تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمض]:

صفحة 39 - الجزء 10

  يَنْفِرَ، فسُمَّيَ البَعِيرُ حَفَضاً، وتَقَدَّمَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ مِثْلُ ذلِكَ.

  وقيل: الْحَفَضُ: عَمُودُ الخِبَاءِ، ج حِفَاضٌ كجَبَلٍ وجِبَالٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  بمَلْقَى بُيُوتٍ عُطَّلَت بِحِفَاضِهَا ... وأَنَّ سَوَادَ اللَّيْلِ شُدَّ عَلَى مُهْرِي

  وأَحْفَاضٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَاب، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ قولَ عَمْرِو بنِ كُلْثُوم:

  ونَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ ... على الْأَحْفَاضِ نَمْنَعُ ما يَلِينَا

  ويُرْوَى: مَنْ يَلِينَا، أَي خَرَّتْ على المَتَاع. ويُرْوَى: عن الأَحْفَاضِ، أَي خَرَّتْ عَنِ الإِبِل التي تَحْمِلُ المَتَاعَ، كما في الصّحاح. وفي اللِّسَان: مَنْ قَالَ عَنِ الْأَحْفَاضِ عَنَى الإِبِلَ الَّتِي تَحْمِلُ المَتَاعَ، ومَنْ قَالَ عَلَى الْأَحْفَاضِ عَنَى الأَمْتِعَةَ أَو أَوْعِيَتَهَا كالجُوَالِقِ ونَحْوِهَا. وفي التَّكْمِلَة: وقيل: هي عُمُدُ الأَخْبِيَةِ، ومثْلُه في العُبَابِ. وقِيل: الأَحْفَاضُ هُنَا: صِغَارُ الإِبِل أَوَّلَ ما تُرْكَبُ، وكانُوا يُكِنَّونَهَا في البُيُوتِ مِنَ البَرْدِ. قال ابنُ سِيدَه: ولَيْسَ هذَا بمَعْرُوفٍ.

  ومن أَمْثَالِهِم: «يَوْمٌ بِيَوْمِ الْحَفَضِ المُجَوَّرِ»⁣(⁣١).

  أَي هذَا بما فَعَلْتُ أَنَا بعَمَّي، وقد تَقَدَّم شَرْحُه في حرف الرَّاء في «ج ور» فراجِعْه.

  وحَفَّضْتُهُم تَحْفِيضاً: طَرَحْتُهم خَلْفِي وخَلَّفْتُهُم. قال ساعِدَةُ بنُ جؤَيَّةُ الهُذَلِيّ:

  بسَاقٍ⁣(⁣٢) إِذا أَولَى العَدِيَّ تَبَدَّدُوا ... يُحَفِّضُ رَيْعَانَ السُّعَاةِ سَعِيرُهَا

  وفي النَّوادِر: خَفَّضَ الله عَنه، وحَبَّضَ عَنْهُ، أَي سَبَّخَ⁣(⁣٣) عَنْه وخَفَّف.

  ويُقَال: حَفَّضَ الأَرْضَ، أَي يَبَّسَهَا. وقال أَبو نَصْرٍ: يقال: حُفِّضَتْ أَرْضُنَا وهي مُحَفَّضٌ، كمُعَظَّمٍ، بغَيْر هَاءٍ، وهي لُغَةُ هُذَيْلٍ، أَي يَابِسةٌ مُقَعْقَعَةٌ، كما في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  حَفَضَ الشَّيْءَ: قَشَرَهُ.

  ويقال: إِنَّهُ لَحَفَضُ عِلْم: أَي قَلِيلُه رَثُّهُ، شَبَّهَ عِلْمَه في قِلَّتِه بِالْحَفَضِ، الَّذِي هو صَغِيرُ الإِبِلِ، وقِيلَ بالشَّيْءِ المُلْقَى.

  قال ابن بَرِّيّ: والحَفِيضَةُ: الخَلِيَّةُ الّتِي يُعَسِّلُ فيها النَّحْلُ. قال: وقال ابنُ خالَوَيْه: ولَيْسَت في كلامهم إِلاَّ في بَيْتِ الأَعْشَى وهو:

  نَحْلاً كدَرْدَاقِ الحَفِيضَةِ مَرْ ... هُوباً لَهُ حَوْلَ الوَقُودِ زَجَلْ

  والحَفَضُ: حَجَرٌ يُبْنَى به.

  والحَفَضُ: عَجَمَةُ شَجَرَةٍ تُسَمَّى الحِفْوَلَ، عن أَبِي حَنيفَةَ. قال: وكُلُّ عَجَمَةُ من نَحْوِهَا حَفَضٌ.

  وفي الجَمْهَرَة: وقد سَمَّت العَرَبُ مُحَفِّضاً، أَي كمُحَدِّث.

  [حمض]: الحَمْضُ: ما مَلُحَ وأَمَرَّ مِنَ النَّبَاتِ، كالرِّمْثِ، والأَثْلِ، والطَّرْفَاءِ ونَحْوِهَا، كما في الصّحاح.

  وفي المُحْكَم: الْحَمْضُ من النَّبَاتِ، كُلُّ نَبْتٍ مَالِح أَو حَامِضٍ يَقُومُ على سُوقٍ ولا أَصْلَ له. وقال اللِّحْيَانِيّ: كُلُّ مِلْحٍ أَو حَامِضٍ من الشَّجَرِ كانَتْ وَرَقَتُه حَيَّةً إِذا غَمَزْتَهَا انفَقَأَتْ بمَاءٍ، وكان ذَفِرَ⁣(⁣٤) المَشَمِّ، يُنْقِي الثَّوْبَ إِذَا غُسِلَ بِهِ، أَو اليَدَ، فهو حَمْضٌ، نحو النَّجِيلِ، والخِذْرَافِ، والإِخْرِيطِ، والرِّمْثِ، والقِضَّةِ، والقُلاَّم، والهَرْمِ، والحُرُضِ، والدَّغَلِ⁣(⁣٥)، والطَّرْفَاءِ، وما أَشْبَهَهَا. وفي


(١) قال في التهذيب: يضرب للمجازاة بالسوء. والمجوّر: المطرّح. والأصل في هذا المثل: أَن رجلاً كان بنو أخيه يؤذونه فدخلوا بيته وقلبوا متاعه، فلما أدرك بنوه صنعوا بأخيه مثل ذلك. فشكاهم فقال: يوم بيوم الحفض المجوّر. وانظر مجمع الميداني ٢/ ٣١٠ والجمهرة ٢/ ١٦٦ والمستقصى ٢/ ٤١٥ برقم ١٥٤٣.

(٢) بالأصل «يساق إلى ...» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.

(٣) كذا بالأصل والتهذيب والتكملة، وفي اللسان: «سنح عنه».

(٤) عن اللسان وبالأصل «زفر».

(٥) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: «والرغل» قال ابن سيده: الدغل أَعرفه في الحمص إِذا خالطه الغربل (اللسان: دغل).