تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهرس]:

صفحة 27 - الجزء 9

  في نَوَادِرِه: أَخَذَهُ بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه ونَتَفَهُ، وقيل: قَبَضَ عليه ونَتَرَهُ. واقتصر الجَوْهَريُّ على الأَخْذِ بمُقَدَّمِ الأَسْنَانِ، وبالشِّينِ المُعْجَمَة: الأَخْذُ بجَمِيعِهَا، كما سَيَأْتي. و في الحَديث: «أَخَذَ عَظْماً فَنَهِسَ مَا عَلَيْه مِن اللَّحْمِ» أَي أَخَذَه بِفِيه، قالَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وقَالَ غيرُه: نَهِسَ اللَّحْمَ نَهْساً ونَهَساً: انْتَزَعه بالثَّنايَا للأَكْل.

  والمَنْهُوسُ: القَليلُ اللَّحْمِ من الرِّجَال الخَفِيفُ.

  و في صِفَتِه : «كَانَ مَنْهُوس الكَعْبَيْنِ» ويُرْوَى: «مَنْهُوس القَدَمَيْن»: أَي مُعَرَّقهُمَا، أَي لَحْمُهُمَا قَليلٌ، ويُرْوَى بالشّينِ المُعْجَمة أَيضاً⁣(⁣١).

  والمَنْهَسُ، كمَقْعَدٍ: المَكَانُ يُنْهَسُ منه الشَّيْءُ، أَي يُؤْخَذُ بالفَمِ ويُؤْكَلُ، والجَمْعُ: مَنَاهِسُ، يُقَالُ: أَرْضٌ كَثيرَةُ المَنَاهِس. نقلَه ابن عَبّادٍ.

  والنَّهَّاسُ، ككَتَّانٍ: الأَسَدُ، كالنَّهُوسِ، كصَبُورٍ.

  والمِنْهَس، كمِنْبَرٍ. قالَ ابنُ خَالَوَيْه: الأَسَدُ الّذِي إِذا قَدَرَ على الشَّيءِ نَهَسَهُ، أَي عَضَّهُ، وقال رُؤْبَةُ:

  أَلَا تَخَافُ الأَسَدَ النَّهُوسَا

  والنَّهَّاسُ بنُ فَهْمٍ، هكذا بالفَاءِ في سائرِ النُّسَخِ، وصوابُه بالقاف كما ضَبَطَه الصّاغَانيُّ والحَافظُ: مُحَدِّثٌ بَصْرِيٌّ، رَوَى عن قَتادَةَ، وعنه يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ. قُلتُ: وحَفيدُه أَبو رَجَاءٍ⁣(⁣٢) قَهْمُ بنُ هِلالٍ بنِ النَّهَّاس، رَوَى عنه عبدُ المَلِك بنُ شُعَيْبٍ، مات في حُدُود⁣(⁣٣) العِشْرين والمائتين، وسيأْتي في «ف هـ م»⁣(⁣٤).

  والنُّهَسُ، كصُرَدٍ، قال أَبو حاتمٍ: طائرٌ، وفي الصّحاح: والنُّهَسُ، بالفَتْح: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ، وفي التّهْذِيب: ضَرْبٌ من الصُّرَدِ يَصْطَادُ العَصَافِيرَ، ويَأْوِي إِلى المَقَابرِ، ويُدِيمُ تَحْرِيكَ رأْسِه وذَنَبِه، ج نِهْسَانٌ، بالكَسْرِ.

  و في حديثِ زيدٍ بنِ ثابتٍ: «رأَى شُرَحْبِيلَ وقد صادَ نُهَساً بالأَسْوَافِ فأَخَذَه زيدٌ منه فأَرْسَلَه». قال أَبو عُبَيْدٍ: النُّهَس: طائرٌ، والأَسْوَافُ: موضعٌ بالمدينةِ، وإِنّمَا فَعَلَ ذلك زيدٌ لأَنّه كَرِهَ صَيْدَ المَدِينةِ، لأَنّها حَرَمُ سَيِّدِنا رَسُولِ الله .

  ونُهَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ نُعَيْمِ بنِ راشدٍ المُحَدِّث، هكذا ضَبَطَه الحافِظُ.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  نَهَسَ اللَّحْمَ: تَعَرَّقَه بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه، ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ واللِّحْيَانِيُّ.

  ونَهَسَتْه الحَيَّةُ: نَهَشَتْه، ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قولَ الراجِز:

  وذَاتِ قَرْنَيْنِ طَحْونِ الضِّرْسِ ... تَنْهَسُ لَوْ تَمَكَّنَتْ مِنْ نَهْسِ

  تُدِيرُ عَيْناً كشِهَابِ القَبْس

  وناقَةٌ نَهُوسٌ: عَضُوضٌ، ومنه قولُ الأَعْرَابِيِّ في وَصْفِ النَّاقَةِ: إِنَّهَا لعَسُوسٌ ضَرُوسٌ⁣(⁣٥) نَهُوسٌ.

  ورُجلٌ نَهِيسٌ، كأَميرٍ، كمَنْهُوسٍ.

  ووَظِيفٌ نَهِسٌ⁣(⁣٦): خَفِيفُ اللَّحْمِ، قالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ يصِفُ فَرَساً:

  يَغْشَى الجَلامِيدَ بأَمْثَالِهَا ... مُرَكَّبَاتٍ فِي وَظِيفٍ نَهِيسْ

  والنَّهَّاسُ: الذِّئْبُ.

  وأَرْضٌ كَثِيرَةٌ المَنَاهِسِ والمَعَالِقِ، أَي المآكِلِ والمَرَاتِعِ تَعْلَقُ بالجثّة⁣(⁣٧) نقلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

  وناهِسُ بنُ خَلَفٍ: بَطْنٌ مِن خَثْعَمٍ.

  والنَّهَاسُ: لَقَبُ عَبْدَلٍ العِجْلِيّ كان شَرِيفاً في قَوْمِهِ، ذَكَرَه المُصَنِّفُ في «ع ب د ل».

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ.

  [نهرس]: نَهَارِسُ، كمَسَاجِدَ: جَمْعُ نِهْرِسٍ، بالكسر: عَلَمٌ أُضِيفَتْ إِليها شَبْرَا: قريةٌ بمِصْرَ، والله أَعْلَم.


(١) أخرجه الهروي في «نهش»: «منهوش القدمين»، قال: وروي «منهوس العقبين» بالسين غير معجمة، أي قليل لحمها.

(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «فهم».

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «عدد».

(٤) كذا بالأصل «فهم» والصواب بالقاف، انظر ما تقدم.

(٥) في اللسان: ضروس شموس نهوس.

(٦) كذا ولعله وظيف نهيس ودليله الشاهد الآتي، وقد ورد البيت في اللسان شاهداً على رجل منهوس ونهيس.

(٧) في الأساس: في الجنة.