تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مطس]:

صفحة 475 - الجزء 8

  مِن النَّصَبِ» هو أَوَّلُ ما يُحِسُّ به من التَّعَبِ، ويُطْلَق في كُلّ مَا يَنَالُ الإِنْسَانَ مِن أَذًى، كقوله تعالى: {لَنْ} تَمَسَّنَا {النّارُ}⁣(⁣١) ومَسَّتْهُمُ {الْبَأْساءُ}⁣(⁣٢) ومَسَّنِيَ {الضُّرُّ}⁣(⁣٣) ومَسَّنِيَ {الشَّيْطانُ}⁣(⁣٤) كلُّ ذلك نَظَائِرُ لقَوْلِه تَعَالَى: {ذُوقُوا} مَسَّ {سَقَرَ}⁣(⁣٥).

  والمَسُّ: كُنِّيَ به عن النِّكاح، فقيل: مَسَّهَا، ومَاسَّهَا، وقولُه تَعَالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ} تَمَسُّوهُنَّ⁣(⁣٦) و {ما لَمْ} تَمَسُّوهُنَّ⁣(⁣٧) وقُرِئَ: مَا لَمْ تَمَاسُّوهُنَّ. والمَعْنَى وَاحِدٌ، وكذلِكَ المَسِيسُ والمَسَاسُ. وقَال أَحمدُ بنُ يحيى: اخْتَار بعضُهُم: {ما لَمْ} تَمَسُّوهُنَّ. وقال: لأَنَّا وَجَدْنَا هذا الحَرْفَ في غير⁣(⁣٨) مَوْضِعٍ مِنَ الكِتَاب بغَيْرِ أَلِفٍ، فكُلّ شيءٍ من هذا البابِ فهو فِعْلُ الرجُلِ في بَابِ الغِشْيَانِ.

  وفي الحَدِيثِ: «فمَسَّهُ بِعَذَابٍ» أَي عاقَبَهُ وفي حَديثِ أَبِي قَتَادَةَ والمِيضَأَة: «فأَتَيْتُه بها فَقَالَ: مَسُّوا مِنْهَا» أَي خُذُوا منهَا المَاءَ وتَوَضَّؤُوا.

  وأَصْلُ المَسِّ باليَدِ، ثمّ استُعِير للأَخْذ والضَّرْب، لأَنَّهُمَا باليَدِ. وللْجِمَاعِ؛ لأَنّه لَمْسٌ، وللجُنُونِ؛ كأَنَّ الجِنَّ مَسَّتْه.

  وماسَّ الشَّيْءَ بالشَّيْءِ مُماسَّةً ومِسَاساً: لَقِيَه بذاتِه.

  وتَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الآخَرَ وحَكَى ابنُ جِنِّي: فأَمَسَّه إِيّاهُ. فعَدّاه إِلى مفعولَيْن، كما تَرَى، وخَصَّ بعضُ أَهلِ اللُّغَة: فَرَسٌ مُمَسٌّ بتَحْجِيلٍ، أَراد: مُمَسٌّ تَحْجِيلاً، واعْتقدَ زيادةَ الباءِ، كزيَادَتِهَا في قَوْله {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}⁣(⁣٩) و {يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ}⁣(⁣١٠). من تَذْكِرَةِ أَبِي عَلِيّ الهَجَرِيّ.

  وقال ابنُ القَطّاع: أَمَسَّ الفَرَسُ: صارَ في يَدَيْه ورِجْلَيْه بَيَاضٌ، لا يَبْلُغُه التَّحْجِيلُ. وقد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَيْرِ والشَّرِّ: عَرَضَتْ له.

  ومَسْمَسَ الرَّجُلُ، إِذا تَخَبَّطَ.

  ورِيقَةٌ مَسُوسٌ، عن ابن الأَعْرَابِيِّ: تَذْهَبُ بالعَطَشِ، وأَنْشَدَ:

  يا حَبَّذَا رِيقَتُكِ المَسُوسُ ... إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ

  وقال أَبو حَنِيفَةَ ¦: كَلأٌ مَسُوسٌ: نَامٍ في الرَّاعِيَةِ ناجِعٌ فيها.

  وأَمَسّهُ شَكْوَى، أَي شَكَا إِليه، وهو مَجَازٌ.

  والمَسَّةُ: لُعْبَةٌ للعَرَبِ، وهي الضَّبْطَةُ.

  والمِسُّ، بالكَسْرِ: النُّحاسُ. قال ابنُ دُرَيْدٍ: لا أَدْرِي أَعربيٌّ هو أَم لا. قلْت: هي فارِسِيَّةٌ، والسِّينُ مخفَّفَة.

  ويُقَال: هو حَسَنُ المَسِّ في ماله، ورأَيتُ له مَسًّا في مالِه، أَي أَثَراً حَسَناً، كما يُقَال: أُصْبُعاً، وهو مَجَازٌ.

  [مطس]: مَطَسَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال الليْثُ: مَطَسَ المُعْذِرُ العَذِرَةَ يَمْطِسُهَا مَطْساً: رَمَاهَا بمَرَّةٍ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١١): مَطَسَ وَجْهَه: لَطَمَهُ، وبِيَدِه: ضَرَبَهُ.

  [معس]: مَعَسَهُ، أَي الأَدِيمَ، مَعْساً، كمَنَعَه، إِذا دَلَكَهُ في الدِّباغِ دَلْكاً شَدِيداً حتَّى لَيَّنَه، وفي الحَديث: «أَن النّبيَّ مَرَّ على أَسْمَاءَ بنْتِ عُمَيْسٍ وهِي تَمْعَسُ إِهَاباً لَهَا» أَي تَدْبغُه. وأَصْلُ المَعْسِ: المَعْكُ والدَّلْكُ للجِلْد بَعْدَ إِدْخَالِه في الدِّباغِ.

  ومن الكِنَايَةِ: مَعَسَ جَارِيَتَه: جَامَعَهَا، وهو مِن ذلِكَ ..

  ومَعَسَهُ مَعْساً: أَهانَهُ ودَعَكَهُ.

  ومَعَسَه في الحَرْبِ مَعْساً: حَمَلَ عليه، وطَعَنَه بالرُّمْحِ، وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  ويُقَالُ: ما في النَّاقَةِ مَعْسٌ، بالفَتْح، أَي لَبَنٌ.

  ويُقَال: رَجُلٌ مَعَّاسٌ في الحَرْبِ، كشَدَّادٍ أَي مِقْدَامٌ يحْمِل ويَطْعُنُ.


(١) سورة البقرة الآية ٨٠.

(٢) سورة البقرة الآية ٢١٤.

(٣) سورة الأنبياء الآية ٨٣.

(٤) سورة ص الآية ٤١.

(٥) سورة القمر الآية ٤٨.

(٦) سورة البقرة الآية ٢٣٧.

(٧) سورة البقرة الآية ٢٣٦.

(٨) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٩) سورة «المؤمنون» الآية ٢٠.

(١٠) سورة النور الآية ٤٣.

(١١) الجمهرة ٣/ ٢٨.