تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذيط]:

صفحة 259 - الجزء 10

  [ذوط]: ذَاطَهُ يَذُوطُه ذَوْطاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو زَيْدٍ: أَي خَنَقَهُ حَتَّى دَلَعَ لِسانُه⁣(⁣١) كذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عنه، وقد تَقَدَّم أَنَّه لُغَةٌ في ذَأَطَهُ ذَأْطاً، بالهَمْزِ، ونَقَلَه صَاحِبُ اللِّسَانِ عن كُراع.

  والأَذْوَطُ: النَّاقِصُ الذَّقَنِ من النّاسِ وغَيْرِهِم، ويُقَال: الأَذْوَطُ: الصَّغِيرُ الفَكِّ، وقِيلَ: هو الَّذِي يَطُولُ حَنَكُه الأَعْلَى ويَقْصُر الأَسْفَل. والذَّوَطُ في البَعِيرِ: قِصَرُ مِشْفَرِه من أَسْفَلِه، ومنه حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ ¥: «لو مَنَعُوني جَدْياً أَذْوَطَ» ويُرْوَى «لو مَنَعُوني عِقَالاً» ويُرْوَى «عَنَاقاً مِمّا أَدَّوْا إِلى رَسُولِ الله لقَاتَلْتُهُم عليه كما أُقَاتِلُهم على الصَّلاة».

  وقال أَبُو عَمْرٍو: الذَّوْطَةُ: عَنْكَبُوتٌ تَكُونُ بتِهَامَةَ، لها قَوائِم، وذَنَبُهَا مثلُ الحَبَّةِ من العِنَبِ الأَسْوَدِ صَفْرَاءُ الظَّهْرِ صَغِيرَةُ الرَّأْسِ، تَكَعُ بذَنَبِهَا فتُجْهِدُ مَنْ تَكَعُه. حَتَّى يَذُوطَ، وذَوْطُه أَنْ يَخْدَرَ مرَّاتٍ، ج: أَذْوَاطٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الأَذْوَطُ: الأَحْمَق. نقله الصّاغَانِيّ. قلتُ: ولعَلَّه لُغَةٌ في الأَضْوَط، بالضّاد، كما سَيَأْتِي.

  وقال أَبُو العَبّاسِ: الذَّوَطُ، بالتَّحْرِيكِ: سُقَاطُ النّاسِ.

  وامْرَأَةٌ ذَوْطَاءُ: قَصِيرَةُ الحَنَكِ.

  ومن كَلامِهِم: يا ذَوْطَةُ ذُوطِيه.

  وقال أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ بعضَ مَشايِخِنَا يَقُول: يقال: أَضْوِطِ الزِّيَارَ على الفَرَسِ، وأَذْوِطْهُ، أَي أَنْشِبهُ في جَحْفَلَتِه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَاب. قلت، وسَيَأْتِي ذلِكَ في «ض وط»، عن أَبِي حَمْزَةَ.

  [ذهط]: ذَهْوَطٌ، كجَرْوَلٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو: ع.

  وذِهْيَوْطٌ، كعِذْيَوْطٍ، هكذا ضَبَطَه سِيبَوَيْه وقال اللَّيْث: هو ذُهْيُوطٌ، مِثَال عُصْفُورٍ: اسم ع، قالْ ابنُ سِيدَه: والصَّحِيحُ الأَوّلُ⁣(⁣٢)، أَنشَدَ الصّاغَانِيُّ للنّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ يمدَحُ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ مُضَرِّطَ الحِجَارَةِ:

  فِدَاءُ ما تُقِلُّ النَّعْلُ مِنَّي ... إِلى أَعْلَى الذُّاؤَابَةِ للهُمَامِ

  ومَغْزَاهُ قَبَائلَ غَائِظَاتٍ ... إلى الذِّهْيَوْطِ في لَحِبٍ لُهَامِ⁣(⁣٣)

  وسَيَأْتِي في «ز هـ ط»، أَيضاً.

  [ذيط]: * ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ذاطَ في مَشْيِه يَذِيطُ ذَيَطَاناً، إِذا حَرّك مَنْكِبَيْهِ في مَشْيهِ مع كَثْرَة لَحْمٍ، نقله صاحبُ اللّسَان عن أَبِي زَيْدٍ، وقد أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ.

فصل الراءِ مع الطاءِ

  [ربط]: رَبَطَهُ، أَي الشَّيءَ، يَرْبِطُه، بالكَسْرِ، ويَرْبُطُه، بالضَّمِّ، وهذِه عن الأَخْفَشِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، رَبْطاً: شَدَّهُ، فهو مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ، يُقال: دَابَّةٌ رَبِيطٌ، أَي مَرْبُوطَةٌ.

  والرِّبَاطُ، بالكَسْرِ: ما رُبِطَ به، أَي شُدَّ به، وفي العُبَاب والصّحاحِ: ما تُشَدُّ به القِرْبَةُ والدَّابَّةُ وغيرُهما، ج: رُبُطٌ، بضمٍّ فسُكونٍ، والأَصْلُ فيه ككُتُبٍ، والإِسْكان جائزٌ على التَّخْفِيفِ، قال الأَخْطَلُ، يَصِف الأَجِنَّةَ في بُطُونِ الأُتُنِ:

  مِثْل الدَّعامِيص في الأَرْحام غائِرَةٌ ... سُدَّ الخَصاصُ عليها، فهو مَسْدُودُ

  تَمُوتُ طَوْراً وتَحْيَا في أَسِرَّتِهَا ... كما تَقَلَّبُ في الرُّبْطِ المَرَاوِيدُ

  كذا في الصّحاح والعُبَابِ، ويُرْوَى: «كما تَفَلَّتُ» وهكذا وُجِدَ في دِيوَانِ الأَخْطَلِ بخَطِّ أَبِي زَكَرِيَّا.

  والرِّبَاطُ: الفُؤادُ، كأَنَّ الجِسْمَ رُبِطَ به.

  والرِّبَاطُ: المُوَاظَبَةُ على الأَمْرِ قال الفارِسِيُّ: هو ثَانٍ من لُزُوم الثَّغْرِ، ولُزُومُ الثَّغْرِ: ثانٍ من رِبَاطِ الخَيْلِ.


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «بلسانه».

(٢) وهو ما ورد في التكملة واللسان.

(٣) ديوانه ص ١٦٢ وفيه «على الذهيوط» بدل «إلى» وبالأصل «مغزاة» والمثبت عن الديوان. ويروى: قايظات بدل غايضات. وقوله: لهام يريد جيشاً كثيراً يلتهم ما ورد عليه، أي يبتلعه. والذهيوط مكان كان لهم فيه غزوة. عن حاشية الديوان.