تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شربص]:

صفحة 297 - الجزء 9

  الأَغْلَب العِجْليّ:

  يا رُبَّ شَيْخ أَشْمَطِ العَنَاصِي ... ذِي لِمَّةِ مُبْيَضَّةِ القُصَاصِ

  صَلْتِ الجَبينِ ظاهِرِ الشِّرَاصِ

  و في حَدِيثِ ابنِ عبّاس: «ما رَأَيْتُ أَحْسَنَ من شِرَصَةِ عَليٍّ، رضي الله تعالى عنهُم. قال ابن الأَثِيرِ: هكَذا رَوَاه الهَرَوِيّ بكَسْر ففَتْح. وقال الزَّمَخْشَرِيّ: هو بكَسْر فسُكون.

  والشَّرَصُ، بالتَّحْريك⁣(⁣١)، شَرَصُ الزِّمَام: وهو فَقْرٌ يُفْقَرُ على أَنْفِ النَّاقَةِ، وهو حَزٌّ يُعْطَفُ عليه ثِنْيُ زِمَامِهَا، فتَكُونُ أَطْوَعَ وأَسْرَعَ، وأَدْوَم لِسَيْرها، قاله ابنُ دُرَيْد، وأَنشد:

  لَوْلا أَبُو عُمَرٍ حَفْصٌ لَما انْتَجَعَت ... مَرْواً قَلُوصِي ولا أَزْرَى بها الشَّرَصُ

  والشَّرَصُ في الصِّراعِ: أَنْ يَضَعَه على وَرِكِه فيَصْرَعَه كالشَّرَز، بالزَّاي.

  وهُمَا أَيْضاً: الغَلْظُ من الأَرْضِ، كالشَّرْضِ «بالضَّاد».

  والشَّرْصُ، بالفَتْح: أَوّلُ مَشْيِ الحُوَارِ، أَي أَوَّلُ ما يُعَلَّمُ المَشْيَ، قالَه ابنُ عَبَّادٍ.

  والشَّرْصُ: الجَذْبُ، مَقْلُوبٌ عن الشَّصْرِ.

  والشَّرْصُ: الشِّدَّةُ، والغِلْظَةُ، عن ابن فارس.

  وشَرَّصَه بكَلامه، إِذا سَبَعَهُ به والمَشْرُوصُ: نَحْوُ المَقْرُوص.

  والمِشْراصُ: حَدِيدَة مَثْنِيَّةٌ يُغمَزُ بها بين كَتِفَيِ الحِمَارِ غَمْزاً لَطِيفاً غَيْرَ شَدِيدِ، كما في العُباب.

  والشَّرِيصَةُ: الوَجْنَةُ، ج شَرَائِصُ، نقله الصّاغَانِيّ في العُبَاب، وهي كالفَرِيصةِ، والفَرَائص.

  وقال ابنُ فارِس في المقاييس: الشِّرْواصُ، بالكَسْر: الضَّخْمُ الرِّخْوُ مِنْ كلّ شَيْءٍ، وذَكَره في المُجْمَل بالضّادِ المُعْجَمَة. قال: والشِّينُ والرَّاءُ والصَّادُ ما أَحْسَبُ فيه شيئاً صَحِيحاً، لأَنِّي لا أَرى قِياسَهُ مُطَّرِداً، وذَكر الشِّرْصَتَيْن والشِّرْوَاصَ والشَّرَصَ للغِلَظ.

[شربص]:

  * وممّا يسْتَدْرك عليه:

  شَرَباصُ، محرّكةً: قريةٌ بالقُرْب من فَارَسْكُورَ⁣(⁣٢) بمِصْرَ، من الدَّقَهْلِيّة.

[شرنص]:

  * وممّا يسْتَدْرَك عليه:

  جَمَلٌ شِرْنَاصٌ: ضَخْمٌ طَويلُ العُنُقِ، والجمع شَرَانِيصُ.

  هُنَا أَوردَه صاحِبُ اللِّسَان عَنِ اللَّيْث، وأَوْرَدَه المُصَنِّفُ ¦، في الضّادِ المُعْجَمَة تَقْلِيداً للصّاغَانيّ⁣(⁣٣) وسَيَأْتِي.

  [شصص]: الشِّصُّ، بالكَسْرِ: حَدِيدَةٌ عَقْفاءُ يُصَادُ بها السَّمَكُ. ويُفْتَحُ، ذَكَر الجَوْهَرِيّ اللُّغَتَيْنِ. وقال ابنُ دُرَيْد: لا أَحْسَبُ هذَا الّذِي يُسَمَّى شِصًّا عَرَبِيًّا مَحْضاً. قال الصَّاغَانيُّ: صَدَقَ ابْنُ دُرَيْد وهو مُعَرَّب، ويُقَال له بالفَارِسِيّة: شستْ.

  والشِّصُّ: اللِّصُّ الحَاذقُ، الذي لا يَرَى شَيْئاً إِلاّ أَتَى عليه، ج شُصُوصٌ، نقله الجَوْهَرِيّ.

  وقال ابنُ دُرَيْد: يقال: شَصَصْتُه عن الشَّيْءِ، أَي مَنَعْتُه، كأَشْصَصْته.

  وسَنَةٌ شَصُوصٌ: جَدْبَةٌ.

  وهي، أَي الشَّصُوصُ أَيضاً النّاقَةُ الغَلِيظَةُ اللَّبَنِ، كذا في العُبَابِ. وفي الصّحاح: القَليلَةُ اللَّبَنِ، ولا مُنَافَاةَ، فإِنَّ اللَّبَن إِذا غَلُظَ قَلَّ. جَمْعه شَصَائصُ وشُصُصٌ وشِصَاصٌ.

  و في الحَديث: «أَنَّ فُلاناً اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ قِلَّةِ اللَّبَنِ وقال: إِنَّ ماشِيَتَنا لَشُصُصٌ⁣(⁣٤) وخَرَجَ حَضْرَمِيُّ بنُ عامِر في حُلَّتَيْن يَتَحَدَّث في مَجْلِس قَوْمهِ، فقال جَزْءُ بْنُ سِنَان بنِ مَوْأَلة: والله إِنَّ حَضْرَمِيًّا لجَذْلٌ بمَوْتِ أَخِيهِ⁣(⁣٥) أَنْ وَرِثَهُ. فقال حَضْرَمِيّ:

  يَقُولُ جَزْءٌ ولم يَقُلْ حَدَلَا ... إِنّي تَزوَّجْتُ نَاعِماً جَذِلَا

  إِنْ كُنْتَ أَزْنَنْتَنِي بها كَذِباً ... جَزْءُ فلَاقَيْتَ مِثْلهَا عَجِلَا

  أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرَامَ وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلَا

  فلَمْ يمكُث إِلاّ أَيَّاماً، حَتَّى دَخَلَ إِخْوَةٌ لجَزْءٍ سَبْعَةٌ في بِئرٍ يَحْفِرُونها، فأَسِنُوا فيها، فمالَتْ عَلَيْهم جَميعاً وانْهَارَت.


(١) ضبطت بالقلم في التكملة بفتح فسكون، وفي اللسان فكالأصل.

(٢) في معجم البلدان «الفَارَسْكُر».

(٣) وأورده صاحب اللسان في المادة «شرنض» عن الليث كما ورد هنا تماماً، وقال أبو منصور هنا: لا أعرفه لغيره.

(٤) في النهاية واللسان: شُصُصٌ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بموت أخيه، الذي في اللسان: وكان له تسعة أخوة فماتوا وورثهم اه».