تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دأض]:

صفحة 51 - الجزء 10

  وخَاضَ إِلَيْه حتّى أَخَذَه. وخَاضَ البَرْقُ الظَّلامَ.

  وخَاضَتِ الإِبِلُ: لَجَّتْ في السَّرَابِ⁣(⁣١)، وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ.

فصل الدال مع الضاد

  [دأض]: الدَّأَض، مُحَرَّكَةً، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ واللَّيْثُ.

  وقال البَاهِلِيُّ: هو السِّمَنُ والامْتِلاءُ، وأَنْشَد في المَعَانِي:

  وَقَدْ فَدَى أَعْنَاقَهُنّ المَحْضُ ... والدَّأْضُ حَتَّى لا يَكُونَ غَرْضُ

  قال: والدَّأَضُ والدَّأَص، بالضَّاد والصّاد: أَنْ لَا يَكُونَ في الجُلُودِ نُقْصانٌ. وقد دَئِضَ يَدْأَضُ دَأَضاً، ودَئِصَ يَدْأَص دَأصاً. قال الأَزهَرِيُّ: ورَوَاه أَبُو زَيْد:

  والدَّأْظُ حَتَّى لا يَكُونَ غَرْضُ

  قال: وكَذلِكَ أَقْرَأَنِيه المُنْذِرِيُّ عن أَبِي الهَيْثَم. وسَيُذْكَر في مَوْضِعه. ومَعْنَى البَيْت. أَي فَدَاهُنَّ أَلْبانُهُنّ من أَنْ يُنْحَرْنَ. قال: والغَرْض: أَنْ يَكُونَ في جُلُودِهَا نُقْصَانٌ. وقد أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ في «غ ر ض» كما سَيَأْتَي.

  [دحض]: دَحَضَ برِجْلِهِ، كمَنَعَ: فَحَصَ بِهَا، وكذلِكَ دَحَصَ، بالصّادِ، قاله أَبو سَعِيدٍ. وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ لِعَمْرِو⁣(⁣٢) بنِ العَاصِ ® حِينَ ذُكِرَ له ما رَوَاهُ ابنُهُ عَنْهُ، من قَوْلِ النَّبِيّ لِعَمَّارٍ ¥: «تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ» لا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ تَدْحَضُ بها في بَوْلك، أَنَحْن قَتَلْنَاه؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِي جَاءَ بهِ.

  ودَحَضَ عَنِ الْأَمْرِ: بَحَثَ عَنْه، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  ودَحَضَتْ رِجْلُهُ تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً: زَلَقَتْ، وقد دَحَضَهَا وأَدْحَضَهَا: أَزْلَقَهَا.

  وفي حَدِيثِ وَفْدِ مَذْحِجٍ: «نُجَبَاءُ غَيْرُ دُحَّضِ الأَقْدَامِ» والدُّحَّضُ: جَمْعُ دَاحِض، وهُمُ الَّذِين لا ثَباتَ لَهُم ولا عَزِيمَةَ في الأُمُورِ.

  ومن المَجَاز: دَحَضَتِ الشَّمْسُ عن كَبِدِ السَّمَاءِ، تَدْحَضُ دَحْضاً: ودُحُوضاً: زَالَتْ إِلى جِهَةِ المَغْرِب، كأَنَّهَا دَحَضَتْ، أَي زَلِقَتْ.

  ومن المَجَازِ: دَحَضَتِ الحُجَّةُ دُحُوضاً: بَطَلَت. قال الله تَعَالَى: {حُجَّتُهُمْ} داحِضَةٌ⁣(⁣٣). أَي بَاطِلَةٌ. ونَقَل ابنُ دُرَيْدٍ عن أَبِي عُبَيْدَةَ، قال: أَيْ مَدْحُوضَةٌ. وأَدْحَضْتُهَا، أَيْ أَبْطَلْتُهَا ودَفَعْتُهَا. ومنه قولُه تَعَالَى: لِيُدْحِضُوا {بِهِ الْحَقَّ}⁣(⁣٤)، أَيْ لِيَدْفَعُوا به.

  ودُحَيْضَةُ، كجُهَيْنَةَ⁣(⁣٥): مَاءٌ لبَني تَمِيمٍ. قال الأَعْشَى:

  أَتَنْسَيْنَ أَيَّاماً لَنَا بِدُحَيْضَةٍ ... وأَيَّامَنَا بَيْنَ البَدِيِّ فثَهْمَدِ

  ومَكَانٌ دَحْضُ، بالفَتْح، ويُحَرَّكُ، ودَحُوضٌ، كَصَبُور، الأَخِيرُ مِنَ العُبَاب، والأَوَّلان من الصّحاح: زَلِقٌ. أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ في شَاهِد التَّحْرِيك قولَ الرّاجِز يَصِفُ نَاقَتَهُ:

  قد تَرِدُ النَّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُهْ ... فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُهْ

  حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَثَمَّمُهْ

  العُوَمُ: جَمْع عُومَةٍ لِدُوَيْبّة تَغُوص في المَاءِ، كأَنَّهَا فَصُّ أَسْوَدُ.

  وأَنْشَدَ في العُبَاب مِنْ شَاهدِ التَّسْكِين قَوْلَ طَرفَة:

  أَبا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوَفَاءَ فهِبْتَهُ ... وحِدْتَ كما حادَ البَعِيرُ عن الدَّحْضِ⁣(⁣٦)

  ج دِحَاضٌ، كجَبَلٍ وجِبَالٍ. قال رُؤْبةُ يَمْدَحُ بِلالَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ:

  فأَنْتَ يا بْنَ القَاضِيَيْن قَاضِي ... مُعْتَزِمٌ على الطَّرِيقِ الماضِي

  بثَابِتِ النَّعْلِ على الدِّحَاضِ

  جَعَلَه ابنَ القَاضِيَيْن، لأَنَّ أَبَاه كان قَاضِياً، وجَدَّه قَضَى يَوْمَ الحَكَمَيْن، وبِلالٌ أَيْضاً كان قاضِياً.

  والْمَدْحَضَةُ: المَزَلَّة، وقد جَاءَ في حَدِيث الصِّراط.


(١) في الأساس: وخاضت الإبل لُجَّ السَّراب.

(٢) في النهاية: «لابن عمرو».

(٣) سورة الشورى الآية ١٦.

(٤) سورة غافر الآية ٥.

(٥) كذا بالأصل والتكملة والقاموس وضبطت نصاً عند ياقوت: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت وضاد معجمة. قال وقد جاء في شعر الأعشى مصغراً. وفي اللسان: دحيضة بالفتح ثم الكسر ماء ... ودُحَيْضة: موضع عن ابن سيده.

(٦) ديوانه باختلاف الرواية.