تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وجس]:

صفحة 28 - الجزء 9

  [نهمس]: أَمْرٌ مُنْهَمِسٌ⁣(⁣١)، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والجَمَاعَةُ، وقال شَبَابَةُ: أَي مَسْتُورٌ، كذا رَواهُ عنه أَبُو تُرَابٍ، وهو مِن نَهْمَسَ الأَمْرَ، إِذا سَتَرَه، فالنُّونُ أَصلِيَّةٌ، كذا نقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وقال شيخُنَا: الظّاهِرُ أَنَّ نُونَهُ زائدةٌ، كالميم، مِن الهَمْسِ، فهو كمُنْطَلِقٍ، فمَوْضِعُه الهاءُ. قلْت: وهو حَدْسٌ في كلامِ العربِ من غيرِ دَلِيل، ثم قالَ: وقول بَعْضٍ: إِلاّ أَن يكونَ بوزنِ اسمِ المَفْعُولِ، كمُدَحْرَجٍ، والفَرْقُ بينَهما ظاهِرٌ، لأَنَّ نُونَه حينئذٍ تكونُ أَصليّةً، فتأَمَّلْ.

  [نيس]: نَيْسانُ، بالفَتْحِ: سابِعُ الأَشْهُرِ الرُّومِيَّة، ومن خَواصِّ ماءِ مَطَرِه أَنَّه إِذا عُجِنَ منه العَجِينُ اخْتَمَرَ من غيرِ عِلاجٍ، كما صَرَّح به أَهْلُ الاختياراتِ.

  والمُهَلاَّ بنُ سَعِيدِ بنِ عَلِيٍّ النَّيسَائِيُّ الخَزْرَجِيّ، إلى نَيْساءَ، بالفَتْح: مَوْضعٍ باليَمَن. وحَفيدُه عبدُ الله بنُ عبدِ الله بن المُهَلاَّ، وُلِدَ في بَلَدِ الوَعْلِيَّه، من الشَّرَف⁣(⁣٢) الأَعْلَى سنة ٩٥٠، رَوَى عن الفَقِيهِ المُحَدِّثِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ إِبراهِيمَ بنِ دَاوُودَ النَّزِيلِيّ الشامِيّ في الغَرْبِيِّ من جَبَلِ تَيْس⁣(⁣٣)، وحَدَّث في الأَهْجَرِ من بِلادِ كَوْكَبَانَ، توفِّي في الشّجعة⁣(⁣٤) سنة ١٠٦٣. وَلَدُه العَلاَّمَة عبدُ الحَفِيظِ، سَمِعَ الأَسَاسَ على مؤلِّفه الإِمَامِ القاسم، بحِصْن شَهَارَةَ، وأَجازَه به وبمَرْوِيَّاتِه، وأَخَذَ الكُتُبَ السِّتَّةَ عن الإِمَام المُحَدِّث مُحَمَّدِ بنِ الصِّدِّيق الخاصِّيِّ الحَنَفِيّ سنة ١٠٤٩، وسَمِع البُخَارِيَّ على الإِمَام المُحَدِّثِ عليِّ بنِ أَحْمَدَ الحشبريّ، وأَحْمَدَ بنِ عبدِ الرحمنِ بن مُطَيْرٍ الحَكَمِيّ، وعبدِ الوَهّابِ بنِ الصِّدِّيقِ الخَاصِّيّ الزَّبِيدِيّ، والعَلاَّمةِ الحافِظِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَر حشبر، وأَجازَه عامَّة شُيُوخِه، تُوفِّيَ بالأَشْعَافِ، من أَعْمَالِ الشجعة سنة ١٠٧٧، وأَخُوه البَدْرُ مُحَمَّدٌ، من المُعْتَنِين في العلْم، وبالجُمْلَةِ فهم بَيْتُ سُؤْدَدٍ في اليَمَنِ، أَكْثَرَ الله تَعَالَى منهم، آمِينَ.

