣٤).

  والقِرْطَاس: بُرْدٌ مِصْريٌّ، أَي نَوْعٌ من بُرُودِ مصْرَ.

  ودابَّةٌ قِرْطَاسِيَّةٌ، إِذا كانت بَيْضَاءَ لا يُخَالِطُ بياضها شِيَةٌ فإِذا ضَرَبَ بَياضُها إِلى الصُّفْرَة فهي نَرْجِسِيَّةٌ.

  ويقَال: رَمَى فقَرْطَسَ، إِذا أَصابَ القِرْطَاسَ، أَي الغَرَضَ المَنْصوبَ، والرَّمْيَةُ الَّتي تُصِيب: مقَرْطِسَةٌ.

  وتَقَرْطَسَ: هَلَكَ، نَقَلَه الصّاغَانيُّ.

  وقَرْطَسُ، كجَعفَر: ة بمصْرَ، وعِبَارَةُ الصَّاغانيُّ: من قُرَى مِصْرَ القَدِيمَة. قلت: والتي هي من قُرَى مصْرَ قَرْطَسَةُ، بهاءٍ⁣(⁣٥)، وهي من قُرَى البُحَيْرَة.

  [قرطبس]: وممَّا أَهْمَلَه المصنِّفُ تَقْصيراً، كالصّاغَانيِّ في العُبَاب، وهو موجودٌ في كُتب اللُّغَةِ: القَرْطَبُوسُ، وهي بفتح القاف: اسمٌ للدَّاهِيَةِ، كما في الشّافِيَةِ وشُرُوحِها، وبالكَسْرِ: النّاقَةُ العَظِيمَةُ الشَّدِيدَةُ، حَكَاهُ الشيخُ أَبُو حَيّانَ


(١) كذا، ولعلها: هكذا.

(٢) سورة الأنعام الآية ٧.

(٣) سورة الأنعام الآية ٩١ وبالأصل «يجعلونه».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «وزاد في اللسان: الذعلبة».

(٥) في معجم البلدان: قرطسا بالفتح ثم السكون وفتح الطاء.