تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خطط]:

صفحة 238 - الجزء 10

  وقد وَقَعَ في كلامِ الفُصَحَاءِ الثِّقَاتِ من عُلَمَاءِ اللِّسَانِ كالسَّكَّاكِيِّ والزَّمَخْشَرِيِّ وأَضرابِهما، ولا يكادُ يُوجَدُ في كَلامِ العَرَبِ ونُصُوصِ أَهلِ اللُّغَةِ ما يُؤَيِّدُه. ثمّ رأَيتُ الشِّهَابَ وَقَعَ له مثلُ هذَا، ولكَنّه | وَقَعَ في جَامِع اللُّغَةِ لابْنِ عَبّادٍ على قولهم: خَرَطْتُ الجَوَاهِرَ: جَمَعْتُهَا في الخَرِيطَةِ، قال: فعَلِمْتُ أَنَّهُمْ تَجوَّزُوا به عن جَعْلِه في العِقْدِ، إِلى آخِر ما أَبْداهُ، ونقله في شَرْحِ الشِّفَاءِ، وعِنَايَة القاضِي، وهو كَلامٌ لا مَحِيدَ عنه. انْتَهَى.

  [خطط]: الخَطُّ: الطَّرِيقَةُ المُسْتَطِيلَةُ في الشِّيْءِ و⁣(⁣١) قِيلَ: هو الطَّرِيقُ الخفِيفُ في السَّهْلِ. وقد أَعادَه المُصَنِّفُ ثَلاث مَرَّاتٍ، وهو إِيّاه، وهو غَرِيبٌ، ج: خُطُوطُ، وقد جمعه العَجَّاجُ على. أَخْطَاط فقال:

  وشِمْنَ في الغُبَارِ كالأَخْطاطِ

  والخَطُّ: الكَتْبُ بالقَلَمِ، خَطَّ الشَّيْءَ يَخُطُّه خَطًّا: كَتَبَه بقَلَمِ، أَوغَيْرِه، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فشَجَانِي ... كخَطِّ الزَّبُورِ في عَسِيبِ يَمَانِ

  وأَمّا قولُ الشّاعِر:

  فأَصْبَحتْ بَعْدَ خطِّ بَهْجتِها ... كأَنَّ قَفْراً رُسُومَها قَلَما

  أَراد: فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً، كأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسُومَهَا.

  ومن المجاز: الخَطُّ: ضَرْبٌ من الجِمَاع⁣(⁣٢)، وقد خَطَّها قُسَاحاً، والقَسْحُ: بقَاءُ الإِنعاظِ، نَقَله اللَّيْثُ، كما في التَّهْذِيبِ.

  ومن المَجَازِ: الخَطُّ: ضِدُّ الحَطِّ، وهو الأَكْلُ القَلِيلُ، وبالحاءِ: الكَثِير، كالتَّخْطِيطِ، ومنه حَدِيثُ ابنِ أُنيْسٍ: «ذَهَب بِي: رَسُولُ الله إِلى مَنْزِلِه، فدَعَا بطَعَام قَلِيلٍ، فجَعلْتُ أُخَطِّطُ حتّى يَشْبَعَ رَسُولُ الله » أَي: أَخُطُّ في الطَّعامِ، أُرِيهِ أَنِّي آكُلُ ولَسْتُ بآكِلٍ، ووَصَف أَبو المَكَارِم مَدْعَاةً دُعِيَ إِليها، قال: فحَطَطْنا ثمّ خَطَطْنَا.