(فصل الواو مع السين)

  [وجس]: الوُجْسُ، كالوَعْدِ: الفَزَعُ يَقَعُ في القَلْبِ، أَو في السَّمْعِ من صَوْتٍ، أَو غَيْرِه، قالَهُ اللَّيْثُ، كالوَجَسَانِ، مُحَرَّكَةً.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَجْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيُّ، ومنه الحَدِيثُ: «دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسَمِعْتُ في جَانِبِهَا. وَجْساً، فَقِيلَ: هذا بِلالٌ».

  ومنه أَيْضاً ما جاءَ في الحَدِيثِ: أَنَّه نَهَى عن الوَجْسِ، هُوَ: أَنْ يَكُونَ مع⁣(⁣٥) جارِيَتهِ أَو امْرَأَتِه والأُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّهُ.

  الأَوْلَى «حِسَّهُما» و قد سُئِلَ عنه الحَسَنُ فقالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ الوَجْسَ». والأَوْجَسُ، كأَحْمَدَ: الدَّهْرُ، وقد تُضَمُّ الجِيمُ، عن يَعْقُوبَ، نقله الجَوْهَرِيُّ، والفَتْحُ أَفْصَحُ، ومنه قولُهم الآتي: لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ، وقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ.

  والأَوْجَسُ: القَلِيلُ من الطَّعَام والشَّرَابِ، يَقُولُون: ما ذُقْتُ عِنْدَه أَوْجَسَ، أَي: طَعَاماً، عن الأَمَوِيّ، وما فِي سِقَائِه أَوْجَسُ، أَي قَطْرَةٌ، هكذا ذَكَرُوه، ولم يَذْكُرُوا الشَّرَابَ، قالوا: ولا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ في النَّفْي.

  والوَاجِسُ: الهَاجِسُ، وهو الخَاطِرُ، كما سَيَأْتِي.

  ومِيجَاسٌ، كمِحْرَاب: عَلَمٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وقَوْلُه تَعالَى: فَأَوْجَسَ {مِنْهُمْ خِيفَةً}⁣(⁣٦) وكذا قَوْلُه تَعالَى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ {خِيفَةً}⁣(⁣٧) أَيْ أَحَسَّ وأَضْمَرَ، وقال أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَاهُ فأَضْمَرَ منهم خَوْفاً، وقالَ في مَوْضِعٍ آخَرَ: معنَى أَوْجَسَ: وَقَعَ في نَفْسِه الخَوْفُ.

  وتَوَجَّسَ الرَّجُلُ: تَسَمَّعَ إِلى الوَجْسِ، هو الصَّوْت الخَفِيّ، قال ذُو الرُّمَّة، يَصِفُ صائِداً:

  إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَابِكِهَا ... أَوْ كَانَ صاحِبَ أَرْضٍ أَو بِهِ المُومُ

  وقِيلَ: إِذا أَحَسَّ بهِ فسَمِعَهُ، وهو خائِفٌ، ومنه قَوْلُه:

  فغَدَا صَبِيحَةَ صَوْتِهَا مُتَوَجِّساً

  وتَوَجَّسَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ، إِذا تَذَوَّقَه قَلِيلاً قَلِيلاً.

  وقَوْلُهُم: لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ، يُرْوَى بفَتْحِ


(١) هكذا ضبط في القاموس، وضبط في التكملة: أمر مُنُهْمَسٌ.

(٢) عن معجم البلدان وبالأصل «الشرق».

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «نيس» وجبل تيس يعرف الآن ببني حبش، وسمي باسم تيس بن حديق بن عبد الله بن قام بن زيد بن جشم بن حاشد.

(٤) كذا، ولعلها «الثجة» انظر طبقات فقهاء اليمن ص ١٦٨ و ٣١٠ وفي معجم البلدان: شجعى بوزن سكرى: موضع.

(٥) النهاية واللسان: هو أن يجامع الرجل امرأته أو جاريته ..

(٦) سورة الذاريات الآية ٢٨.

(٧) سورة طه الآية ٦٧.