  والخَطُّ: الطَّرِيقُ عن ثَعْلَبِ، يُقَال: الْزَمْ ذلِكَ الخَطَّ ولا تَظْلِمْ عَنْه شَيْئاً، ويُقَال: هو بالضَّمِّ، كما سَيَأْتِي، ويُرْوَى بالوَجْهَيْنِ قولُ أَبِي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ:

  صُدُودَ القِلَاصِ الأُدْمِ في لَيْلَةِ الدُّجَى ... عن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لَهَا الخُطَّ سارِبُ

  وقال سَلامَةُ بنُ جَنْدِلٍ:

  حتّى تُرِكْنَا وما تُثْنَى ظَعائِنُنَا ... يَأْخُذْنَ بينَ سَوَادِ الخَطِّ فاللُّوبِ

  وقال ابنُ سِيدَه: الخَطُّ سِيفُ البَحْرَيْنِ وعُمَانَ أَو كُلُّ سيفٍ: خَطُّ، وقال الأَزهَرِيُّ: وذلِكَ السِّيفُ كُلُّه يُسَمِّى الخَطّ. ومن قُرَى الخَطِّ: القَطِيفُ، والعُقَيْرُ، وقَطَرُ.

  وقِيلَ - فيِ قَوْلِ امرِئِ القَيْس:

  فإِنْ تَمْنَعُوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفَا ... فإِنّا وَجَدْنَا الخَطَّ جَمًّا نَخِيلُهَا⁣(⁣٣)

  -: هو خَطُّ عَبْدِ القَيْسِ بالبَحْرَيْن، وهو كَثِيرُ النَّخِيلِ.

  والخَطُّ، أَيضاً: ع، باليمَامَةِ، وهو خَطُّ هَجَرَ، تُنْسَبُ إِليه الرِّماحُ الخَطِّيّة، لِأَنَّهَا تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ، فتُقَوَّمُ به. كذَا في الصّحاح. وقال ابنُ سِيدَه: وقيل: الخَطُّ: مَرْفَأُ السُّفُنِ بالْبَحْرَيْنِ، قال غيرُه: وقد يُكْسَرُ، وفيه نَظَرٌ، فإِنَّه إِنَّما يُكْسَرُ عند إِرَادَةِ الاسْمِيَّة، كما يأَتيِ عن اللَّيْثِ، فتأَمّل. قال ابنُ سِيدَه: وإِلَيْهِ نُسِبَت الرِّماحُ يقالُ رُمْحٌ خَطِّيُّ، ورِماحٌ خَطِّيَّة وخِطِّيَّة على القِياسِ، وعَلى غيرِ القِياسِ، لأَنَّهَا تُباعُ به، لا أَنَّهُ مَنْبِتُهَا، كما قالوا: مِسْكُ دَارِينَ، وليس هُنَالك مِسْكٌ، ولكِنَّهَا مَرْفَأُ السُّفُنِ التي تَحْمِلُ المِسْكَ من الهِنْد. وقال اللّيْثُ: الخَطُّ أَرضٌ تُنْسَب إِليها الرَّماح الخَطِّيّة، فإِذا جَعلتَ النِّسْبةَ اسماً لازِماً قُلْتَ: خِطِّيَّةٌ، ولم تَذْكُرِ الرِّماحَ، وهو خَطُّ عُمَانَ، كما قالُوا: ثِيَابٌ قِبْطيَّة، فإِذا جَعَلُوها اسْماً قالُوا: قُبْطِيَّةٌ، بتَغْيِير النَّسب، وامرأَةٌ قِبْطِيَّةٌ لا غير، ولا يُقَال إِلاّ هكذا. وقال أَبو حَنِيفَةَ: الخَطِّيُّ: الرِّماحُ، وهو نِسْبَةٌ، قد جَرَى مَجْرَى الاسمِ العَلَمِ، ونُسِبَت إِلى الخَطّ البَحْرَيْنِ، وإِليه تَرْفَأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أَرضِ الهنْد وليس الخطِّيّ الذي هو الرِّماحُ من


(١) في القاموس: أو الطريق.

(٢) في التهذيب واللسان: البضْع بضم وفتح الباء.

(٣) نسب في معجم البلدان «الخط» إلى الأعشى. وضبطت فيه الخط بضم الخاء وتشديد الطاء. والبيت في ديوانه.